متي يحرم الحاج والمعتمر القادم عن طريق الجو؟ القادم عن طريق الجو يحرم إذا حادي الميقات مثل صاحب البر, ومن الجائز أن يحرم في الجو أو البحر قبل الميقات بقليل إذا خشي سرعة الطائرة أو الباخرة. من كان سكنه دون المواقيت فمن أين يحرم؟ من كان دون المواقيت أحرم من مكانه مثل أهل أم السلم, وأهل بحرة يحرمون من مكانهم, وأهل جدة يحرمون من بلدهم لقوله. من أي مكان يحرم الحاج يوم التروية؟ يحرم من منزله كما أحرم أصحاب النبي من منازلهم في الأبطح في حجة الوداع بأمر النبي وهكذا من كان في داخل مكة يحرم من منزله. ما حكم من نوي بالحج قادما من أحد البلدان, وهبطت الطائرة في مطار جدة ولم يحرم فأحرم من جدة فماذا عليه؟ إذا هبطت الطائرة في جدة وهو من أهل الشام أو مصر فإنه يحرم من رابغ, يذهب إلي رابغ ويحرم منها, ولا يحرم من جدة, وهكذا لو جاء من نجد ولم يحرم حتي نزوله إلي جدة, فإنه يذهب إلي السيل وهو وادي قرن, فيحرم منه, فإذا أحرم من جدة ولم يذهب, فعليه دم شاة واحدة تجزئ في الأضحية يذبحها في مكة للفقراء أو سبع بدنة أو سبع بقرة, جبرا لحجته أو عمرته. ما حكم من نوي الحج بالإفراد ثم بعد وصوله إلي مكة قلبه تمتعا, فأتي بالعمرة ثم تحلل منها, فماذا عليه, ومتي يحرم بالحج ومن أين؟ هذا هو الأفضل لمن قدم للحج أو للحج والعمرة معا, فإن الأفضل أن يجعلها عمرة, وهذا ما أمر به النبي اصحابه لما قدموا, فبعضهم كان قارنا وبعضهم مفردا بالحج, ولم يكن معهم هدي, فأمرهم أن يجعلوها عمرة, فطافوا وسعوا, وقصروا وتحللوا إلا من كان معه هدي, فإنه بقي علي إحرامه فالمقصود أن من جاء مكة محرما بالحج وحده أو بالحج والعمرة معا, وليس معه هدي فإن السنة أن يفسخ إحرامه إلي عمرة, فيطوف ويسعي, ويقصر ويتحلل بالحج في وقته ويكون متمتعا وعليه دم التمتع. ما حكم من نوي بالحج متمتعا, وبعد الميقات نوي ولبي بالحج مفردا, فهل عليه هدي؟ إن نوي قبل وصوله إلي الميقات أنه متمتع, وبعد وصوله إلي الميقات غير نيته, وأحرم بالحج وحده فهذا لا حرج فيه, أما إن كان لبي بالعمرة والحج معا من الميقات أو قبل الميقات, ثم أراد أن يجعله حجا فليس له ذلك, ولكن لا مانع أن يجعله عمرة لأنه أرفق بالمؤمن وهذا ما أمر به النبي أصحابه فإذا أحرم بهما معا من الميقات وأراد أن يجعله حجا مفردا فليس له ذلك ولكن له أن يجعل ذلك عمرة مفردة وهو الأفضل له, فيطوف ويسعي, ويقصر ويتحلل بعد ذلك فيكون متمتعا.