جاء تأكيد أوريول جونكيراس نائب رئيس حكومة كاتالونيا التي أقالتها إسبانيا أمس الأول أن زعيم الانفصاليين كارليس بودجيمون سيبقي رئيسا للمنطقة, ليكشف عن نوايا خفية قد تفاجئ الوضع السياسي الذي أصبح مستقرا بعض الشئ ولو من قبل الحكومة الفيدرالية في مدريد علي الأقل بعد تطبيق المادة155 من الدستور ردا علي إعلان الإقليم استقلاله. وقال جونكيراس في مقالة نشرتها صحيفة ال بونت- افوي إن بودجيمون سيبقي رئيس البلد وكارمي فوركاديل ستبقي رئيسة البرلمان الكاتالوني, وهذا علي الأقل إلي اليوم الذي يقرر فيه المواطنون خلاف ذلك من خلال انتخابات حرة, منددا بما وصفه بأنه انقلاب ضد كاتالونيا. وكان رئيس الوزراء الاسباني ماريانو راخوي أثر إعلان تطبيق المادة155 من الدستور وإقالة الحكومة الكاتالونية والإعلان عن انتخابات حرة في غضون شهرين أي في أواخر ديسمبر المقبل, قال إنه شيء مرحب به إذا قرر بودجيمون دخول الانتخابات مرة أخري, لذلك فهناك طريقان أمام الأزمة الكاتالونية الفترة المقبلة: إما أن ينتظر الشعب الكاتالوني الانتخابات ويعيدوا استقدام بودجيمون, أو آن كلمة رئيس الإقليم المقال ووصفه لما حدث بأنه انقلاب توحي بسيناريو آخر. وعلقت صحيفتا واشنطن بوست الأمريكية وفاينانشيال تايمز البريطانية أمس علي أحدث المستجدات في أزمة الإقليم بان سيطرة مدريد الكاملة علي كاتالونيا وإقالة رئيسها وحكومتها وقادة- الشرطة المحلية ثم تحويل جميع السلطات هناك إلي الحكومة المركزية.. واعتبرتا أن إسبانيا تسعي بذلك إلي طي صفحة الماضي وحسم أزمة الإقليم المضطرب. وذكرت صحيفة واشنطن بوست في تقرير لها انه رغم اعتبار البعض لبيان بودجيمون المقتضب في هذا الشأن بأنه نوع من أنواع المقاومة والتحدي- فإن الكثيرين من مؤيدي انفصال كاتالونيا عبروا عن إحباطهم ورغبتهم في معرفة معناه. وأبرزت الصحيفة أن برشلونة, عاصمة الجمهورية المنفصلة حديثا, بدت هادئة إلي حد الملل, وذلك بعدما أخذ السكان نفسا عميقا وقرروا انتظار ورؤية ما سيحدث خلال الأيام القادمة. وأشارت الصحيفة إلي أنه بموجب قرار مدريد, فإن أكثر من140 كاتالونيا أصبحوا بلا مراكز قوة حاليا فضلا عن حل البرلمان وإعلان إجراء انتخابات جديدة في21 ديسمبر المقبل. واختتمت الصحيفة الأمريكية قائلة إنه حتي من بين أولئك الذين امتلأت قلوبهم فخرا وفرحة عند سماع بيان الانفصال, كانت قلوبهم تستشعر أن كاتالونيا لم تصبح ممهدة لأن تكون دولة منفصلة وأنها لا تزال بعيدة عن هذا الأمر, فيما أعرب العديد عن قلقه مما قد يحمله المستقبل لهذا الإقليم المضرب في شمال إسبانيا. من جانبها رأت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية أن قرار مدريد الأخير إنما يهدف إلي طي صفحة أسوأ أزمة سياسية عاشتها إسبانيا منذ40 عاما.