مرة أخري يثير المخرج الفرنسي التونسي الأصل عبد اللطيف كشيش الجدل في مهرجانات السينما العالمية فبعد الضجة التي أحاطت بفيلمه الأخير الأزرق أكثر الألوان دفئا أو حياة أديل- الذي تدور أحداثه حول علاقة حب مثلية بين فتاتين- وفاز عنه بالسعفة الذهبية لأفضل فيلم في مهرجان كان السينمائي الدولي في عام2013, أثار فيلمه الجديدMektoub,MyLove:CantoUno أو مكتوب يا حبيبي الجدل عقب عرضه أمس في المسابقة الرسمية لمهرجان فينسيا السينمائي الدولي. يروي الفيلم قصة أمين كاتب السيناريو الشاب الذي عاد من باريس لمسقط رأسه في مدينة ساحلية جنوبفرنسا لقضاء إجازة مع عائلته وأصدقاءه ويقضي الوقت بين الشاطئ والمطعم التونسي الذي يديره والديه والبار والديسكو والتنزه في الشوارع مع أقاربه, ويلتف حوله دائما الجميلات اللاتي جئن من أماكن مختلفة لقضاء إجازة في جنوبفرنسا, بينما يسعي أقاربه الشباب للدخول في علاقات مختلفة واستغلال وجود الفتيات معهن يكتفي أمين بالمراقبة وعلاقات الصداقة البريئة في انتظار الحب بعيدا عن العلاقات الهوائية التي يعيشها أقرانه. وتدور أحداث الفيلم في ثلاثة ساعات كاملة وهو ما كان احد أسباب الجدل خاصة وأنها ضمت الكثير من مشاهد الرقص الطويلة وألعاب البحر, التي دعت بعض الحاضرين في المؤتمر الصحفي عقب عرض الفيلم لاتهام كشيش باستفزاز مشاعر الحضور بهذه المشاهد التي تستعرض جسد المرأة بطريقة مثيرة وتقدم صورة سيئة عنها وكأنها مجرد أداة أو سلعة. بينما رد كشيش بهدوء بأن هذا التعليق صادم بالنسبة له ومعتذرا لصاحبة التعليق عن وصول الفيلم لها بهذا الشكل, مضيفا أن التعليق صادم من وجهة نظره لأنه يعتبر نفسه يقدم صورة عن النساء الأقوياء اللاتي يمتلكن الحرية الكاملة للتصرف كما يحلو لهن ولا توجد أية نظرة ذكورية في الفيلم, مضيفا أن جسد المرأة بالنسبة له هو حالة من الجمال تغريه لتسليط الضوء عليه والتواصل معه في المشاهد المختلفة, مؤكدا من جانب آخر أن اغلب مشاهد الفيلم كانت الكاميرا فيها مسلطة علي الوجوه وليس الجسد. وساعد كشيش علي صد الهجوم الموجه ضده أثناء المؤتمر الصحفي وجود ما يشبه الأولتراس من محبي أفلامه الذين كانوا يسبقونه دائما في الرد علي الأسئلة الهجومية والتي كان من بينها اتهام احد النقاد له بأن مستواه في هذا الفيلم تراجع كثيرا عن أفلامه السابقة ويعتبره كبوة في مسيرته الفنية بينما رد كشيش علي هذا ردا متعجرفا- بتشجيع من محبيه الذين تعالت أصواتهم في القاعة بعد هذا التعليق- وقال كشيش أنه يأسف لكون الناقد لم يفهم الفيلم جيدا وإلا ما كان قال هذا التعليق, مؤكدا أنه مازال لديه القدرة علي الوقوف والسير للأمام ولا يري في هذا الفيلم أية كبوة كما يدعي هو!. وأشار كشيش إلي أنه استلهم قصة الفيلم من روايةLablessurelavraie لفرنسوا بيجادو وتدور الأحداث في فترة التسعينيات من القرن الماضي لأنه من المهم فهم الماضي حتي نستطيع أن نفهم حاضرنا ومستقبلنا, ففي فترة التسعينات كان الناس يعيشون في تناغم في مكان واحد حتي ولو كانوا من أصول مختلفة ثم بدأ هذا يتغير بالتدريج حتي دخلنا القرن الجديد, لهذا كان يري ضرورة رصد الحالة في نهاية القرن الماضي لكي نفهم ما وصلنا إليه في القرن الحالي من خلال هذه المدينة في جنوبفرنسا التي يجتمع فيها شباب من أصول وجنسيات مختلفة ويندمجون معا بتلقائية مضيفا أن بعض مشاهد الفيلم تمثل احتفالا بالنور وبالحياة والميلاد وتغذية الأم لأبنائها مثل مشهد ولادة النعاج الصغيرة ومشهد إرضاع الأم لطفلها وغيرها. قام ببطولة الفيلم مجموعة كبيرة من الشباب منهم شاهين بومدين وأوفيليا باو, وسليم كيشوش واليكسا تشاردر وحفصيا حيرزي, وينافس علي جائزة الأسد الذهبي في الدورة74 لمهرجان فينسيا السينمائي الدولي المقرر إعلان جوائزها غدا في حفل الختام.