علي الرغم من أن الفنان أمير صلاح الدين بدأ حياته الفنية كممثل مسرحي يقدم العديد من التجارب المسرحية المهمة, والأمر نفسه حينما اتجه للغناء من خلال فريق بلاك تيما الذي فرض موسيقي متجددة ومميزة لفتت أنظار الشباب , إلا أنه بمجرد أن اتجه إلي التمثيل لم يخرج عن السائد, لتضعه السينما في قوالب محددة لم يستطع التمرد عليها إلا في أضيق الحدود.. ومؤخرا عرض لأمير فيلم يحمل تجربة شبابية مميزة وهو سمكة وصنارة الذي يتقاسم معه بطولتها كريم قاسم ورحمة حسن.. أمير تحدث في هذه السطور عن التجربة الجديدة, وضعف الإيرادات, والمصاعب التي تواجهه بسبب لون بشرته السمراء, وكذلك أزمته الأخيرة مع أبطال مسلسل ريح المدام وتفاصيل أخري في هذا الحوار. كيف جاء ترشيحك لفيلم سمكة وصنارة؟ عرض علي الفيلم منذ عام ونصف العام من قبل المنتج والمخرج طارق عبد المعطي والمؤلف محمد كرار, وبمجرد أن قرأته أعجبني من الوهلة الأولي, كما كنت أتمني العمل مع الصديقين رحمة حسن وكريم قاسم اللذين أعرفهما منذ فترة طويلة, وبالتالي هذا التعاون كان فرصة جيدة لنا. هل واجهت صعوبات في تقديم شخصية النصاب؟ لا.. ولكنني كنت أتمني تقديم شخصية النصاب منذ فترة طويلة بسبب كثرة الأشخاص الذين قاموا بالنصب علي, وقابلت العديد من النماذج الحقيقية منهم في حياتي الشخصية وتقمصت بعضهم أثناء تأديتي هذا الدور فالشخص النصاب لديه سمات عامة لا يعرف الله ولم يصعب عليه أحد, ولا يملك قلب, وفي ذات الوقت حاد الذكاء, ودمه خفيف وفهلوي لكي يحبه من أمامه ويكون نصابا في النهاية. وهل فكرة مرضه بالقلب جاءت من منطلق تعاطف الجمهور معه؟ كل إنسان ولديه نقطة ضعف مهما كان شريرا فبداخله ضعف حتي لو بسيط وعندما قرأت السيناريو قلت للمؤلف لماذا أظهرت حمص شريرا فقط دون نقاط ضعف؟, فكنت أريد أن يكون طيب القلب ولكن هنا أظهره وهو مريض ولكي يظهر أن هناك من يتعاطف معه ولا يصح أن يحبه من حوله لطيبته, ولكن لجاذبيته رغم أنه كاذب ومنافق وهذا النوع نقابله جميعا. طرح الفيلم في الوقت الحالي ألم يكن مغامرة من وجهة نظرك؟ مسألة توقيت طرح الفيلم في دور العرض ليست بيدي حتي لو كنت بطل الفيلم فليس هناك أي بطل مسئول عن توقيت عرض فيلمه لأنها تعود إلي شركات التوزيع المسئولة عن قاعات العرض ليروا ما هو توقيت العرض المناسب بالنسبة لهم. ولكن ضعف الإيرادات تؤكد أن توقيت عرضه كان خاطئا؟ الإيرادات تحدد علي أساس عدد قاعات الفيلم التي تعرضه, وأيام تواجده في السينما, وعدد الحفلات وعندما ذهبت لإحدي قاعات وسط البلد وسألت عنه لم أجده يعرض إلا في الفترة الصباحية ولم يدخل أحد سواء من الشباب أو العائلات السينمات في الفترة الصباحية ولذلك عندما نجد أن هناك ثلاث سينمات بوسط البلد تعرض الفيلم صباحا فقط فبالتالي لن يحقق أي إيرادات في هذه المنطقة وسيتم رفعه منها وفي النهاية إيرادات الفيلم تعود للتوزيع ولن تعود للنجم أو الجمهور الذي سوف يسأل عن فيلمي مرة واحدة وإن لم يجده لن يسأل مرة أخري عنه. هل هذا علي مستوي جميع السينمات؟ لا فهناك سينمات تعرض صباحا فقط, فكيف نجبر الجمهور علي توقيت مشاهدة الفيلم والموزع هو السبب في ذلك لأنه يوزع أفلاما أخري ويري ما هو الأنسب بالنسبة له وبالترتيب الذي يريده وهذه الصناعة خارجة عن إرادة الممثل والمنتج والمؤلف والمخرج ولكن في النهاية من شاهده وجد أنه جيدا. لماذا تركز في أفلامك علي الطبقة الكادحة مثل روج ونوارة ومؤخرا سمكة وصنارة؟ في رأيي أن الممثل الجيد قادر علي تقديم أي شخصية, وينبغي أن ننظر إلي أعمال أخري قدمت فيها شخصيات مختلفة مثل: مسلسل الصياد جسدت شخصية ضابط أمن دولة وهذا غريب أن يختاروا شخصا نوبيا وأسمر اللون لتقديم هذه الشخصية ووافقت عليها لإظهار إمكاناتي الفنية, كما أشعر أنني أحصل علي حريتي أكثر في المسرح لأن الأدوار التي أقدمها بها أدوار أنا من أقم باختيارها وأظهر فيها ما أتمناه. هل شعرت أن ملامحك النوبية تفرض عليك أدوارا محددة؟ طبعا هذا شيء طبيعي فهناك مؤلفون رشحوني لأدوار ولكن الجهة المنتجة تعترض لأنها تري أن لوني ليس لائقا علي الدور وهناك أعمالاأخري رأي صناعها أنها لا تليق علي, بسبب أن الشخصية التي سأجسدها من المفترض أن يكون لها أب وأم فيقولون كيف سنجلب أب وأم نوبيين ولذلك جعلوني أشعر بأنني قبل الترشيح لأي دور يجب إحضار والدي معي بنفس لون بشرتي وبالتالي هذا يؤثر علي في أدوار أخري تقدم لي لأنني يجب أن أجسد شخصيات ليست لها جذور في العمل وهناك أعمال أخري كانت بطولة ولكن لم تكمل لعدم إجادة المنتج شخصية أم لي. رغم نجاح فرقة بلاك تيما إلا أنني أري أنك منجذب للتمثيل أكثر من الغناء فما السبب وراء ذلك؟ أنا أصلا ممثل مسرحي قبل أن أكون مطربا منذ عام2004 وبداياتي في التمثيل كانت خارج الجامعة علي مسرح الدولة كما أن عبده عضو الفرقة كانت بداية معرفتي به من المسرح ففريق بلاك تيما كانت يمثل قبل الغناء وأغانينا درامية. وماذا عن فيلم دعدوش؟ أجسد شخصية شاب من جزر القمر وذهب لداعش, حيث كان يدرس دراسات دينية ورغم تعمقه فيه ولكن كان يحب الغناء ولذلك كان محل سخرية من حوله بأنه كيف يكون شيخا وهو يغني؟ ولذلك ذهب إلي داعش ويقوم بذبح الناس في إطار كوميدي فانتازيا. هل ستقدم أغاني بصوتك في الفيلم؟ ليست أغاني بقدر ولكنها تجسيد للشخصية وهناك أغنيات لها لحن ولكنها ليست مفهومة وهو شبيه من فيلم فيفا زلاتا التي تكون كوميدية دون هدف.