بعد إعلان الفنان محمد هنيدي عن أمنيته تقديم جزء ثان من فيلم صعيدي في الجامعة الأمريكية الذي مر علي عرضه19 عاما وحقق نجاحا كبيرا وكان بوابة لجيل من الممثلين الشباب, وتحمس عدد من المشاركين فيه للمشاركة مرة أخري مع هنيدي, حدث جدل عن جدوي إنتاج جزء ثان من أفلام قدمت من قبل وهل هذا استغلال لنجاحها أم فقر في الأفكار. ثم أعلن المؤلف والمنتج محمد حفظي عن نيته تقديم جزء ثان من فيلم السلم والثعبان حيث كتب علي صفحته الشخصية بفكر أكتب جزء تاني من فيلم السلم والثعبان, لأن الفيلم فعلا قريب جدا من قلبي, فهو أول سيناريو اكتبه, وبداية علاقتي بالمخرج طارق العريان. انقسمت الآراء ما بين مؤيد ومعارض لفكرة تقديم جزء جديد من أعمال سابقة, فريق يري أن هذا ليس اختراعا مصريا فهو موجود بالسينما العالمية كما دعوا لإعطاء العمل فرصة للنقد بعد مشاهدته, وفريق آخر يري أنه فقر واستسهال وان الظروف العامة قد تغيرت ومن الأولي التعبير عن الواقع الحالي الجدير بالمتابعة من السينمائيين. في البداية يقول الكاتب د.مدحت العدل مؤلف فيلم صعيدي في الجامعة الامريكية: إنه لن يقوم بعمل جزء جديد إلا اذا كان واثقا من نجاحه مئة في المئة, موضحا أنه ربما يكتب جزء جديد أو لا والفيصل هو وجود موضوع مختلف يضيف لنجاح الجزء الأول. وأضاف أعمل الآن علي الفكرة وعندما أصل لتصور يعجبني وأكون متأكدا من أنها ستضيف لنجاح الفيلم سوف أنفذها فورا فأنا لن أستثمر نجاح فيلم من أجل فيلم آخر والسلام فإذا لم أكن راضيا عنه بنسبة كبيرة وأكون واثقا أنه إضافة لن اقدمه. يقول الناقد طارق الشناوي: يجب ان يكون هناك منطق لإدارة الأمور فعندما يفكر صناع عمل ما لإنتاج جزء ثان منه يجب أان يكون رأي المؤلف وليس الممثل لأنه المسئول عن وجود أحداث تنفع لذلك. والنقطة الثانية هنا والخاصة بعمل جزء ثان من صعيدي في الجامعة الأمريكية هل كان قرار محمد هنيدي حول ذلك جاء في لحظة سعادة وانتصار أم لحظة هزيمة, والحقيقة أن القرار جاء في لحظة هزيمة رقمية قاسية تعرض لها بسبب ضعف ايرادات فيلمه الأخير عنتر ابن ابن شداد والتي سبقتها ضعف في إيرادات أفلام سابقة أيضا مما جعله يفكر أو يلجأ لهذه الفكرة ردا علي الهزيمة, لذلك فإنتاج جزء ثان ليس من أجل الضرورة ولكنه ردا علي هزيمة. ومن يري أن العمل يحتاج جزءا ثانيا بعد هذه الفترة الزمنية ليس الممثل الذي فكر هكذا في لحظة ضعف, ولكنه المؤلف مثلما فكر حفظي لعمل جزء ثان من السلم والتعبان فهو المسئول عن ذلك. ورغم حماس الفنانين المشاركين في صعيدي في الجامعة الأمريكية للمشاركة مرة أخري في الجزء الثاني حبا في هنيدي, لكني في اللحظة الحاسمة أشك أنهم سيكونوا موجودين بالفعل, حتي متابعي هنيدي والمعجبين بالفكرة علي مواقع التواصل وحماسهم لها ليس دليلا علي نجاح الفكرة فأين هم من شباك التذاكر في أفلامه بالأعوام الأخيرة. وأكدت الناقدة ماجدة موريس أن هذا نوع من الكسل والاستسهال لا مبرر له إطلاقا فهي ليست أفلاما تاريخية بحيث إننا نعمل لها أجزاء أو أفلاما ذات خصوصية. وأضافت أن النقطة الثانية هو أن هناك قصصا وروايات لا يقدمها أحد لأن المجتمع قد تغير فأصبحت هناك سلوكيات جديدة علي المجتمع المصري الذي تغير بشهادة علماء الاجتماع, فإذا لم يتناول السينمائيون هذا الواقع فمن سيتناوله, وعودتهم لما قدموه هو نوع من الكسل وعدم بزل جهد واستسهال أن نأتي بالقديم ولا نقدم جديدا, حتي لو كانت الفكرة اننا نقدم سيناريو عن تطور الشخصيات عندما وصلت لوقتنا هذا لأن الظروف تغيرت, فصعيدي في الجامعة الأمريكية نجح لأنه كان سباقا وعبر عن الأفكار والظروف وقتها لكن الظروف والمجتمع قد تغيرا كثيرا وأي قصة ستقدم الآن ليست تعبيرا عن الحاضر بل استكمالا لقصة قديمة. أما الناقد كمال رمزي فكان له رأي آخر حيث يري انه لا مانع من عمل جزء ثان فهذا يحدث في السينما العالمية أن يكون هناك أكثر من جزء لعمل سينمائي او الدراما التليفزيونية حتي, وضرب مثال علي ذلك بفيلمTheGodfather أو الأب الروحي بطولة مارلون براندو, وآل باتشينو وإخراج فرانسيس كوبولا, الذي انتج منه ثلاثة أجزاء الأول عام1972 والأخير عام.1990 وأكد رمزي أنه من الأخطاء الفادحة إطلاق حكم جامع مانع علي تجارب في طريقها ان تولد ولا يوجد مانع من عمل جزء آخر أو عدة أجزاء من عمل قدم من قبل, فهناك أعمال تعالج أكثر من جيل مثل ثلاثية نجيب محفوظ فعندما قدم في أجزاء فهي مسألة واردة ومنطقية, فلا مانع ولكن بشرط أن يقدم السيناريو أسئلة جديدة عن تطور الشخصيات وما وصلت إليه مثالا أو مشاركتها في الحياة السياسية بعد الأحداث الأخيرة فأنا ضد الهجوم من أجل الهجوم.