الحنطور يعتبر وسيلة نقل ترفيهية صديقة للبيئة يقبل عليها السياح والمصريون للتجول علي النيل والاستمتاع بسحر المياه والهواء الطلق وعظمة القاهرة التاريخية, وأحد أبرز معالم القاهرة, وشاهد علي تراثها التاريخي, الذي يمتد إلي آلاف السنين وكان وسيلة تنقل وتنزه الملوك والفنانين ورجال الأعمال والسياح العرب والأجانب ورغم كل ما سبق تحول الحنطور إلي ذكري وأصبح يصارع من أجل البقاء واشتكي أصحاب الحناطير من الركود ووقف حالهم لعدة أسباب أبرزها ضعف حركة السياحة علي القاهرة بالإضافة إلي حرص السياح علي التجول بالمركب بالنيل عن التجول علي الكورنيش. علي بعد أمتار من كوبري قصر النيل بمنطقة الأوبرا يوجد موقف الحناطير وهو أشبه بموقف السيارات حيث تتجمع فيه جميع العربات التي تتحرك بمنطقة كوبري قصر النيل والكورنيش ويقوم أحد الأشخاص بتنظيم الحركة وتحديد الدور وقامت الأهرام المسائي برصد حال أصحاب الحناطير والأزمات التي تواجههم, حيث أكد محمد عثمان55 سنة صاحب عربة حنطور أن الطلب علي الحنطور انخفض بشكل كبير خلال الأشهر الماضية وقام المئات من زملائه ببيع الحناطير واستبدالها بالتاكسي أو التوك توك, موضحا أنه ورث المهنة عن أجداده ويعمل فيها وجميع أفراد عائلته, موضحا أن دخل الحنطور قبل ثورة يناير كان يتجاوز مئات الجنيهات ومنذ الثورة وأحداث ميدان التحرير والاعتصامات والحال واقف ودخل الحنطور في اليوم الواحد لا يتجاوز150 جنيها يخصم منها أكل الحصان الذي يتجاوز100 جنيه يوميا, موضحا أن عدد الحناطير علي الكورنيش انخفض من300 حنطور تقريبا إلي30 حنطورا. الإقبال بسيط جدا هذا ما أكده عبده صديق40 سنة ومقيم بالهرم, موضحا أن السبب في حالة الركود هو اقتراب المدارس بالإضافة إلي ارتفاع الأسعار مما تسبب في معاناة لدي عدد كبير من المواطنين, موضحا أن دخل الحنطور في اليوم لا يتجاوز200 جنيه ويتم شراء أكل للحصان بمائة جنيه تقريبا بالإضافة إلي وجود عمليات صيانة للعربة, وأشار إلي أن الجولة علي الكورنيش لمدة نصف ساعة تكلفتها50 جنيها, ويتحركون بالدور ويقوم أحد الأشخاص بتنظيم الحركة في موقف الحنطور موضحا أنه ينتظر من الساعة9 صباحا حتي الخامسة مساء من أجل دوره وأوضح صديق أن لديه3 أولاد ويعاني في توفير مطالبهم مما يدفعه للتفكير في بيع الحنطور وشراء توك توك يعمل عليه مشيرا إلي أن الحنطور راحت عليه ولم يعد وسيلة الترفيه والتنزه الأولي بالقاهرة, كما كان في الماضي, موضحا أن الطلب علي الحنطور كان يزيد في موسم الصيف, ولكن هذا العام شهد ركودا كبيرا وانضرب الموسم بسبب ضعف عدد السياح العرب مما تسبب في خسائر كبيرة لأصحاب الحناطير. وقال علي إبراهيم,60 سنة صاحب حنطور, إنه يعمل في هذه المهنة منذ أكثر من40 سنة وكان أزهي الفترات التي حصد فيها دخلا كبيرا هي من نهاية التسعينيات حتي بداية2011, وبعدها توقف الحال منذ أحداث ثورة يناير وإغلاق ميدان التحرير فترات زمنية طويلة, موضحا أن أسعار رحلة الحنطور ارتفعت منذ تعويم الجنيه بسبب ارتفاع أسعار الذرة والفول والردة التي يأكلها الحصان ورغم ذلك مازالت أسعار الحناطير منخفضة بالمقارنة بالأسعار الأخري فمثلا ثمن الرحلة في النيل لمركبات صغيرة ارتفع من120 جنيها في الساعة إلي300 جنيه, أما الحنطور فارتفع من80 إلي100 جنيه في الساعة, و50 جنيها في نصف الساعة, موضحا أن أسعار الحنطور ترتفع في منطقة الأهرامات وتبلغ تكلفة الجولة بالحنطور في منطقة الأهرامات بين200 إلي400 جنيه حسب المدة الزمنية وإذا كانوا مصريين أم أجانب. وأثناء الحديث, حضرت عائلة سعودية لاستقلال الحنطور وأكدوا أنهم حضروا للقاهرة لقضاء إجازة عيد الأضحي لأنهم تعودوا علي ذلك سنويا, وأضافوا أن رحلة الحنطور تعتبر من أساسيات رحلتهم.