في عزبة خير الله والمناطق المجاورة لها بحي البساتين يعاني الأهالي من أعمال البلطجة وبيع المخدرات علنا وترويع السكان بالسلاح الأبيض دون أي تحرك من الشرطة التي تبدو وكأنها اكتفت بموقف المتفرج والمتابع لهذه الظواهر الإجرامية. وفي بداية جولتنا بالمنطقة تقول نادية عثمان( ربة منزل) إحنا عايشين في خوف ورعب فأنا عندي5 بنات أخشي عليهن من البلطجية خاصة بعد تكرار تعديهم علي أكثر من فتاة من المنطقة حيث يبدأون في تنفيذ أعمالهم من الساعة الثامنة مساء وأثناء رصدهم لأي فتاة يقومون بتتبعها ويفرضون سطوتهم عليها ويقومون باستدراجها إلي منطقة نائية والاعتداء عليها. وتابعت لايوجد من يحرسنا ولاشرطة تحمينا حيث تقدمنا بالعديد من الشكاوي إلي المسئولين لاقامة نقطة شرطة في المنطقة لكن لاحياة لمن تنادي, كما أننا طالبنا المحافظة بضرورة توفير مساكن بديلة لأننا نعيش في منازل لاتليق بآدميين فالجراد والحشرات والفئران ضيوف دائمة علينا وحتي الآن لم يستجب لنا أي مسئول. أما بسام محمد فيقول انه أثناء عودته من عمله في الساعة الثانية عشرة مساء فوجئ بقيام مجموعة من البلطجية بإيقافه عند أول الشارع القريب من منزله وبدأوا في إطلاق النار في الهواء في كل جانب لإرهابه وترويعه وطالبوه بترك الدراجة البخارية التي كان يستقلها وبالفعل سلمها لهم خوفا من تعريض حياته للخطر. أما صابرين نصر يوسف أم لثلاثة أطفال فتقول ان انتشار البلطجية في المنطقة صار مشهدا عاديا خاصة أننا في منطقة متطرفة يأتي إليها البلطجية من عزبة خير الله وأسطبل عنتر لدرجة أنهم يقومون بكسر العديد من أبواب المنازل والتهجم علي الأهالي لسرقتهم وأمام كل هذا لم يكن أمامنا بديل سوي تنفيذ مطالبهم خوفا علي حياتنا وأولادنا. إحنا عايشين في غابة وحوش بهذه الكلمات بدأت صابرين فراج كامل(59 عاما) كلامها قائلة: معي5 أولاد وأريد ترك مكاني بسبب البلطجية ومحاصرتهم لمنازلنا كل يوم بالإضافة إلي قيامهم بتثبيت الأهالي وتفتيشهم وإحنا غلابة ولانملك إلا رزق يوم بيوم ومش عارفين نروح لمين ونشتكي لمين المفروض ان يقبضوا عليهم لكي نشعر بالأمان والطمأنينة لكن البلد خربت والناس الغلابة ماحدش بيسأل عنهم لأن حياتنا رخيصة عندهم. أما هاجر عبدالحميد محمد(60 عاما) فتقول إنها يئست من معيشتها بالمنطقة نظرا لما تتعرض إليه هي وأسرتها من تهديدات البلطجية الذين يحاصرون المنطقة. وتضيف قائلة إحنا مش عارفين نعيش والمسئولون يعيشون في عالم آخر وقد تكررت شكاوانا ولم نجد من ينقذنا, وتطالب بضرورة زيارة المسئولين لهذه المنطقة بعد أن أصبحت بؤرة إجرامية. أما الحاج فارس أبو اليزيد فيؤكد أنه أصبح يترك منزله قبل المغرب خاصة بعد اقتحام البلطجية لبعض المنازل تحت تهديد الأسلحة وسرقة ما بداخلها, مشيرا إلي أن منطقة السبع بنات شهدت حوادث سرقة عديدة حتي أصبحنا نخاف النزول للشارع وطلبت من أولادي عدم الخروج من المنزل ليلا خاصة بعد أن شاهدت بعيني السلاح الأبيض يرفع علينا من البلطجية للتهديد والإرهاب وفرض الإتاوة. اما مني إبراهيم(55 عاما) فتروي قصة أخري قائلة: كنت ذاهبة لشراء بعض مستلزمات المنزل وفوجئت بسائق دراجة بخارية يقترب مني وينهال علي بالسباب دون سبب وبينما أقوم بتهدئة خطواتي لأعرف السبب فوجئت بدراجتين اخريين وعلمت أنه كمين لإجباري علي الوقوف وسرقتي ولم أستطع مقاومتهم فسلمت لهم كل ما كان بداخل حقيبتي بالإضافة إلي بعض المصوغات الذهبية التي كانت معي. ويروي حسين سيد( طالب) قصته قائلا: انه خلال وجوده بجوار أحد مقاهي المنطقة فوجئ بشابين يعترضان طريقه ودار بينهما هذا الحوار الأول كابتن ممكن ترن لي علي المحمول فأعتقدت أن الأمر طبيعي إلا أنه فوجئ بتثبيته وهي كلمة معروفة في مثل هذه الحالات وتعني إرغام الشخص علي عدم التحرك من مكانه, وقال الآخر هات والا مزقنا وجهك بالموس وهنا ظهرت مجموعة من الأمواس مما أصابه بالهلع وحاول الفرار دون جدوي لكنهم قاموا بتفتيشه ذاتيا واستولوا علي نقوده وحتي الآن فهو يشعر بالقلق عند نزوله إلي الشارع. حسن ياسر( طالب) اخر يروي واقعة أخري دارت أحداثها في المنطقة حيث كانت الساعة تقترب من11 مساء وكان في طريقه لزيارة أحد الأصدقاء إلا أنه فوجئ بشاب يتقدم نحوه ويحمل مطواة وقام بوضعها في عنقه وطلب منه المحمول وسلمه له خوفا علي حياته ولكنه يتساءل إلي متي سوف نظل نعيش مهددين بسب هؤلاء البلطجية الذين أصبحوا فتوات في كل منطقة لدرجة أنهم يفرضون إتاوات علي الأهالي للمرور من الطريق.