كان علية القوم في المجتمع المصري من الباشاوات يلقب ب( صاحب السعادة), ولا يوجد اجمل ولا اكثر رغبة للانسان سوي ان يكون سعيدا فهل نحن سعداء! يعرف علماء النفس السعادة بأنها تتمحور في تحقيق الإنسان لاحتياجاته الأساسية وتتلخص أولوياتها في الشعور بالأمن والحب والتقدير والنجاح والحرية وقيم دينية او مجتمعية تضبط سلوكه فإذا ما حقق كل ماسبق إلا واحدة فهو غير سعيد, والسعادة تكمن في تحقيق الحاجات الرئيسية السابقة وليس للسعادة مقياس فهي شعور داخلي نحسه ولا نقيسه. ولعل أهم احتياجتنا للسعادة هي الشعور بالأمن الذي بدونه سنشعر بالخوف والقلق وعدم الاستقرار ولهذا فقد وعد الله عباده المحسنين بالأمان من الخوف والأجر المجزي( بلي من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون112 البقرة). والحاجة إلي الحب سلوك اجتماعي يتجلي بقوة في سلوكيات الطفل بحرصه علي اكتساب حب والديه واخوته وبين اصدقائه.. والحب ماهو الا تراحم وعطاء تلين به القلوب وافتقاد الحب يولد البغض والكراهية.. نعم الحب يشعرك بالسعادة. ولكن ماذا عن التقدير إذا ما افتقدت التقدير فأنت تعيس فالتقدير بشعرك بذاتك بوجودك وابسط مثال اعتزاز الممثل بوقوفه علي خشبة المسرح رغم صعوبته إلا انه يتفاعل و يحصل علي التقدير بشكل مباشر من الجمهور, وفي مجال العمل المدير الفاشل هو من يفتقد تقدير وتحفيز مرءوسيه ولله المثل الأعلي قال الله تعالي( من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزي إلا مثلها وهم لا يظلمون(160) الأنعام. ولاشك أن الحاجة إلي النجاح لها أهمية كبري فالنجاح يولد الثقة في النفس وعدم إشباع هذا الإحساس يولد الفشل وضعف الثقة بالنفس والإدمان وليس معني أن نفشل أن نسجن أنفسنا داخل سياج من الخوف. ويقول العالم توماس اديسون عن اختراع المصباح الكهربائي الذي حققه بعد أكثر من الف مرة من المحاولات الفاشلة: أنا لم أفشل أبدا, فقد اخترعت المصباح في النهاية لقد كانت عملية تجاوزت الألف خطوة, ولا بد من اجتيازها للوصول إلي ذلك, إن ما حققته هو ثمرة عمل يشكل الذكاء1% منه والمثابرة والجد99%. وبدون حرية( منضبطة) هل ستشعر بالسعادة؟ لقد خلقنا الله وجعلنا خلفاء في الأرض واعطانا حريتنا كاملة حتي في الإيمان( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) الكهف/29, ولكن بضوابط أن يحسن الإنسان إلي أخيه الإنسان وتأمل اي طفل قيدت حريته فهل يكون سعيدا وليس معني ذلك مانشاهده اليوم من أطفال يلعبون ويلهون بالليل ينامون بالنهار فهذا ليست حرية بل سوء تربية.. وفي الحقيقة لا سعادة دائمة في الحياة الدنيا يقول الله تعالي في سورة البقرة:( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين) البقرة/155 أين إذن السعادة ؟ ومن هو صاحب السعادة ؟