خيرا فعل المجلس الأعلي للجامعات عندما قرر بدء العام الدراسي بتحية العلم المصري في الجامعات,بهدف خلق روح الانتماء لدي الطلاب.نعم الفكرة رائعة ولكن هل روح الانتماء والولاء للوطن لدي الطلاب لا تكون فقط إلا بتحية العلم, وهل تحية العلم وحدها هي الكفيلة بذلك؟ نعم هي خطوة علي الطريق, ولكن يجب ان تتبعها خطوات كثيرة, ليس فقط في الجامعة, فخلق روح الانتماء ليس مسؤلية الجامعة وحدها, ولكنها مسئولية كل قطاعات الدولة الحكومية والأهلية, فالانتماء والولاء للوطن لن يكون بالوقوف أمام العلم أو ترديد النشيد الوطني فقط بل بالحقوق التي يحصل عليها الشاب في دراسته وبعد تخرجه.. مطلوب في جامعاتنا المصرية كافة تمكين الطلاب من الأنشطة الطلابية في كل المجالات العلمية والثقافية والرياضية علي مدار العام الدراسي, والتي تستهدف البناء المتوازن للطالب الجامعي, لما لهذه الأنشطة من أهمية في غرس ودعم قيم الانتماء لدي طلاب الجامعات بدلا من تركهم للوقوع فريسةسهلة في أيدي الجماعات الإرهابية والفكر الهدام. ولابد من ضرورة الإعلان عن الأنشطة سواء الثقافية أو الرياضية أوالفنية منذ بداية العام الدراسي,وأهمية عقد ندوات ومناقشات مع الطلاب حول مختلف القضايا والموضوعات,وضرورة التواصل مع الشباب واحتضانهم;بهدف توعيتهم,وتنظيم زيارات ميدانية لهم إلي المشروعات القومية لتعريفهم بها,وغرس روح الانتماء لدي الطلاب,وربطهم بالقضايا القومية. و المرحلة الجامعية تسبقها مراحل أخري للطالب و من الأولي أن تعمق أفكار الانتماء والولاء للوطن من المرحلة الابتدائية وحتي الثانوية من خلال مناهج التربية الوطنية التي أهملناها, فكان الطالب يدرسها ويحفظ فيها المبادئ الوطنية ويتعلم منها عددا من المهارات الشخصية منها العمل في فريق والولاء.وأتمني أن يكون هناك تواصل بين وزير التربية والتعليم والتعليم العالي فيما يخص مادة التربية الوطنية وتفعيل الأنشطة داخل المدارس والجامعات وإعادة مفاهيم الانضباط والولاء داخلهم وخاصة في مراحل التعليم المبكرة. التحديات الكثيرة التي تواجهنا تفرض علينا ضرورة إعادة النظر في أساليب وطرق تربية الأبناء وتوجيههم الوجهة الصحيحة حتي لا يقعوا فريسة سهلة للغير,وبالتالي تضعف وطنيتهم وتعمل علي إلغاء هويتهم ويتخبطون بعد ذلك حائرين لا يعرفون كيف يكونون وطنيين يعتزون بوطنيتهم. فتربية أبنائنا الطلبة التربية الصحيحة أثناء تواجدهم في المدرسة أو الجامعة يكون لها مردود ملموس في تنمية حبهم إلي وطنهم,أرضا وقيادة وشعبا ليكونوا لبنة صالحة من لبنات المجتمع, حيث يعرف كل واحد منهم حدود مسئولياته تجاه وطنه. فالمواطنة حب المواطن لوطنه وانتماؤه له,والشعور بمشكلاته والإسهام الإيجابي للتعاون مع الغير علي حلها,والتفاني في خدمته,والالتزام بمبادئه وقيمه وقوانينه,والمشاركة الفعالة في الأنشطة والأعمال والبرامج التي تستهدف رقي الوطن والمحافظة علي مكتسباته. ويجب أن نغرس ونعزز روح المواطنة عند الشباب بتزويدهم بالمعارف النظرية والعملية عن كل مكونات وطنهم الايجابية, مثل الأرض والشعب والسلطة والسياسة وتاريخ وطنهم السياسي,وترسيخ محبة الوطن,والوحدة الوطنية بالتماسك والتعاضد الاجتماعي,وتعميق الولاء والانتماء للوطن وخدمته بإخلاص وتفان. ولابد أن نعي جميعا أن العلاقة بين المواطن ووطنه علاقة جدلية حميمة,تجد جذورها في الوجدان والعاطفة,كلاهما بحاجة إلي الآخر;المواطن بحاجة إلي وطن يقدم له الحماية,ويصون له حقوقها لمدنية والسياسية والاجتماعية,والوطن بحاجة إلي مواطنين يدافعون عنه ويحمونهم من يريدون به سوءا,هذه العلاقة الجدلية إذا أخذت مسارها الصحيح,تجعل المواطن مهما كانت مشاربه وتوجهاته الفكرية والثقافية والسياسية,مستعدا بالفطرة للدفاع عن وطنه.