غياب الإرادة السياسية العربية في العمل علي التعاون الاقتصادي المشترك من أهم الأسباب التي أدت إلي تأخر إقامة السوق العربية المشتركة والدليل علي ذلك أن مئات القرارات وعشرات الاتفاقيات العربية العربية لم تنفذ منذ عام1952, ولكن علي ما يبدو أن هناك صحوة وإصرارا عربيا جديدا بالتزام الدول العربية بإقامة السوق المشتركة حيث وقعت فلسطين أمس مذكرة التفاهم التي تهدف إلي التزام الدول العربية بتحقيق التكامل للسوق العربية المشتركة للكهرباء والأسس القانونية لهذه السوق إلي جانب الأسس القانونية لمؤسسات تلك السوق. وتتضمن المذكرة6 فصول, تشتمل علي مبادئ وأهداف وسياسات السوق العربية المشتركة للكهرباء ومراحل تطورها. ويؤكد السفير كمال حسن علي, الأمين العام المساعد للشئون الاقتصادية بالجامعة العربية, أن مذكرة التفاهم تأتي تتويجا لعمل دءوب استمر لعدة سنوات علي مستوي الخبراء والفنيين, بمشاركة فريق عمل من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي, وآخر من البنك الدولي, مشيدا بمستوي العمل الذي تم إنجازه, ويعد نقلة نوعية في العمل العربي المشترك, نحو إقامة مشروعات تنموية كبري, يشعر بها المواطن العربي علي أرض الواقع. سبق للوزراء المعنيين بشئون الكهرباء والطاقة والسفراء الدائمين لعدد14 دولة عربية, طبقا لما ذكره السفير حسن في تصريحات صحفية, التوقيع علي مذكرة التفاهم علي هامش الدورة ال12 للمجلس الوزاري العربي للكهرباء في السادس من شهر أبريل الماضي وهي مصر والسعودية والإمارات والبحرين والجزائر والسودان والعراق وسلطنة عمان وقطر وجزر القمر والكويت وليبيا والمغرب واليمن, والأردن. ويقول السفير جمال الشوبكي, سفير فلسطين لدي القاهرة, ومندوبها الدائم لدي الجامعة: إن هذه الاتفاقية عبارة عن تعاون عربي مشترك وباسم دولة فلسطين, وإنه كلف بتوقيع الاتفاقية بعد موافقة وإقرار مجلس الوزراء الفلسطيني للاتفاقية, مشيرا إلي أن فلسطين هي الدولة ال16 التي وقعت عليها, لافتا إلي أن فلسطين لديها نقص شديد في الكهرباء خاصة في قطاع غزة, وأن هذه الاتفاقية تفتح مجالا واسعا للتعاون وربط شبكات الكهرباء العربية, والاستفادة من إنتاج الكهرباء في مجمل الوطن العربي, موضحا أن المشروع سيستكمل خلال السنوات العشر المقبلة, حتي يصبح الوطن العربي بشبكة كهرباء موحدة لديه طاقة نظيفة. ويشير إلي أن المواطن الفلسطيني بحاجة إلي الصناعة والتنمية التي تحتاج إلي الطاقة, منوها إلي أن فلسطين لديها ربط كهربائي ثنائي من مصر والأردن, حتي قبل توقيع هذه الاتفاقية, التي تتيح لنا التعاون والاستفادة من شبكة الكهرباء العربية التي تمتد عبر الأردن والسعودية ومصر وإلي شمال إفريقيا.