عقب حصول صلاح علي شهادة متوسطة ينتقل من قريته للقاهرة ليعمل سائسا في الجراج الذي كان والده يعمل به قبل وفاته,يتعرف صلاح علي نادية عاملة نادي الفيديو المجاور لعمله,حيث تجتذبه أفلام الكاراتيه التيتطرحها للزبائن وتنشأ بينهما صداقة بريئة وإعجاب متبادل,كما يصادق مدرب الكاراتيه حسن الذي يلحقه بالتدريب الراقي في أحد الأندية ويطلق عليه اسم متسر كاراتيه,قبل أن يتخلي حسن عن عمله ليلتحق بكباريه. يصاب صلاح في حادث سيارة يقودها صبي ليخرج من المستشفي( أعرج) وتصدمه نادية عندما تقدم شريط فيديو لأعزب يخدمه داخل شقته,فيرحل من عمله ليعمل في جراح مفتوح تحت كوبري علوي,ويثير انتباهه سيارة فارهة مغطاة يمتلكها مليونير غامض في العمارة المواجهة يدعيأبو الوفا,وعندما يفتحها يفاجأ بوجود أكياس هيروين بها,يحاول إبلاغ الشرطة دون جدوي..يقرر صلاح اقتحام قلعة ابو الوفا بعد ضرب جميع أعوانه الأشداء ليقدمه للعدالة..تكتشف نادية أنها لا تستطيع الابتعاد عن صلاح فتوافق علي الزواج منه رغم فقره,كما تسافر معه لقريته ليزرعا الأرض معا بعد إحباط أحلامهما في المدينة.. في رائعة من روائع المخرج الراحل,(محمد خان),يصور لنا فيلمه المعروفمستر كاراتيه عام1993 بسيناريو وحوار سطره المبدع( رءوف توفيق), فيبرز عبقريته الساحرة في تجسيد الواقعية المصرية بحذافيرها علي ألسنة نجوم الفيلم,ومع واقعية وبساطة المشاهد وجمال تنوعها في حبكة وترابط وانسجام,هناك مشهد رئيسي لم أذكره في مقدمتي عن مجمل القصة,حيث اردت الحديث عنه مفصلا,ولو كان يتسع المقام لسردت تفاصيله بالحرف,حيث تستوقفني عبقريته التي يجسدها المبدع الراحل( أحمد زكي) في دور صلاح,المواطن العادي الذي يبرز نظرة الاستعلاء المعتادة من المسئول للمواطن التي تتغير علي قدر محسوبيته ونفوذه,حيث يقتحم صلاح مكتب مدير المصلحة محاولا أن يساعد الأرملة المسنة(زوزو نبيل) لتحصل علي معاش زوجها المتوفي,والتي ذاقت الأمرين في استكمال الأوراق ولكن دون جدوي,وقبل أن ينهره مدير المصلحة ويستدعي له الأمن,ينحني زكي هامسا في أذن المدير بأنه أحد ضباط الحراسات الخاصة لرئاسة الجمهورية,وأنه متنكر في مهمة رسمية لاهتراء ملابسه وملامح الفقر التي تطغو عليها..فسرعان ما يتبدل وجه المدير الغاضب من اقتحام مكتبه ليبادره بالاحترام الواجب,فيتمادي( صلاح) في أداء دوره حين هامسه ثانيا: سيادة الرئيس مستاء..حينها انتفض المدير النموذج لأقرانه بإعطاء السيدة حقها.. وفي وداعه,همس( زكي) في أذنه لثالث مرة قائلا:إيه رأيك إن أنا مش من رئاسة الجمهورية,أنا مواطن عادي..فإنفعل المدير ممسكا بياقة قميص زكي بعد أن خرجت من عيناه الشرار والغضب اللازم للمشهد قائلا: إيه مواطن عادي!..فانتهره زكي راحلا في المصعد المخصص للمدير بينما تعلق لافتة للمواطنين بأن المصاعد معطلة وهو يصفر بصفارة السايس المعلقة برقبته....جميل المشهد,ولكنه أبسط بل وأرقي من الواقع..فلدينا مشاهد أكثر حرفية وإيلاما من مشهد الراحلين( زكي وخان وزوزو). فهناك الضابط المعتدي علي النائبة البرلمانية حينما اكد أنه لم يكن علي علم أنها نائبة,وأنه كان يعتقد أنها مواطنة عادية..واللاعب حسام حسن في واقعته الذي قرر بعدها وتوءمه الهجرة من مصر,حينما أقسم أنه ليس علي علم بانتماء المصور المعتدي عليه لوزارة الداخلية,وأنه كان يعتقد أنه مواطن عادي..كأن المواطن العادي يحمل ختم المعتدي عليه دون مقابل,الجميع يجاهرون بأنهم حين اعتدوا علي المجني عليهم كانوا يعتقدونهم مواطنين عاديين, وان من حق أي ذي سلطة أو مركز أو نفوذ أن يعتدي علي هذا المواطن العادي دون قلق أو خشية من المساءلة, فالمعتدي عليه مجرد..مواطن عادي..وكأن لقبه الأصلي( مواطن..عادي يتضرب)..فهل بإمكان أولي الأمر حماية هذا( المواطن العادي),أم الحقيقة أن المعتدين هم أنفسهم أولي الأمر!