أحببنا ذلك أم لا نحن نعيش الآن في عصر.. العالم الواحد.. في عصر الشركات العالمية والاتصالات والمواصلات والغذاء والتمويل العالمي, وضرورة التكيف مع الأنظمة السياسية العالمية, وهكذا لا توجد أسواق محلية منعزلة ولا توجد أسواق خارج الشبكة العالمية. ونظرا لهذه التحديات يندس الفريق السري الذي يمثل المخابرات الأمريكية سي.آي.إيه في عالم البيزنس والمحاماة والبنوك والسياسة في جميع أنحاء العالم ويعد قوة مسيطرة تعمل بشكل مستقل وغير قانوني. كتابالفريق السريللمؤلف الأمريكي فليتشر بروتي يقدم الحقيقة بشأن عمل المخابرات الأمريكية وحلفائها حول العالم من واقع عمل المؤلف كضابط إحاطة للمخابرات في القوات الجوية الأمريكية فكان شاهدا علي نشر أوراق البنتاجون, ووترجيت, واستقالة الرئيس الأمريكي الأسبق نيكسون, وعمل ضمن فريق المخابرات في حرب فيتنام, كما شهد فترة حظر البترول العربي خلال حرب أكتوبر1973. كل هذه القضايا خضعت للتقصي من جانب الفريق السري والذي تحرك بشكل منفصل دون توجيهات من جانب مؤسسة الرئاسة الأمريكية وبدون موافقة مجلس الأمن القومي, وغالبا بعيدا عن الكونجرس الأمريكي. ويشدد المؤلف علي أن هذا الاتجاه يتزايد ويتسع في العالم الآن, حيث تعد المخابرات الأمريكية مركز العمليات المتخصصة المغطاة أو العمليات التي تتم في وقت السلم تحت ستار أنشطة أخري تخدم في النهاية أهدافها. الكتاب حصيلةخبرة الكاتب من خلال عمله في البنتاجون في الفترة1955 وحتي1964, وبعد تقاعده عام1946 أصبح مديرا لبنك واشنطن فتعامل مع شخصيات بارزة في السياسة والعسكرية الأمريكية, والتقي مع بن شيمر الذي كان يبحث عن قرض لإعادة نشر صحيفة القوات المسلحة التي يمتلكها وبعدما سمع عن عمله في المخابرات ودور الجيش في دعم عمليات المخابرات حول العالم طلب منه التأريخ لتلك الفترة تحت اسم الفريق السري عام1970. وطالت أيدي المخابرات الأمريكية الكتاب لتوقف نشره, لكنه أعاد نشره العام الحالي ليضيف إليه العمليات الخاصة للمخابرات التي تقررت أخيرا لتحل محل دور الجيش الأمريكي في الكثير من المناطق بالعالم. وقال المؤلف: خلال عملي بالمخابرات الأمريكية كنت ضابط إحاطة أعمل كحلقة وصل بين المخابرات وإدارة الدفاع لتنسيق العمليات الخاصة للوكالة, كما عملت مع رئيس الأركان في ذلك الوقت وآخرين في مواقع متقدمة في الحكومة الأمريكية, وكان عملي يتعلق بنحو60 دولة حول العالم التي توجد بها مكاتب المخابرات الأمريكية وتنتشر بها العمليات السرية. ويقول الكاتب: لم أكن أتخيل أن الرؤساء الأمريكيين السابقين جون كيندي, وليندون جونسون, وريتشارد نيكسون وغيرهم من رؤساء أمريكا لديهم معلومات وجيزة عن كل صغيرة وكبيرة تحدث في كل نقطة في العالم, وهذا ما اكتشفته من خلال عملي بالمخابرات, حيث كنت أنقل كل شيء يحدث في كوبا وفيتنام وباكستان والصين وروسيا علي سبيل المثال وليس الحصر. ويشير الكاتب إلي أن هنري كيسنجر كان ضابط إحاطة في المخابرات الأمريكية, وهذا ما ظهر في أوراق البنتاجون عندماتم الإفراج عنها. ويذهب ضابط الإحاطة إلي الدول المستهدفة من حيث المخابرات وتكون لديه خبرة بالقضية والمنطقة التي يتوجه إليها. ربما يفسر ذلك الأعمال المتنوعة التي أسندت لكسينجر طوال فترة عمله وبعد نهاية خدمته أيضا, فقد كان وزيرا للخارجية لكل من نيكسون وفورد, كما عينه ريجان رئيسا للهيئة الفيدرالية التي شكلها لتطوير السياسة الأمريكية تجاه أمريكا الوسطي عام1983, كما عينه جورج بوش الابن رئيسا للجنة المسئولة عن التحقيق في أسباب هجمات11 سبتمبر عام2001. كيسنجر اليهودي الأصل خدم في الجيش الأمريكي خلال الحرب العالمية الثانية من1973 حتي1945 وكان مستشارا للسياسة الخارجية في إدارتي كيندي وجونسون وأجري مفاوضات مع الدبلوماسيين الفيتناميين لوقف إطلاق النار وحصل علي جائزة نوبل عام1937 برغم تورطه في الانقلاب علي رئيس شيلي وقتله في العام نفسه. وفي الشرق الأوسط كان لهنري كيسنجر دور بارز حيث كان صاحب الجولات المكوكية في المنطقة عقب حرب أكتوبر عام1937 حتي تم الفصل بين القوات الإسرائيلية من جهة, والمصرية والسورية من جهة أخري. يقول الكاتب: أعرف الكثير عن الفريق السريداخل أمريكا الآن, والكثير من أعمالهم نوع من الدعاية وغسل العقول للرأي العام الأمريكي. ويكشف الكاتب عن أنه عمل ضمن الفريق الذي شارك في حرب فيتنام والذين أصبحوا أيضا ضحية للأكاذيب المخابراتية التي كانت تدعي أشياء بينما اكتشفت وقوعها في هذا المستنقع الفيتنامي. والمثير كما يقول أن أغلب رجال المخابرات الأمريكيين ليسوا علي دراية بعمل أقرانهم الذين يعملون معهم في المشروع نفسه برغم احتياج هذا العمل الحساس للتنسيق, ويقول المؤلف: كنا نتدرب علي أن عمل المخابرات سري ويجب أن تكون هناك قصص وهمية للتغطية علي هذه السرية والتي كانت تستخدم علي المستويين المحلي والدولي. وكمثال علي هذه العمليات الاستخباراتية قام الرئيس الأمريكي الأسبق نيكسون ونائبه للخزانة جورج شولتز حيث أسسا منظمة أمريكية روسية تعرف باسم مجلس الاقتصاد والتجارة الأمريكي الروسي عام1927 وانضم نحو500 من الضباط الأمريكيين ذوي الصلة بالاستخبارات إلي الشركة مع أشخاص من الغرفة التجارية الأمريكية ونظرائهم الروس, واستمرت تلك الشركة في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر كما زاد نشاطها في عصر الرئيس رونالد ريجان في الثمانينيات.