تعتبر كل من جودي دنيش وهيلين ميرين من أهم وأفضل الممثلات اللاتي قمن بادوار ملكات بريطانيا في السينما في العقود الثلاثة الأخيرة, حتي أن هذه الأدوار تعتبر عاملا اساسيا في اطلاق نجوميتهما وحازت الأولي علي جائزة الأوسكار لأفضل ممثلة مساعدة عن دور الملكة إليزابيث الأولي فيلم اشكسبير يحبب عام1998, وهو نفس الدور الذي قامت به هيلين ميرين عام2005 في فيلم اإليزابيثب وحازت عنه علي جائزة الجولدن جلوب لأفضل ممثلة, ثم حصلت علي الأوسكار أفضل ممثلة في2007 عن دورها في فيلم االملكةب الذي قدمت فيه الملكة إليزابيت الثانية. وشاءت الصدفة أن يجمع مهرجان فينسيا السينمائي الدولي بين االملكتينب في يوم واحد, حيث عرض بالأمس فيلم افيكتوريا وعبدولب لجودي دينش- الذي تعود به مرة أخري لدور الملكة- في القسم الرسمي خارج المسابقة بمناسبة تكريم مخرجه البريطاني ستيفن فرايرز في المهرجان وهو مخرج فيلم هيلين ميرين السابق االملكةب-, بينما عرض لهيلين في المسابقة الرسمية فيلم اايلا وجون ذا ليجير سيكرب الذي تقوم فيه بدور سيدة عادية من أمريكا. وتقوم جودي دنيش في فيلم افيكتوريا وعبدولب بدور الملكة فيكتوريا المسنة وعلاقة الصداقة والحب التي جمعتها في المرحلة الأخيرة من حياتها بكاتب وخادم هندي شاب يدعي عبد الكريم ورفض كل من في القصر لهذه العلاقة ومحاربتهم لها بحجة أنها لا تليق بملكة بريطانيا العظمي التي تعتبر الهند واحدة من مستعمراتها. وقالت جودي دنيش خلال المؤتمر الصحفي الذي نظمته إدارة المهرجان لفريق عمل الفيلم أنها لم تكن تتوقع أن تعود لدور الملكة مرة أخري, خاصة دور الملكة فيكتوريا التي قدمتها من قبل في فيلم اهير ماجستي مسز براونب عام1997 وكانت سببا في شهرتها وحازت عن هذا الدور علي ترشيح للأوسكار وجائزتي البافتا والجولدن جلوب لأفضل ممثلة, مشيرة إلي أنها تري في قصة فيلم افيكتوريا وعبدولب أنها استمرارية للفيلم الأول الذي كان يروي قصة الملكة مع خادمها الأمين براون الذي قام برعايتها والاهتمام بها بعد وفاة زوجها وانعزالها عن الجميع في محاول لإعادتها للحياة مرة أخري الا أن قربه الشديد منها أثار الكثير من المشاكل مثل علاقتها أيضا بعبدول في فيلم ستيفن فريرز والتي تعتبر علاقة معقدة وتصرفاتها تجاهه معقدة فهي تشعر بالارتياح إلي جانبه وتجد فيه شخصا تستطيع التحدث إليه بسهولة والتعلم منه أحيانا ويوفر لها جزءا من احتياجاتها في هذه المرحلة من حياتها. وأكد ستيفن أن فيلم افيكتوريا وعبدولب يروي أحداثا حقيقية وليست حقيقية في نفس الوقت لكنه يرفض التفرقة العنصرية وتتعلم فيه الملكة بعض الاشياء من هذا الهندي الشاب عن واقع الحياة, وعلق ساخرا بأنه فيلما نريد أن يشاهده الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب. وقال الممثل الهندي علي فضل الذي قام بدور عبدول أن هذه المرحلة من حياة الملكة فيكتوريا لا نعرف عنها الكثير ولا يتحدث عنها أحد لكنها مرحلة مهمة, وهذه القصة تقدم نموذج للعنصرية البريطانية في نهاية القرن العشرين تجاه الهنود, مشيرا إلي أن العلاقة بين الملكة فيكتوريا أشبه بحالة روحية ليس قاصرة علي الاختلافات الثقافية بينهما, في تعتبر أقوي شخص في العالم في هذه الفترة لكن حياتها ينقصها شيء يوفره لها وجود هذا الشاب بجانبها, لذا يمكن أن نطلق عليها علاقة حب أو صداقة أو علاقة أم بابنها. بينما تنافس النجمة هيلين ميرين بفيلم اTheleisureseeker ب علي جوائز المسابقة الرسمية ويشاركها بطولته دونالد ساذرلاند وإخراج الإيطالي باولو فيرزي وتقوم فيها بدور سيدة عادية تكتشف أن حياتها قاربت علي الانتهاء لذلك تقرر أن تعيشها علي طريقتها وتهرب في رحلة مع زوجها لمكان يطلقون عليهاذا ليجير سيكرب أو اطالب الترفية والمتعةب, فيرحلان من بوسطن إلي منزل ايرنست هيمنجواي في كي ويست وخلال الرحلة علي الطريق يعيدان اكتشاف شغفهما بالحياة وحبهما لبعضهما البعض. وقالت هيلين خلال المؤتمر الصحفي الذي أعقب عرض الفيلم: إنها كانت محظوظة بأدوار الملكات التي حصلت عليها, وعلقت ضاحكة بأنه من الرائع دائما أن تكون ملكة لأن الملكة تحصل علي أفضل الملابس وأكبر عدد من الجمل الحوارية وحتي عندما لا تتحدث تظل كل الاعين مسلطة عليها, ولكن بعض الادوار السينمائية الأخري جيدة أيضا حتي ولو لم تكن لملكات, مؤكدة أنها تعتبر ايلا التي تقدمها في فيلم اذا ليجر سيكرب هي أيضا ملكة في حياتها البسيطة ومساحتها الصغيرة. وعن العمل في فيلم أمريكي مع مخرج إيطالي قالت هيلين: إنه من الجيد أن نمتلك نظرة خارجية وعين غريبة عن البلاد تقدم لنا نظرة مختلفة بعيدا عن التأثيرات التاريخية والثقافية والعائلية, وهو ما يميز هذا الفيلم بوجود مخرج إيطالي يقدم رؤية تحمل الكثير من حسه الإنساني وروحه المرحة, مشيرة إلي أن من أهم العناصر التي جذبتها في شخصية إيلا هو أنها بعد معرفتها بقرب انتهاء حياتها تقرر أن تعيش ما تبقي لها علي طريقتها وتفجرت لديها طاقة وحب للحياة تتمني هيلين أن تحافظ عليه هي في الحياة الواقعية حتي نهاية حياتها. وأضافت أنها قامت مؤخرا بدور الموت في أحد الأفلام السينمائية وحاولت أن تقدمه بقدر كبير من الطاقة والحيوية لأنه تري أن الموت لا بد أن يظهر مليئا بالحياة بقدر الإمكان وعلينا أن نعتنق الحياة ونستمتع بها.