بعد مرور اثني عشر عاما علي إغلاقه وتحوله إلي مكان تسكنه الأشباح سيعود مرة أخري إلي مكانته المحلية والعالمية لتدب فيه الحياة ويضج بالزوار والسائحين عن المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية نتحدث.. أعظم متاحف حوض البحر المتوسط وأكبر وأضخم متحف متخصص في الوجه البحري يضم(40) ألف قطعة أثرية نادرة.. تم إنشاؤه علي مراحل.. ففي عام1892 تم اختيار مبني عبارة عن شقة مكونة من خمس حجرات بشارع رشيد فؤاد حاليا وضع فيها الآثار الناتجة عن عمليات الحفائر إلي جانب مجموعات أثرية لعدد من الشخصيات الأجنبية من مواطني الإسكندرية في مقدمتهم جون أنطونيادس... جليمو نوبولو وعائلة زوغيب باشا.. وفي عام1895 تم بناء عشر قاعات لمبني المتحف الحالي وافتتحه الخديوي عباس الثاني.. وفي عام1896 أضيفت قاعتان في حين اكتمل المتحف عام1904 وأصبح يضم سبعا وعشرين قاعة. خزانة كنوز يحتوي المتحف علي آثار نادرة للغاية, تمثل نتاج تلاقي الفكر المصري والغربي ترجع إلي الحقبة التاريخية الواقعة بين القرن الثالث قبل الميلاد والقرن الثالث بعد الميلاد تغطي العصر الفرعوني والفترة البطلمية والرومانية, هو حقا خزانة كنوز لا تقدر بثمن منها المجموعات الخاصة التي ترجع للعصر اليوناني الروماني بالإضافة إلي العملات والتماثيل والمومياوات المستخرجة من الحفائر....... وأيضا من أهم كنوز المتحف مجموعات من تماثيل رائعة لسيدات وفتيات يطلق عليها مجموعة التناجرا وهي مصنوعة من طمي النيل وأكاسيد وألوان البيئة المصرية في العصر البطلمي.... ويعتبر تمثال الثور النافر من أروع القطع الأثرية بالمتحف فهو منحوت من البازلت ولا يوجد قطعة أثرية في عالم الحيوان تنافس هذا التمثال الذي يرجع لعصر الإمبراطور اليوناني هدريان.. وقد تسبب إغلاقه طوال هذه الفترة في صدمة للمجتمع السكندري والسائحين المترددين عليها.. مفاجأة سارة وقالت الدكتورة مني حجاج أستاذ الآثار اليونانية بكلية الآداب جامعة الإسكندرية ورئيس جمعية الآثار بالإسكندرية ورئيس لجنة الرؤية الجديدة والسيناريو للعرض المتحفي.. أنه لأول مرة في تاريخ الآثار في مصر تخصص الدولة جزءا من الميزانية العامة لصالح الآثار حيث تم تخصيص مبلغ(120) مليون جنيه لاستكمال أعمال الترميم والتطوير للمتحف اليوناني الروماني و تم إسناد العمل فيه إلي الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة وهو الأمر الذي أثلج الصدور و يبعث الطمأنينة في نفوس الشعب السكندري الذي يتطلع إلي إحياء المتحف مرة أخري. وتضيف قائلة تم إغلاق المتحف في سبتمبر2005 نظرا لاحتياجه إلي عمليات إصلاح وترميم بعد ظهور تصدعات في بعض الأسقف وتهالك البنية التحتية بالإضافة إلي ضيق المساحة المخصصة للعرض... كما كان يعاني المتحف من تكدس المخازن بالقطع الأثرية النادرة والتي باتت مخزنة في بيئة غير سليمة مما كان له الأثر السلبي علي تلك الكنوز الأثرية, وقد أجريت فيه بعض الإصلاحات مثل هدم الأسقف والاحتفاظ فقط بالجدران الأثرية... وتوقف العمل بالمتحف نظرا لعدم توافر الإمكانيات المادية بوزارة الآثار, وأشارت إلي أنه الفترة الماضية جاء القرار باستكمال أعمال الترميم والتطوير بعد رصد الميزانية المطلوبة ومع بدايات العام القادم يستقبل المتحف الزوار والسائحين ليعود للحياة مرة أخري بعد توقف دام سنين طويلة ويعود معلما من أهم المعالم السياحية والتاريخية علي مستوي العالم.