علي شاطئ البحر, جلست وحيدا أنظر إلي أمواج تتلاطم فتبعث نورا لا يراه من يرقبها ورأيتها هي فراشتي الحبيبة.. وسمعت صوتها آت من أعماق البحر!! أين أنت؟! أنا أعمل..!! وأنا أراك.. ولماذا.. لم أرك طوال هذه المدة؟! لأنك لا تريد أن تراني.. بحثت عنك كثيرا؟! أعمتك أعمالك عن رؤياي..!! كل أعمالي كانت لك.. أبدا.. لو كانت لي.. كنت رأيتني!! ونظرت إليها.. ولم ترمش لها أهداب.. ونظرة قاسية كانت في مواجهتي, حاولت المقاومة بالهروب, ولم أستطع.. فقد كانت عيون الفراشة.. صلبة قاسية, جامدة.. متحدية.. حاسبة.. تنتظر الجواب.. وأغمضت عيني هربا من قسوة نظرتها!!. ووجدت لساني ينطق بلا حساب في موجة عارمة من اعتراف دفين!! أعرف.. جرفني تيار غريب.. انسقت وراء جبروت إغراء الكاميرا والأضوا.. وخانني الاختيار!! قالت.. ووعدك لي؟! أعرف أني خالفته.. أعرف أني اندلعت في تيار من نور زائف.. فقدت السيطرة.. أحيانا حاولت أن أسيطر.. ولكني فقدت القدرة علي قيادة نفسي.. أعذريني.. فالنور باهر.. والأضواء مغرية.. والرؤية عسيرة.. والشاشة كبيرة. وهي أيضا فاضحة.. لم تحترس.. وسقط منك الكثير.. لم تحترس وضاع منك ثراؤك الذي جمعته طوال عمرك.. وراء سراب تراه حقيقة.. وراء وهم خيل إليك صوابه.. لهذا هربت أنا منك بعد أن فشلت في إيقافك؟! ولكنك الآن معي!! عندما أحسست بضرورة وجودي قسرا عنك, فقد كنت أنت الهارب.. ولست أنا!! .. وبعد؟! عد إلي نفسك.. إلي فنك.. إلي السينما التي وعدتها بك إلي الحقيقة التي طالما سعيت إليها.. أفق من نوبة الصراع.. السينمائي, حتي لا تفقد ذاتك.. تذكر من أنت.. حافظ علي جمهورك.. حافظ علي أيامك.. إنك رسالة.. لست ملكا لنفسك.. ولكنك ملك لها.. هذا قدرك.. فلا تخالف قدرك.. لا تعاند أمجادك.. الطريق أمامك الآن للمشاركة في يقظة السينما.. إنها تستيقظ الآن.. فشارك الآخرين اليقظة!! أنا في حاجة إليك دائما!! أنا معك.. طالما أنت في طريق الصواب.. لا أظهر إلا في النور!!. وجاء الليل.. ونظرت حولي.. فلم أجد الأمواج صوتها.. وراحت بعيدا تحملها وحيدا.. علي الشاطئ.. تجاه الظلام!! أعيدت حكاية هذه.. السينمائية.. بناء علي طلب ملح.. لإعادة حكايات سينمائية إليها!!