إلي القاهرة, تتطلع أنظار الفلسطينيين غدا لطي صفحة الانقسام بعد11 عاما من الجمود السياسي الذي خيم علي المشهد الداخلي وأضر بالقضية الفلسطينية في قنوات التفاوض والحوار علي المستوي الخارجي. اللقاء الذي تستضيفه القاهرة الراعي الأول وصاحبة الجهد الكبير في ملف المصالحة يعد الجلسة الافتتاحية التي يأتي علي قائمة أولوياتها توحيد الجبهة الداخلية الفلسطينية وتغليب المصلحة الوطنية ورفع المعاناة عن كاهل الشعب الفلسطيني الذي أرهقه الانقسام. تطلعات الشعب الفلسطيني إلي إنهاء هذه السنوات العجاف من الانقسام, يحملها وفدا حركتي فتح وحماس اللتين بدأ أعضاؤهما في التوافد علي القاهرة اليوم, في رغبة مشتركة للبحث عن كلمة سواء في رحاب مصر, تحقق المصالحة وترفع المعاناة عن قطاع غزة وتكفل جبهة فلسطينية موحدة قوية يستمد منها المفاوض الفلسطيني قوة بموقفه في عملية السلام التي أدخلتها المصالحة عهدا جديدا بتحديات جديدة يدركها الطرفان, وأدركتها القاهرة من قبل عندما بدأت العمل جديا في إنهاء الخلافات والتوفيق بين الفرقاء وإقناعهم بأنه لا بديل عن المصالحة وطي خلافات الماضي. تأتي التطلعات الفلسطينية والآمال المعلقة علي لقاء القاهرة متوازية مع تطلعات أبناء قطاع غزة صوب الرئيس محمود عباس أبو مازن الذي ينتظرون منه قرارا بإلغاء الإجراءات المفروضة علي قطاع غزة. وفي الوقت الذي يبدو فيه التفاؤل حذرا إزاء الملفات المفصلية التي سيتم طرحها خلال جلسات المصالحة, وما إذا كان ممكنا تحقيق اختراق سريع لتلك الملفات, فإن النوايا الإيجابية التي يحملها طرفا المصالحة والتصريحات الاستباقية التي صدرت عنهما قبل الحضور إلي القاهرة اليوم, تجعل الطرفين أمام خيارين هما: إما أن ننجح وإما أن ننجح علي حد تعبير طاهر النونو عضو الدائرة الإعلامية لحركة حماس. علي كل, يبقي تحقيق المصالحة الفلسطينية تحت رعاية مصر إنجازا غير مسبوق للرئيس محمود عباس أبو مازن وطاقة نور في طريق السلام الذي بات مظلما لسنوات من أثر الفرقة والانقسام بين الفصائل الفلسطينية التي أصبحت أمامها الفرصة أكثر من أي وقت مضي لطي هذه الصفحة وبدء صفحة جديدة تشهدها القاهرة غدا ويتطلع إليها العالم والمعنيون بالشأن الفلسطيني وقضية العرب الأولي.