رغم مساعي التهدئة بين قوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح والمتمردين الحوثيين للحفاظ علي الحلف القائم بينهما, إلا أن الانشقاقات التي شهدتها صفوف الرئيس السابق والانتشار الواسع للحوثيين وتطويقهم لمدينة صنعاء ووضعه تحت الإقامة الجبرية جعل الأوضاع تنقلب رأسا علي عقب فقد انشق عدد من الضباط والقادة الموالين لصالح, وانضموا إلي الحكومة الشرعية بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي وأعلنوا تأييدهم لها, وذلك بعد أن فروا من صنعاء ووصلوا إلي محافظة مأرب, مما سيساعد الجيش اليمني علي تعديل خططه والسيطرة علي المزيد من الأراضي الواقعة تحت سيطرة المتمردين الحوثيين, مما يكشف عن بداية تحركات موسعة وخطط جديدة لمواجهة أنصار الحوثي في الأيام المقبلة. ووسط تصاعد التوتر في العلاقات بين صالح وحزبه من جهة, وميليشيات الحوثي من جهة ثانية, يقوم الضباط المنشقون بإعادة ترتيب أوضاعهم في صفوف القوات الشرعية, في وقت دفعت فيه ميليشيات الحوثي بمزيد من التعزيزات إلي صنعاء مع عودة التوتر بين الحوثيين وحليفهم صالح وحزبه. ووصل هؤلاء المسلحون من صعدة وعمران ومناطق أخري, لينضموا إلي ألف آخرين وصلوا لصنعاء مؤخرا. وفي إطار تصاعد التوتر بين شريكي الانقلاب, اختطف مسلحون حوثيون, أحمد الشومي القيادي في حزب صالح, مدير مكتب التربية والتعليم بمديرية كعيدنة بمحافظة حجة. وترافق التصعيد الميداني مع تصعيد إعلامي حوثي ضد صالح, إذ شن القائد الحوثي محمد البخيتي, هجوما علي صالح, محذرا أنصاره من الانخداع به, قائلا إنه أصبح خطرا علي المجتمع. ويري المحللون أن التحركات الميدانية لميليشيات الحوثي في محافظة إب جنوبي العاصمة صنعاء, تنذر بمواجهات عنيفة مع قوات صالح, وسط تصاعد التوتر بين حلفاء الانقلاب. ودفع الحوثيون بتعزيزات ضخمة إلي إب واستحدثوا نقاط تفتيش في مركز المحافظة, ومداخلها, ولاسيما عند المدخل الغربي, في إطار استعدادهم لمواجهة أنصار صالح, وتزامن ذلك مع غياب قوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي المواليتين للرئيس السابق, المنشقتين عن الجيش الوطني, مما يثير تكهنات عن تطور خطير في مسار الخلافات بين صالح والحوثيين.