مساء اليوم, وأمام زعماء130 دولة بالأمم المتحدة يلقي الرئيس عبد الفتاح السيسي كلمة مصر التي يترقبها المجتمع الدولي; ستعرض فيها مجمل الأوضاع الدولية, وإحياء عملية السلام, وتحقيق الاستقرار, ومواجهة الإرهاب, وموقف مصر من أهم القضايا الدولية والإقليمية بمنطقة الشرق الأوسط, ويؤكد المراقبون للشأن السياسي العالمي أن الاهتمام الدولي بكلمة مصر اليوم يرجع إلي ما أحرزته مصر من تقدم ملحوظ في مجال التنمية المستدامة بأبعادها المختلفة واعتمادها لأجندة التنمية.2030 ومنذ وصل الرئيس السيسي إلي نيويورك, ولقاءاته متواصلة مع العديد من الشخصيات العربية والأمريكية, ومن خلال متابعتي للقاء الرئيس مع مجموعة من الشخصيات المؤثرة في المجتمع الأمريكي يمكن رصد أبرز ما ركز عليه الرئيس في: 1 إن مصر تقدم أربع ركائز علي العالم أن يعتمدها في التصدي للإرهاب تتمثل في مواجهة كل التنظيمات الإرهابية بلا تمييز, والتعامل مع مختلف أبعاده كالتمويل والتسليح والدعم السياسي والأيديولوجي, والحد من قدرات هذه التنظيمات علي تجنيد المقاتلين, وأخيرا الحفاظ علي مؤسسات الدولة الوطنية في المنطقة. 2 إن برنامج الإصلاح الاقتصادي المصري بدأ يؤتي ثماره, ولولا تفهم الشعب المصري لأهمية القرارات الصعبة التي تم اتخاذها, لم يكن ممكنا تحقيق هذا النجاح. 3 إن مصر حريصة علي احترام حقوق الإنسان وتعزيزها, وتتعامل معها بمنظور شامل سياسي واقتصادي واجتماعي, وعلي الغرب أن يتفهم ذلك. 4 إنه قد حان الوقت للتصدي بفعالية للأطراف الداعمة للإرهاب ودفعها لتحمل مسئولياتها, في إشارة واضحة إلي أنه علي قطر إظهار رغبتها في عدم الإضرار بمصالح الدول العربية, وعدم التدخل في شئونها والتجاوب مع مطالب الدول الأربع. وعلي صعيد اللقاءات ذات الدلالة في التحرك المصري يأتي لقاء الرئيس السيسي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن والذي أكد فيه الرئيس أن القضية الفلسطينية ستظل لها الأولوية في سياسة مصر الخارجية, مشددا علي مواصلة الجهود لرأب الصدع الفلسطيني سعيا لتحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام بين الفصائل الفلسطينية, فيما أشاد الرئيس أبو مازن بدور مصر التاريخي في دعم القضية الفلسطينية وما يتميز به من ثبات واستمرارية. وتأتي أهمية هذا اللقاء من كونه يسبق لقاء الرئيس السيسي مع الرئيس الأمريكي ترامب غدا, والذي يصفه المراقبون هنا بأنه لقاء الملفات الشائكة التي تحتاج إلي تبادل الرؤي بين السيسي وترامب إزاء أهم القضايا الدولية ويبحث الرئيسان السيسي وترامب خلال اللقاء العلاقات الثنائية وسبل التعامل مع سحابة الصيف التي مرت بها تلك العلاقات والتي تسبب فيها الكونجرس الأمريكي وموقفه من خفض المساعدات الأمريكية لمصر.. ويعقد الرئيس السيسي اليوم لقاءات قمة ثنائية مكثفة بينها لقاء رئيس وزراء إيطاليا ورئيس قبرص, كما يشارك غدا الأربعاء في قمة مجلس الأمن حول إصلاح مسار عملية السلام ويلقي كلمة مصر أمام القمة. وخلال نشاطه المكثف أمس جاء الحوار المفتوح مع رؤساء كبري الشركات الأمريكية الذين حضروا غداء العمل الذي نظمته غرفة التجارة الأمريكية ومجلس الأعمال المصري الأمريكي; حيث تم استعراض الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر, وأكد الرئيس حرص مصر علي التواصل المستمر مع المستثمرين الأمريكيين للتعرف علي المشكلات والمعوقات التي قد تواجههم والعمل علي حلها وتذليل كل العقبات أمامهم. وكان الرئيس قد التقي الشيخ عبد الله بن زايد وزير خارجية الإمارات وكذلك الأمير خالد بن سلمان سفير السعودية بالولايات المتحدة, وخلال اللقاءين ركز الرئيس علي ضرورة تعزيز علاقات التعاون الثنائي, وتدعيم أواصر التضامن العربي, وتكثيف المشاورات والتنسيق للتصدي للتحديات والمخاطر التي تواجه المنطقة. وتظل القضايا العربية, وتعزيز المواقف الدولية لدعم الاستقرار, ومواجهة المخاطر والتحديات, مرتكزا أساسيا في لقاءات الرئيس هنا في نيويورك, سعيا لتجاوز الأزمات الدولية والإقليمية.