تستمر المواقف العشوائية في استفزاز المواطنين في أماكن مختلفة في القاهرة الكبري وبقية ربوع المحروسة, حتي توسعت من تجمعاتها الرئيسة في السيدة عائشة ورمسيس والتحرير, والتي كانت تخرج عن المألوف; لتصل إلي المدن الجديدة التي كانت تدخلها الميكروباصات علي استحياء, فالتجمع الخامس والسادس من أكتوبر وغيرها من المدن الراقية أصبحة آوية لتلك المواقف العشوائية. جولة الأهرام المسائي ترصد أجواء بعض المواقف وردود فعل عدد من المواطنين عليها. اللي مش عاجبه ينزل.. استنكر سامح إبراهيم موظف سلوكيات سائقي الميكروباص التي وصفها بالجشع, مشيرا إلي أن الأجرة من أكتوبر إلي رمسيس كانت بثلاثة جنيهات ونصف الجنيه, لكن السائقين استغلوا ارتفاع أسعار الوقود في زيادة الأجرة بشكل مفاجئ إلي خمسة جنيهات, وطالب سامح بفرض رقابة من الدولة علي المواقف والسائقين; حتي لا يقع المواطن البسيط فريسة بين مخالبهم. وتستغيث شروق أحمد موظفة من سلوكيات السائقين داخل مواقف الميكروباص, والتي تصل إلي التحرش اللفظي والمضايقات المتكررة كلما وطأت أحد المواقف, لافتة إلي أن معظم السائقين يتحكمون في أماكن جلوسها, فالسواق يقفلها في وشي عشان أقعد قدام, علاوة علي الألفاظ النابية التي يقذفونها من أفواههم دون اعتبار للركاب, والتدخين داخل السيارة بلا احترام لأحد, بينما يتجه محمود مصطفي إلي أتوبيسات النقل العام مجبرا بسبب الممارسات المشينة لسائقين الميكروباص الذين يستغلون عجز الركاب في التلاعب بتسعيرة الأجرة. بينما يجد سكان التجمع الخامس أنفسهم في حضرة مواقف عشوائية بشارع التسعين, وفي محيط المحكمة, في مشاهد تشوه صورة هذا الحي الراقي الذي أعرب سكانه ورواده عن استيائهم من وجود هذه المواقف, فقال محمد السيد موظف: إن القاهرة الجديدة هي مدينة أقامتها الدولة للتعبير عن الوجه الجمالي للقاهرة, فلا يقبل بتواجد هذه المشاهد المنفرة. وبمدينة الشيخ زايد يشتغل سائقو الميكروباص من بعد الحادية عشرة مساء في أربع حارات, فاتحين واحدة فقط للطريق القادم من مدينة السادس من أكتوبر متجها إلي ميدان لبنان, وبالنهار يستحون قليلا في حضرة رجال المرور خوفا من المخالفات, لكن مشاجراتهم لا نهاية لها. وعلي صعيد السائقين قال حمدي أحمد سائق ميكروباص: إنه يضطر إلي شراء السولار بأعلي من سعره, وهو ما يدفعه إلي رفع سعر الأجرة علي الركاب, رافضا الإفصاح عن سبب حصوله علي السولار بهذا السعر. وبرر هشام سعيد سائق ميكروباص قائلا: إن مهنته تجبره علي الصوت العالي والمشي بالدراع, موضحا أنه كان بريئا لا يفتعل المشاكل في بداية عمله علي الميكروباص, لكن السائقين الكبار عاملوه معاملة الكلاب, علاوة علي بتوع الكارتة, لافتا إلي أن السائق لازم يكون بلطجي عشان يعرف يعيش.