بعد حالة من جدال حول ظهوره علي شاشة التليفزيون المصري من عدمه أكد الدكتور محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية والمرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية انه ملتمس العذر للمجلس الأعلي للقوات المسلحة لادارته البلاد في تلك المرحلة العصيبة, مؤكدا انه تسلم البلاد وهي كرة ملتهبة جاءته فجأة كما ان الحال التي تعيشها البلاد حالة غير مسبوقة وبعد60 عاما من انعدام الحرية. وقال البرادعي في حواره مع برنامج بكرة احلي الذي يقدمه الداعية الإسلامي الدكتور عمرو خالد علي القناة الثانية مساء أمس ان المجلس العسكري تسلم البلاد وفيه نظام لابد ان يهدم ويبني من جديد, مشددا علي ان السرعة في نقل السلطة غير مطلوبة وان الخطوات في تلك المرحلة لابد ان تكون محسوبة وأنه ليس من المهم ان تكون الفترة سنة أو سنة ونصف او اكثر لكن المهم ان نعرف إلي اين نذهب؟ اضاف البرادعي ان البلاد تحتاج حكومة قوية حكومة انقاذ وطني وليس حكومة تسيير أعمال. وأكد البرادعي ضرورة اعادة توزيع الدخل والأجور في مصر قائلا: لا يمكن أن يكون هناك شخص يأخذ مليون جنيه في مؤسسة حكومية وآخر يحصل علي مائتي جنيه, مشددا علي ضرورة اعادة توزيع الدعم حتي يصل إلي مستحقيه خاصة أنه يستنزف60 مليار جنيه من الموازنة مؤكدا أن جزءا كبيرا من الدعم لا يصل إلي مستحقيه, مشيرا إلي أنه يمكن حل مشاكل ضخمة لو تمت اعادة النظر في الدعم. شدد علي أهمية التعليم والصحة وزيادة مخصصاتهما في الموازنة قائلا ان البلاد المجاورة لنا يصل انفاقها علي الصحة إلي10% بينما لا يزيد في مصر علي3.6%, مشددا علي أهمية الاهتمام باصلاح احوال المعلم والارتقاء بأوضاعه المالية قبل الاهتمام بالمدارس. أعرب البرادعي عن سعادته لظهوره علي التليفزيون المصري مؤكدا أن ظهوره وعمرو خالد علي الشاشة بالتليفزيون المصري يؤكد أن شيئا ما حدث في البلاد وهو الثورة, مشيرا إلي أن اللواء طارق المهدي رئيس مجلس امناء اتحاد الاذاعة والتليفزيون اتصل به منذ أيام واعتذر له عن سوء الفهم الذي حدث. قال البرادعي ان المشير طنطاوي أكد له خلال لقاء جمعهما منذ عدة أيام ان اللجنة التي ستضع الدستور ستضم مائة شخصية تمثل جميع القوي الوطنية والسياسية. أوضح البرادعي أنه تبني بالتعاون مع شباب الثورة ومجموعة من الحقوقيين والقوي السياسية وثيقة تضم الحقوق الانسانية غير القابلة للتصرف, مشيرا إلي أن الفكرة جاءت نتيجة ما شهدناه قبل الثورة من قمع وتعذيب واهدار لكرامة الانسان وما تشهده الفترة الحالية من انقسام وعدم توحد, مؤكدا أن ما يجمعنا أكثر بكثير مما يفرقنا, وأنه إذا تكلمنا في التفاصيل نجد أنه لا توجد خلافات بيننا. وأوضح أن المبادئ التي تتضمنها الوثيقة هي حرية العقيدة وحرية الرأي وحرية التظاهر وحرية تكوين النقابات وان تبذل الدولة أقصي جهدها لتوفير حياة كريمة وتعليم جيد لجميع المواطنين. قال إن الوثيقة سوف تكون جزءا من الدستور لايمكن المساس به في حال تغيير أي نظام مضيفا أن المانيا سارت علي هذا النهج عندما خرجت من الحرب العالمية الثانية حيث وضعت20 مادة غير قابلة للتغيير, معربا عن استعداده لاشراك جميع القوي الوطنية بما فيها الاخوان المسلمون والسلفيون في الوثيقة, وذلك لأنه لايمكن اقصاء أي فصيل سياسي يعمل في إطار القيم التي يتم الاتفاق عليها. أوضح البرادعي أن الفترة الانتقالية التي تعيشها البلاد صعبة والرؤية غير واضحة لهذا تم التفكير في الوثيقة لتكون جزءا لتوضيح الرؤية أيا كانت الاختبارات في المستقبل سواء كان الدستور أولا أو الانتخابات. وقال: لسنا في وضع ترف يسمح لنا بالمنافسة والقائمة ليست ضد أحد لأنها تضمنا جميعا ويجب الا تكون ضد أحد, مضيفا أنه إدارة الثورة أصعب بكثير من تفجير الثورة لانه عند تفجير الثورة كان الشعب كله متوحدا حول هدف واحد اما الآن فهناك العديد من الاسئلة, مشيرا إلي أنه لابد من العمل بشكل جماعي وعودة الضمير لكل فرد.