اتسم عمرو بذكائه ودهائه الشديد غير انه لم يوظف تلك الصفات التي اكتسبها من خبرته في الحياة لمساعدته علي اكتساب المال بالحلال فبعد حصوله علي مؤهله المتوسط استطاع تدبير بعض المال من وراء تنقله في الأعمال مكنه من شراء سيارة بالتقسيط عمل عليها سائق يتنقل بين ضواحي العاصمة لنقل الركاب كل إلي وجهته وبالرغم من إن مهنته توفر له المال اللازم لتكوين نفسه والإنفاق علي متطلباته الأخري إلا انه كان غير راض عن ما يتحصل عليه حيث كان يري أن قدراته وإمكاناته تؤهله إلي ما هو أفضل من ذلك. تعدت أحلام الشاب الصغير الحدود وبدأ يبحث عن طريق قصير لتحقيق تطلعاته بدون مجهود فبعد عودته من عمله المرهق كان يأخذ قسطا من الراحة بين أصدقائه القدامي علي أحد المقاهي التي اعتاد الجلوس عليه بعد انتهاء عمله قبل عودته إلي منزله ليعاود الكرة في صبيحة اليوم التالي من جديد ومن بين من كان يجلس معهم شاب سيئ السمعة سبق اتهامه في قضية مخدرات. ومع مرور الأيام بدأ عمرو تسيطر عليه حالة من الضيق من تواصل عمله يوميا بلا جديد بدأ بعدها يسقط رويدا رويدا في بئر تعاطي المواد المخدرة التي كان يتحصل عليها بعد انتهاء عمله من صديقه كارم الشهير بين اهالي مساكن أطلس ب حسين بك الذي كان يوفر له كل احتياجاته من المخدرات وصارت لا تفارق جيبه. أهمل عمرو مصدر رزقه وقوت يومه تباعا بعد أن أدمن تعاطي المخدرات حيث كانت تمر أيام دون خروجه بمركبته وصار اغلب الوقت مرافقا ل كارم حتي ساءت سمعته من كثرة مصادقته لذلك الشاب. علم والده من اهالي المنطقة بسلوكه عمرو المشين وسيره الدائم مع كارم تاجر المخدرات وإنفاقه اغلب أمواله علي المخدرات وإهماله عمله حيث بدأ يسدي النصائح له تارة ويعنفه تارة أخري وتدخل العديد من الأهل والأقارب لإثناء عمرو عن تصرفاته التي أساءت إلي سمعة أسرته والتي مصيرها القضاء علي مستقبله. تجاهل عمرو توسلات والديه ونصائح المقربين واستمر في غيه الأعوج وحاول استغلال سيارته الأجرة في ارتكاب حيله جهنمية للإنفاق علي متطلباته الشخصية حيث اختمر في ذهنه فكرة شيطانية سردها علي صديقه كارم وأوحي له بأنها طريقه سهله لجلب المال دون عناء بالتردد علي أكشاك بيع السجائر بالمناطق النائية والنصب علي العاملين بها بإيهامهم بأنهما رجال شرطة من مباحث التموين حيث انطلت خدعتهم علي البائعين السذج. استطاعا اللصين نسج خيوطهم علي الكثير منهم والاستيلاء منهم علي الأموال وعلب السجائر وسال لعاب الصديقان لارتكاب مزيد من الوقائع إلا أن عمرو سقط في شر إعماله ليدفع ثمن جريمته النكراء فيما لاذا صديقه حسين بكبالفرار. كان اللواء محمد منصور مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة قد تلقي إخطارا من نائبه اللواء محمود أبو عمره يفيد بأنه أثناء مرور قوة أمنية من مباحث قسم شرطه النزهة بشارع عبد العزيز فهمي بقيادة المقدم محمد مكاوي رئيس المباحث تمكنوا من ضبط المدعو عمرو صبره23 سنة سائق ومقيم مساكن أطلس بمدينة السلام قائد السيارة رقم ن ق ص846 بدون لوحات معدنية خلفية أثناء قيامه وآخر لاذ بالفرار بالنصب والاحتيال علي المدعو علاء شعبان 21 سنة عامل بكشك كائن شارع عبد العزيز فهمي ومقيم بمركز الفتح- أسيوط والاستيلاء منه علي مبلغ150 جنيها و2 علبة سجائر منتحلين صفة رجال شرطة بمباحث التموين. باقتياده إلي ديوان القسم ومواجهته أمام العقيد أيمن صلاح مفتش المباحث اقر بارتكاب الواقعة بالاشتراك مع المتهم الهارب ويدعي كارم محمود وشهرته حسين بك26 سنة عاطل ومقيم بمساكن أطلس دائرة قسم شرطة السلام أول والمطلوب التنفيذ عليه في قضية السلام أول مخدرات المقضي فيها بالسجن6 سنوات وبسؤال المجني عليه اتهمه والهارب بالنصب والاحتيال عليه وبتضييق الخناق عليه للربط بينه وبين الحوادث المجهولة اعترف بتكوينه والهارب عصابة تخصص نشاطها الإجرامي في النصب علي المواطنين بذات الأسلوب وأقرا بارتكابهما3 حوادث الاستيلاء علي مبلغ150 جنيها وسجائر من جرجس شحاتة 23 سنة عامل بكشك كائن أمام مستشفي هليوبوليس والاستيلاء علي مبلغ200 جنيه سجائر من مصطفي إسماعيل 18 سنة عامل بكشك كائن مساكن الضباط الحي السادس دائرة قسم شرطة مدينة نصر ثان والاستيلاء علي150 جنيها و2 علبة سجائر من حمادة عبدالفتاح 29 سنة عامل بكشك كائن شارع طه حسين النزهة واعترف بإنفاقهما المبالغ المالية متحصلات تلك الحوادث علي متطلباتهما الشخصية وباستدعاء المجني عليهم تعرفوا علي المتهم المضبوط واتهموه والهارب بالنصب عليهم بأسلوب انتحال صفة رجال الشرطة وأضاف الأول والثاني بأنهما لم يقوما بالإبلاغ عن الواقعتين. تم تحرير محضر للمتهم وبإخطار اللواء خالد عبد العال مساعد أول الوزير لأمن القاهرة أمر بإحالته للنيابة التي تولت التحقيق وأمرت بسرعة ضبط المتهم الهارب.