بعد اتجاه أوائل الثانوية العامة للقبول ببرامج دراسية غير تقليدية جاء الإقبال الطلابي علي الالتحاق بأقسام اللغات وبرامج الساعات المعتمدة غير التقليدية خلال الساعات الماضية ليطرح تساؤلامهما حول إمكانية حدوث تغيير في قناعات واتجاهات المجتمع لتصنيف الكليات الجامعية في مصر بين كليات قمة وكليات قاع وهو التغيير الذي ظهرت معالمه علي استحياء في نتائج تنسيق المرحلتين الأولي والثانية من الناجحين في الثانوية العامة هذا العام. ورغم استمرار تصدر كليات القطاع الطبي والهندسي قائمة رغبات الحاصلين علي مجاميع كبيرة في الثانوية العامة هذا العام إلا أن شريحة لابأس بها من الطلاب المتفوقين قرروا خوض مغامرة الالتحاق ببرامج دراسية غير تقليدية تضم دراسات بينية بين تخصصات علمية مختلفة مطلوبة بقوة لسوق العمل حيث تقدم51 طالبا من أوائل الثانوية العامة للقبول بتلك البرامج المرتبطة بدراسات في علوم الأدوية والتصميمات الهندسية والتكنولوجيا الحيوية وذلك بعد تقديمها كمنح لهم عن طريق بعض الجامعات الخاصة والأهلية كما تقدم مايقرب من300 طالب من الحاصلين علي مجاميع تفوق96 % للقبول ببرامج غير تقليدية في تخصصات تكنولوجية وعلمية دقيقة بجامعة زويل للعوم والتكنولوجيا. الإقبال الكبير علي برامج الساعات المعتمدة المميزة في الجامعات الحكومية لم يختلف كثيرا عن الوضع في البرامج غير التقليدية في الجامعات الخاصة والأهلية وكما يقول الدكتور سيد تاج الدين عميد كلية الهندسة بجامعة القاهرة فإن الكلية استقبلت أعدادا كبيرة من الناجحين في الثانوية العامة هذا العام ممن يرغبون في القبول ببرامج الساعات المعتمدة وذلك بصورة تفوق طاقة تلك البرامج وهو مااضطر الكلية إلي المفاضلة بين المتقدمين عن طريق المجموع لضمان جودة العملية التعليمية بالبرنامج. الجامعة المصرية اليابانية وهي جامعة حكومية ذات طابع خاص منشأة باتفاقية مشتركة بين الحكومتين المصرية واليابانية شهدت هي الأخري إقبالا كبيرا من الطلاب خلال الساعات الماضية بمجرد الإعلان عن فتح باب قبول الحاصلين علي الثانوية العامة بها في برنامجين دراسيين غير تقليديين في تخصصات الهندسة والإدارة وذلك رغم أن تكلفة الدراسة بتلك البرامج تصل إلي أكثر من80 الف جنيه للبرنامج الهندسي وأكثرمن60 ألفا لبرنامج علوم الإدارة. المؤشرات الأولية لتنسيق القبول بأقسام اللغات بكليات التجارة والحقوق أكدت هي الأخري استقبال طلاب حاصلين علي مجاميع كبيرة تؤهلهم للالتحاق ببعض كليات القطاع الطبي والهندسي وهو ما أرجعه الطالب زياد أحمد أدبي حاصل علي94.4% بأن المستقبل حاليا في مصر لعلوم الإدارة والبيزنس باللغات الأجنبية وأن ذلك افضل كثيرا من الالتحاق بكليات مثل الإعلام والاقتصاد والعلوم السياسية التي تضيق فرص العمل بها يوما عن الآخر. أما رنا ضياء علمي علوم حاصلة علي مجموع96.3% فقد قررت خوض مغامرة الالتحاق بقسم الباي تكنولوجي في كلية العلوم رغم ترشيحها لكلية الصيدلة. اتجاهات الطلاب غير التقليدية أكدها تراجع الإقبال الواضح من الطلاب علي كليات مثل الآثار والحاسبات والمعلومات حيث استمرالقبول بكلية آثار القاهرة التي كانت تستأثر بالشريحة الحاصلة علي مجاميع كبري حتي367.5 درجةبنسبة89.6% بينما تراجعت باقي كليات الآثار إلي حدود أدني أقل بكثير فقد توقفت آثار الفيوم عند362.5 درجة والأقصر عند355 أما كلية آثار جنوب الوادي فرع قنا فقد توقف الحد الأدني للقبول بها عند349.5 درجة بنسبة85.2 % رغم البعد الأثري لتلك المنطقة فيما شهدت كليات حديثة النشأة مثل كليات الثروة السمكية وعلوم الإعاقة وتكنولوجيا الإدارة اقبالا من الحاصلين علي مجاميع كبيرة مثل كلية الثروة السمكيةالتي توقف حدها الأدني عند369.5 بنسبة90.1 % أوكلية علوم الإعاقة والتأهيل التي استقبلت الطلاب حتي365 درجة بنسبة89 % والقبول في كلية تكنولوجيا الإدارة ونظم المعلومات في بورسعيد بحد أدني361.5 بنسبة88.2 %.