أحسست فعلا بأنني.. المقتول الحي.. ووجدت نفسي في بورسعيد وفوجئت بقائد قواتنا الحربية.. اللواء عبدالمنعم خليل.. يظهر في نفس المكان الذي أنا فيه.. في بورسعيد.. وعندما شاهدني.. أصدر صرخة.. وهو يقول لي.. أنت حي أيها البطل.. وأنا الذي أبلغت العالم كله.. أنك قتلت.. وإحتواني بأحضانه وأنا معه, أحضان الرجال الأقوياء بصدق المحاربين, وعبر عن كل ما حدث بموتي.. وأنه الذي ابلغ خبر وفاتي بإنفجار الطائرة ثم فاجأني بطلب علي القيام به وخلفه مجموعة من القوات المصرية المسلحة الذي جعلني أرحب بهم وبسلامتهم.. وقال لي عليك ان تبلغ رسالة مهمة للقيادة المصرية بعد وصولك إلي القاهرة بفقداني ثلث القوة التي حاربت معي الأعداء الثلاثة التي تحاربنا.. وأنني مع جنودنا الأبطال.. وقفنا علي شاطئ قناة السويس علي الضفة الشرقية لتحميها من الأعداء ومحاولة تحركهم للإستلاء عليها وأرجو أن تبلغ المسئولين الذين ستصل اليهم.. أيها البطل المقاتل!! وأسرعت إلي جريدة الأهرام اليومي في المبني القديم التي أمام بابها أكياس الرمل.. وزميل صديق يقف أمامها.. وعندما رآني أخبره باسمي.. أنني المقاتل.. بملابسي المراسل الحربي لجريدة الأهرام وأنا زميله.. وقلت له اسمي.. وبعد أن تأكد بأني زميله.. وأنني مازلت حيا.. فصرخ بنجاتي.. ودخل يصرخ لكل من في الجريدة.. بنجاتي.. وسألت عن الأستاذ هيكل رئيس تحرير الأهرام وأسرعت الأستاذة الصديقة لنا جميعا نوال المحلاوي سكرتيرة رئيس تحرير الأهرام وهي تعرف أين هو.. وإتصلت بتليفون مكتبها.. وأخبرته بنجاتي.. وبأهمية لقائي به.. فرد عليها وبعد إخبارها بكل الموضوع المهم الذي أخبرت به وبعد إخباره.. وبعد قيام القوات المصرية بحماية قناة السويس في الضفة الشرقية.. لحماية القناة من أي عدوان!! وبعد سماعه كل ما قالته كلمني وهنأني بسلامتي وقال أنه يجلس مع الزعيم القائد جمال عبدالناصر.. الذي رحب بي بعد أن سمع كل الأخبار التي حدثت وشكرني ووعد بأنه سوف يلقاني في جريدة الأهرام!! وهذه قصة لا تنسي من حكايات حقيقية ولنا معها لقاءات.. لا تنسي؟!