استهل الرئيس عبد الفتاح السيسي زيارته للعاصمة الفرنسية باريس بزيارة مقر وزارة الدفاع, وكانت في استقباله فلورانس بارلي وزيرة الجيوش الفرنسية. وتناولت المباحثات تعزيز التعاون العسكري بين البلدين, خاصة في ضوء التحديات التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط, والجهود التي تبذلها مصر لمكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية. ودعا الرئيس السيسي المجتمع الدولي لمواجهة الإرهاب والتعامل مع تلك الظاهرة بشكل سريع, واتخاذ موقف حاسم إزاء الدول التي تدعم الإرهاب, مؤكدا أهمية زيادة التنسيق وتبادل الرؤي إزاء القضايا ذات الاهتمام المشترك, في ضوء الأهمية التي توليها مصر لتعزيز التعاون مع فرنسا علي كافة الأصعدة. فيما أكدت وزيرة الدفاع الفرنسية وقوف بلادها إلي جانب مصر في حربها ضد الإرهاب وحرصها علي التنسيق والتشاور المكثف معها إزاء مختلف التحديات التي تهدد المصالح المشتركة للبلدين. يأتي ذلك فيما أكد الرئيس في حواره مع قناة فرانس24 أن تنفيذ قطر لمطالب الرباعي العربي شرط لن نتنازل عنه, مشددا علي أنه لا يوجد معتقلون سياسيون في مصر, وأن التكفيريين الفارين من سوريا والعراق يحاولون دخول ليبيا. وأضاف الرئيس السيسي أنه لا بد أن نتكاتف جميعا ونمنع وصول هؤلاء المقاتلين أو الأسلحة أو التمويل لهم, فنحن لدينا حدود مع ليبيا تمتد إلي1200 كيلو متر, وحتي الآن وخلال السنوات الثلاث الماضية دمرنا أكثر من1200 سيارة محملة بالأسلحة والذخائر والمسلحين وبالمقاتلين. وعن وضع الإخوان داخل السجون, قال الرئيس السيسي إن الإخوان يخضعون لمحاكمة عادلة طبقا للقانون, وتساءل الرئيس عن حقوق الإنسان بالنسبة للشهداء وأسرهم والأطفال والأرامل والأمهات اللائي فقدن أبناءهن في كل حوادث الإرهاب خلال السنوات الثلاث الماضية, قائلا: أين حقوق الإنسان الخاصة بهؤلاء الشهداء؟ وأشاد الرئيس السيسي خلال لقائه إيريك ترابييه الرئيس التنفيذي لشركة داسو بكفاءة مقاتلة الرافال في ضوء ما تتميز به من قدرة علي المناورة وتنفيذ المهام الحربية بدقة عالية, بما يسهم في تعزيز قدرات مصر الدفاعية ويمكنها من الحفاظ علي أمنها القومي, بينما أشاد رئيس الشركة الفرنسية بقدرات الطيارين المصريين وما يتميزون به من أداء راق مكنهم من التدرب علي قيادة طائرات الرافال في وقت قياسي, مؤكدا حرص الشركة علي مواصلة التباحث مع مصر حول آفاق التعاون المستقبلي. يأتي ذلك فيما تعقد اليوم بقصر الإليزيه قمة مصرية فرنسية بين الرئيسين عبد الفتاح السيسي ونظيره إيمانويل ماكرون, عقب مراسم استقبال رسمية للرئيس في ساحة الأنفاليد, تجري خلالها مناقشة القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام وسبل زيادة الاستثمارات المشتركة والتصدي للإرهاب. ومن المقرر أن يقيم الرئيس الفرنسي عقب المباحثات غداء عمل علي شرف الرئيس السيسي, ثم يشهدان بعدها مراسم التوقيع علي نحو17 اتفاقية تعاون مشترك بين البلدين في المجالات المختلفة, خاصة ما يتعلق بالجوانب الاقتصادية والاستثمارية في ظل وجود عدد كبير من الشركات الفرنسية التي تستثمر في مصر حيث تسجل الاستثمارات الفرنسية تزايدا متواصلا, إلي جانب وجود فرص واعدة لمشاركتها في الاستثمار في منطقة قناة السويس والتي يمكن من خلالها الانطلاق إلي الأسواق العربية والإفريقية.