دعت قوي سياسية وبرلمانية إلي تكثيف دور الجهاز المركزي للمحاسبات في الرقابة علي أوجه إنفاق المال العام بمؤسسات الدولة, لمواجهة الفساد داخل الجهاز الإداري, وتقويم الأداء الحكومي, بهدف ترشيد السياسات المالية, تزامنا مع ذكري الاحتفال بمرور75 سنة علي إنشاء الجهاز, وتكريم الرئيس عبد الفتاح السيسي عدد من عامليه أمس. وقال القيادي الوفدي عصام شيحة لالأهرام المسائي إن تأكيد الرئيس السيسي علي دور الجهاز في مراقبة أموال الدولة يدل علي وجود إرادة سياسية من جانب الدولة لتفعيل دور الجهاز الرقابي, والتحقيق في ملاحظاته, وإحالتها إلي النيابة العامة, وليس الاكتفاء بعمل ملاحظات وتقارير حتي يتم تخزينها داخل البرلمان. وأضاف شيحة: برغم أن مهمة الجهاز الرئيسية تتمثل في مراقبة الإنفاق العام, إلا أن دستور2014 اختصه بإصدار تقارير لتحديد المخالفات المالية التي تمت داخل مؤسسات الدولة, وإرسال صورة منها إلي مؤسسة الرئاسة, وأخري إلي مجلس النواب, باعتبار أنه السلطة المعنية بالرقابة والتشريع. فيما أوضح الربان عمر صميدة, رئيس حزب المؤتمر, أن مشاركة الرئيس في احتفال الجهاز دليل قاطع علي دعمه للجهود الكبيرة التي يبذلها الجهاز الوطني في ممارسة دوره الرقابي في مكافحة وكشف الفساد المالي بجميع صوره وأشكاله داخل جميع مؤسسات الدولة, الخاضعة لرقابته, وفقا للدستور. وثمن صميدة تأكيد الرئيس السيسي علي محورية دور الجهاز المركزي منذ إنشائه في الرقابة علي أموال الدولة, والجهات التابعة لها, إضافة إلي إشادته بالأثر الكبير لدور الجهاز في ضبط وتحسين أداء الأجهزة التنفيذية بالدولة, وضمان حسن إدارة الإيرادات والمصروفات العامة, حفاظا علي المال العام. من جانبه, قال اللواء يونس الحاجر, عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بالبرلمان, إن السيسي حريص علي كشف أي أوجه للفساد داخل الجهاز الإداري, مضيفا لالأهرام المسائي أن الجهاز المركزي للمحاسبات هو الأكبر بين الأجهزة الرقابية في الدولة, لما له من دور بارز في تقييم الأداء الحكومي, وكشف العديد من وقائع الفساد, والتحقيق فيها. وأشار الحاجر إلي أهمية الجهاز في ترشيد السياسات المالية, وعمله خلال الفترة الأخيرة علي إعادة الاعتبار لقيم الرقابة والمساءلة تجاه القطاعات الحكومية, في ظل ظروف اقتصادية صعبة, تتطلب تضافر جميع الأجهزة الرقابية للقضاء علي الفساد, الذي يعرقل مسيرة التنمية, وانطلاق مصر نحو المستقبل. بدوره, قال اللواء سلامة الجوهري, نائب رئيس الهيئة البرلمانية لحزب المصريين الأحرار, إن الفساد المالي والإداري يعتبر أحد الأسباب التي تستخدم كذريعة في استقطاب الإرهابيين, ونشر حالة من الإحباط بين المواطنين, مشددا علي أهمية دور الأجهزة الرقابية في مكافحة الفساد, وبخاصة الجهاز المركزي, لقطع الطريق علي محاولات إسقاط الدولة.