انطلاقا من اقتناع الدول العربيه بأن الحل العسكري للنزاع لن يحقق السلام أو الأمن لاي طرف من الأطراف, فجاءت مبادرة السلام العربية التي أطلقها الملك عبدالله بن عبد العزيز ملك السعودية للسلام في الشرق الأوسط بين إسرائيل و الفلسطينيين هدفها إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دوليا علي حدود1967 وعودة اللاجئين و انسحاب إسرائيل من هضبة الجولان المحتلة مقابل تطبيع العلاقات بين البلدان العربية مع إسرائيل وكانت في عام2002 في القمة العربية في بيروت و قد نالت هذه المبادرة تأييدا عربيا وهي من المواقف العربيةالتي تثبت إجماعهم علي تحقيق السلام العادل و الشامل. إن الوقت عامل مهم ومقلق فالأحوال السائدة الآن علي الأرض تدعم بشدة الحاجة لاتخاذ إجراءات عاجلة لتحريك عملية السلام إلي الأمام باتجاه سلام شامل ضمن إطار المبادرة فالدعوات المستمرة من طرف الإسرائيليين ب إسرائيل الكبري وتهجير الفلسطينيين للأردن, ليست إلا أساطير أو أحلاما ولذلك علي حكومة إسرائيل نزع مثل هذه الأفكار كلما اكتسبوا زخما حيث أنها تخدم فقط إلهاء شعوبهم عن الحقائق والوقائع علي الأرض. وأكبر فائدة لمبادرة السلام العربية هي قبول إسرائيل كجزء من الشرق الأوسط. ويبقي تشجيع المبادرة بشكل مباشر وفعال أمرا لا يستغني عنه أبدا. فالمبادرة هي الإطار الوحيد الذي بمقدوره أن يغير ديناميكية الصراع ويخلق أجواء جديدة ومناسبة أكثر علي الأرض تظهر ما هو ممكن. وتري الجامعة العربية أن أي دعم للموقف الفلسطيني في هذه المرحلة يمثل أولوية للعمل العربي, خاصة وأن القضية الفلسطينية تحظي بإسناد عربي كامل, وأن الاجتماع القادم لمجلس الجامعة علي مستوي وزراء الخارجية, والمقرر عقده يوم12 سبتمبر المقبل, سوف يجدد هذا الدعم, سواء علي المستوي السياسي بالتأكيد علي المرجعيات الأساسية للتسوية النهائية من وجهة النظر العربية, أو علي المستوي الاقتصادي والاجتماعي بتوفير الإسناد اللازم لصمود الفلسطينيين في الأراضي المحتلة في ظل الممارسات الاسرائيلية المستمرة واهمها ارتفاع وتيرة النشاط الاستيطاني الاسرائيلي. الأمين العام للجامعة احمد ابو الغيط كان قد وجه رسالة خاصة لسكرتير عام الأممالمتحدة أنطونيو جوتيريش استباقا لزيارة الاخير الي المنطقة منذ فبراير الماضي تناول فيها الموقف العربي من التسوية السياسية, كما تضمنت تأكيدا علي أن حل الدولتين ما زال يمثل الحل الوحيد الممكن للصراع, وأن أي تجاوز لهذا الحل هو وصفة للكوارث, وجاء بالرسالة أيضا أن مبادرة السلام العربية ما زالت علي الطاولة, وأنها غير قابلة للتجزئة أو أن تقلب علي رأسها, وأن السبيل الوحيد لتطبيقها هو إنهاء الاحتلال وتسوية كافة قضايا الحل النهائي, في مقابل علاقات طبيعية مع العالمين العربي والإسلامي. وفي هذا الإطار أيضا رحب أبو الغيط, بالبيان الصادر عن الاجتماع الثلاثي لوزراء خارجية كل من مصر والأردن وفلسطين, والذي عقد مطلع الاسبوع بالقاهرة, مؤكدا أهمية استمرار التشاور العربي علي مختلف المستويات بهدف تحقيق تناغم الرؤي ومناهج العمل في الموضوع الفلسطيني, وبالذات توطئة للزيارتين المرتقبتين للمنطقة من الأمين العام للأمم المتحدة والوفد الأمريكي مشيدا بالتنسيق المفيد مطالبا باستمراره وذلك خلال مشاركته في اجتماع عقد علي مستوي زعماء الأردن ومصر وفلسطين خلال قمة البحر الميت التي عقدت نهاية مارس الماضي.