من جديد تؤكد الدول العربية المقاطعة لقطر أنها ثابتة علي مواقفها ومستمرة في مقاطعة الدولة التي تدعم الإرهاب وتتدخل في شئون الدول الأخري... وقد أعلنها واضحة وزير خارجية السعودية عادل الجبير مستعدون لاستمرار الأزمة مع قطر لعامين آخرين, وهذا ما أكده وزير الدولة للشئون الخارجية الدكتور أنور قرقاش كذلك أكثر من مرة. علي قطر أن تختار إما العودة إلي الصواب والتوقف عن دعم الإرهاب وتمويل الإرهابيين, أو استمرار المقاطعة, ويجب أن تدرك أن ما تقوم به من حملات إعلامية تحريضية ضد المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات والبحرين لن يفيدها طويلا, فسيفرح إعلاميو قطر ومن تمولهم من إعلاميين عرب وأجانب, وسيفرح مذيعو الجزيرة قليلا بما يبثونه من أكاذيب ويصدقهم البعض, ولكن يوما بعد يوم يفقد هذا الإعلام مصداقيته وسينتهي تأثيره قريبا وقبل نهاية السنتين اللتين حددهما الجبير. عرف العالم اليوم وبشكل واضح أن ادعاءات قطر بأنها محاصرة ما هي إلا دعاية إعلامية غير حقيقية, وأنها محاولات من أجل كسب تأييد الرأي العام العالمي, والضغط علي الدول المقاطعة لرفع المقاطعة, فلا حصار في الأزمة القطرية ولا شيء غير قانوني, وكما قال الجبير ما قلناه هو أننا لن نتعامل مع الدوحة ولن نسمح لها بدخول أجوائنا, فمن حق أي دولة أن تتخذ مثل هذه القرارات, واليوم وبعد مرور تسعين يوما علي قطع العلاقات مع قطر, تبين أن هذا القرار كان صحيحا, فقطر لم تتجاوب مع مطالب الدول المقاطعة, وتعاملت معها بالتجاهل تارة, وبالسخرية تارة, وبإلقاء التهم علي الدول الأربع تارة أخري, وفعلت كل شيء يمكن أن يبعدها عن حل وإنهاء هذه الأزمة, ورفضت القيام بأي خطوة نحو حلها, وهذه مشكلتها وليست مشكلة الدول المقاطعة. عندما يقول الجبير إن هذه الأزمة يمكن أن تستمر لسنتين, يفترض بمن يملك العقل في قطر أن يقف قليلا أمام هذا التصريح المهم والجدي, وأن يفسر ماذا يعني أن تستمر المقاطعة730 يوما؟ وعندما يعرف أي قطري هذه المعلومة يفترض أن يفكر في التداعيات الأمنية والاقتصادية والسياسية, بل وحتي النفسية علي الشعب القطري وعلي المقيمين في قطر, فالقطريون في الداخل لم يعودوا يسمون هذا الوضع الذي هم فيه أزمة أو حصارا, وإنما يطلقون عليها الغمة, ويتساءلون متي يقلبون هذه الصفحة القاسية من حياتهم؟ الإجابة عن ذلك عند أمير قطر الشيخ تميم, والحل ببساطة هو إنهاء مخططات تنظيم الحمدين بالتدخل في دول الخليج والدول العربية والعالم, والتوقف عن دعم وتمويل الإرهاب, وذلك لن يتحقق إلا بنفي أحد الحمدين ومحاكمة الحمد الآخر.. وبذلك تعود قطر بلدا خليجيا عربيا فاعلا وإيجابيا, يعيش ويتعايش مع محيطه, وليس كما هو اليوم جسد بيننا وقلب مع أعدائنا!