عند بائع الصحف وقع بصري علي تلك المجلة ذات الغلاف المميز الجميل والتي تحمل اسم الثقافة الجديدة.. كانت عناوين الغلاف طازجة. خلافة داعش أوهام الماضي وكابوس الحاضر الأزهر وداعش والهروب من فخ التكفير المواقف الدولية والاقليمية ضد داعش.. أخذت المجلة وتصفحتها فإذا هي مجلة ثقافية جادة جدا ذلك أن المشرفين عليها ثلاثة من الشعراء الجادين والمستنيرين: أشرف عامر وجرجس شكري وسمير درويش والمجلة متنفس صحي لشعراء وأدباء الأقاليم رغم أن بها عديدا من القصائد المتواضعة التي لا ترقي إلي مستوي الشعر علاوة علي القصص القصيرة ولكن أهم ما فيها ذلك الملف المتنوع والذي يناقش ظاهرة دولة داعش التي تسعي لحكم العالم بالقوة لا طمعا في السلطة السياسية فقط وإنما في السلطة الدينية والدينيوية.. المقالات المكتوبة بالمجلة تحمل عناوين واضحة مثل داعش.. الورثة الشرعيون للوهابية بقلم محمد الشرقاوي وهي دراسة واعية وتاريخية وتحليلية وجريئة بدءا من العنوان.. تقول الدراسة: إن داعش تسير علي منهج السلف وتعتنق المذهب الحنبلي الوهابي.. هذا ما تقرؤه في سيرة أبي عمر البغدادي وخلفه أبي بكر البغدادي ووزير الحرب السابق أبي حمزة المهاجر المصري ووزير الإعلام أبي محمد العدناني الشامي؟! وتضيف وأبو عمر البغدادي أول أمير للدولة في العراق عام6002 صاغ ثوابت الدولة علي السلفية الوهابية ومشروع داعش ليس شيئا آخر غير إعادة إحياء وهابية الجيل المؤسس أيام محمد بن عبدالوهاب والأمير محمد بن سعود وهذا بالضبط ما يكرره الدكتور أحمد بلال في مقالته الدقيقة خلافة علي منهاج الوهابية إذ يقول إن مؤسس الوهابية صاغ أيدلوجيتها علي تكفير المجتمعات المجاورة وقتالها واستطاع تجميع الأنصار المؤمنين بهذا المذهب كما يري الكاتب الدارس والمتخصص وهو سعودي أن تيار الصحوة جمع بين العقيدة الوهابية وحركية جماعة الإخوان المسلمين والتي هاجرت قياداتها إلي السعودية في الستينيات أيام عبدالناصر وأخذوا عن ابن تيمية مواقفه السلفية الصارمة والمضمون العقائدي الوهابي التكفيري وينهي الكاتب دراسته بقوله: علي كل حال تقمص البغدادي دور الخليفة وبدأ يرسم معالم مشروع دولة توسعية عنوانها: خلافة علي مناهج السلف وأعلن مد نشاطه إلي سوريا وضم حبهة النصرة ليصبح الاسم الجديد للتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام مختصرا بالحروف الأولي في كلمة داعش.