مع دخول عملية الاقتراع جولتها الرابعة أمس لاختيار خليفة لإيرينا لوكوفا المدير العام لمنظمة اليونسكو تزايدت الشبهات حول تصدر المرشح القطري حمد بن عبد العزيز الكواري وزير الثقافة السابق, والذي جاء ليثير علامات استفهام كبيرة داخل اليونسكو حول محاولة قطر تحريك الأموال إلي مراكز الفكر في مراهنة منها علي سلطة المال لحسم المعارك الانتخابية لصالحها. وسلطت شبكة فرانس24 الإخبارية الضوء علي الصراع حول زعامة اليونسكو ووسائل الضغط التي تتبعها قطر وترتكز حول الرشاوي والاستضافات المشبوهة لبعض المسئولين منذ فترة, حيث أشارت إلي الاعتبارات العديدة التي ترجح كفة الدول العربية لأن محاولات قطر لا ترتكز علي القدرات الدبلوماسية بقدر ما تعتمد علي اللوبيات. كما أفادت وكالة اسوشيتيد برس الأمريكية بوجود تقارير تفيد بأن قطر حاولت شراء الدعم بين أعضاء اليونسكو وعقدت اجتماعا معهم في أحد المطاعم قريبا من مقر المنظمة بباريس. بينما صرحت قناة إيجي فرانس بأن قطر دعت مؤخرا10 أعضاء للمجلس التنفيذي لليونسكو لرحلة مدفوعة الأجر للدوحة وحصلوا علي هدايا قيمة, الأمر الذي اعتبرته تعزيزا للإرهاب بمساعدة جماعات لوبي مثل بورتلاند واي اسال ونيتورك, وهو الأمر الذي أكدته صحيفة بينينسولا القطرية الإنجليزية في الثاني عشر من سبتمبر الماضي. وفي السياق نفسه, كشفت مجلة جون افريك أن المرشح القطري ضاعف هباته تجاه ممثلي الدول الأعضاء المكلفين بالتصويت وتضمنت عروضه عقد منتدي ثقافي دولي سنوي في باريس وتقديم التمويل اللازم لإعادة تأهيل مقر المنظمة ومساعدة اليونسكو علي تجاوز أزمتها المالية بالمساهمة في تسديد ما عليها من مستحقات, حيث تجاوز العجز المالي لها329 مليون يورو. وتعتبر هذه هي المرة الأولي التي تكشف فيها وسائل إعلام فرنسية هذه الخفايا قبل نهاية المعترك الانتخابي وحتي الآن لم يصدر أي رد فعل من اليونسكو. اتهامات دفع الرشاوي ليست وحدها التي طالت المرشح القطري حيث ذكرت صحيفة لوموند الفرنسية في تقرير نشرته مطلع الشهر الجاري أن قطر استخدمت بريدا إلكترونيا مزورا باسم المنظمة للحصول علي الدعم. أما صحيفة لو بوينت الفرنسية اعتبرت أن مشيرة خطاب مرشحة مصر للمنصب هي أفضل امرأة عربية مسلمة لتولي المنصب فبجانب مؤهلاتها ستمنح للعالم العربي حالة سلام في الشرق الأوسط. ليس الأمر جديدا بأن قطر لا تتوقف عن إنفاق الأموال لتجميل صورتها في العالم كداعمة للإرهاب, فمنذ مطلع2017 أنفقت الدوحة2 مليون دولار لتحسين صورتها بحسب تقرير نشره موقع كونزيرفاتيف ريفيو الأمريكي. وفضلا عن ملف تنظيم كأس العالم2022 التي تنظمه الدوحة, كشف السويسري جوزيف بلاتر الرئيس السابق للفيفا في حوار لصحيفة الجارديان البريطانية أن حصول قطر علي حق تنظيم المونديال يعد مشكلة حقيقية وهناك تحقيقات بخصوص ذلك وقال إنه شخصيا كان رافضا وإن إسناد المونديال لقطر لا يزال خاضعا للتحقيق من سلطات قضائية سويسرية أمريكية حول احتمالية حدوث عمليات فساد ورشاوي. كما أشار تقرير لشبكة بي بي سي البريطانية إلي أنه من غير المؤكد استضافة الدوحة للمونديال لأنه مشروع عالي الخطورة بالنسبة للشركات الأجنبية التي تعاقدت معها قطر لتحسين البنية التحتية لكأس العالم بتكلفة200 مليار دولار. وكشفت صحيفة صنداي تايمز تفاصيل قضية الفساد المتهمة فيها قطر والتي تناقش أمام القضاء البريطاني بعد نشر100 تقرير عن محاولات الدوحة التسلل إلي بنك باركليز البريطاني والسيطرة عليه مستغلة في ذلك أجواء الأزمة المالية العالمية2008, وألقت بظلالها علي العديد من الكيانات الاقتصادية والمصرفية.