فيما انتشرت مركبات التوك توك التي غزت جميع المراكز والقري بمحافظة سوهاج بكثافة خلال الآونة الأخيرة وأصبح العديد من الأسر تعتمد عليها كمصدر رزق أساسي لها, انقسمت آراء مواطني المحافظة حول جدوي محاولات تقنين أوضاعه بين مؤيد ومعارض, فبينما يري البعض أنها أصبحت تمثل صداعا مزمنا يؤرق المواطنين والمسئولين علي حد سواء لدرجة أن جعلت من استمرارها مشكلة تحتاج إلي دراسة لتقنين أوضاعها خاصة وأن البعض يري في هذه الوسيلة فرصة أمام الشباب الباحثين عن عمل لكسب الرزق وتحقيق الذات فضلا عن أنه وسيلة مواصلات رخيصة الثمن ولديها القدرة علي السير في الطرق الضيقة والترابية الوعرة بالقري, يري البعض الآخر أنه تسبب في زيادة الفوضي المرورية وكان سببا في وقوع عشرات الحوادث التي راح ضحيتها عدد كبير من الأبرياء, فضلا عن تسببه في حدوث العديد من الجرائم كالسرقة والخطف والأعمال المنافية للآداب. يقول جمال محمد عويس حاصل علي دبلوم صنايع ويعمل سائق توك توك بحثت طويلا عن فرصة عمل سواء في القطاع الحكومي أو الخاص علي مدي20 عاما فلم أجد حتي طلب مني أحد أصدقائي العمل علي توك توك يمتلكه خاصة وأنه سهل القيادة ولا يحتاج إلي تعليم فهو أشبه بالدراجة النارية واستطعت من خلال عملي تحقيق ربح معقول أعانني علي توفير حياة كريمة لأسرتي, مشيرا إلي أنه بدون هذا العمل سيعيش هو وأسرته بدون مورد رزق خاصة وأنه لا يجيد أي عمل آخر. ويضيف أحمد خيري طالب بمدرسة طما الثانوية الصناعية أبلغ من العمر17 عاما وأسرتي تمر بظروف صعبة وقررت العمل بعد انقضاء اليوم الدراسي لتوفير دخل لأسرتي الفقيرة ووجدت في قيادة التوك توك مهنة ملائمة لسني الصغيرة والتي لا يشترط فيها الخبرة أو الحصول علي الشهادة كغيرها من الوظائف واستطعت من خلال عملي توفير مصدر رزق لأسرتي وتدبير مصاريف الدراسة لي ولإخوتي الصغار. وتشير حسناء السيد مدرسة من مركز المنشاة إلي أن شوارع المدينة ضيقة ولا تستطيع سيارات الميكروباص السير فيها لذلك أستقل التوك توك الذي يسير بي في الشوارع الضيقة وصولا إلي مدرستي مقابل خمسة جنيهات, مشيرة إلي أن التوك توك وسيلة مواصلات رخيصة الثمن بالمقارنة بغيرها من الوسائل الأخري كالتاكسي. وتضيف روحية محمود ربة منزل من قرية المدمر بمركز طما أنها كانت تستقل ميكروباصا للذهاب الي السوق بالمدينة لشراء احتياجات المنزل من الخضار والفاكهة ثم العودة بالميكروباص والسير لمسافة طويلة للوصول للمنزل وهي تحمل ما قامت بشرائه من السوق ولكن حاليا التوك توك يقوم بتوصيلها إلي عتبة البيت ويغنيها عن مشقة المشي لمسافات طويلة وهي تحمل احتياجاتها. ويوضح كمال علي مدرس أن التوك توك أصبح يعد الحل الأمثل للتنقل بين القري المتجاورة والتي لا توجد وسيلة مواصلات تصل إليها سوي الدواب, مشيرا إلي أن التوك توك سهل مهمة انتقال أهل القري وخاصة النساء لزيارة أقاربهن بالشكل الذي يحافظ علي آدمية المواطنين حيث إنه يعتبر وسيلة مواصلات مريحة ومحترمة. أما عن الجانب المعارض فيري مرعي لطفي مدرس أن التوك توك تسبب في وقوع العديد من الحوادث حيث يقوده الصبية بسرعة كبيرة وهم لا يجيدون فن القيادة ولا يحملون رخص قيادة ومع ذلك يحاولون إظهار مهاراتهم في اختراق زحام السيارات مما يؤدي الي الاصطدام بالسيارات والمواطنين ما يؤدي إلي نشوب العديد من المشاجرات. ويطالب جرجس شنودة عامل بضرورة تقنين أوضاع هذه المركبات وإعلان شروط ترخيصها وشن حملات مكثفة لإجبار أصحابها علي استخراج رخص محلية لها للحفاظ علي أمن وسلامة المجتمع ولتحديد المسئولية في حالة وقوع حوادث أو جرائم باستخدامها. وتقول شادية المحزم عميدة معهد أزهري إن التوك توك أصبح مصدرا لتهديد الفتيات في الشوارع بسبب استغلاله في التحرش بالفتيات أمام المدارس وخطف حقائبهن وذلك بسبب عدم وجود أرقام أو رخص تسيير لمركبات التوك توك تمكن المواطنين من الإبلاغ عنها في حالة وقوع أية حوادث, وتطالب بعمل لوحات رقمية أو منح رخص مؤقتة لهذه المركبات لتحقيق الأمن والحد من هذه الحوادث. من جانبه أعلن الدكتور أيمن عبدالمنعم تكليف رؤساء المراكز والمدن بالمحافظة بإجراء حصر شامل لمركبات التوك توك لإعداد قاعدة بيانات بها بنطاق المحافظة, في انتظار صدور قرار من مجلس النواب بإجراءات ترخيصها في الفترة المقبلة مشيرا الي أن ذلك سيتم بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية. وشدد المحافظ علي ضرورة منع أي توك توك من العمل داخل المدن بدون رقم حصر وإلا ستتم مصادرته وتطبيق قانون المخالفة علي مالكه وذلك لتحقيق الانضباط المروري بالشارع السوهاجي وتقنين أوضاع سائقي التوك توك بما يضمن حقوقهم خاصة وأنهم يعتمدون عليه كمورد رزق لأسرهم, بالإضافة إلي القضاء علي الاختناقات المرورية الناتجة عن التسيير العشوائي لمركبات التوك توك دون اية إجراءات تشغيل مسبقة.