تنسيق المرحلة الثانية

بداية جديدة لاختيارات الطلاب ونهاية لكليات عريقة

بعد أن كشفت نتيجة الثانوية العامة هذا العام عن تراجع المجاميع المرتفعة البالونية التي لاتعكس الواقع الحقيقي لحال التعليم المصري جاءت نتائج أعمال تنسيق الناجحين في الثانوية العامة لتكشف هي الأخري عن بدايات تحول نوعي في اتجاهات واختيارات الطلاب الناجحين في الثانوية هذا العام وأولوياتهم للالتحاق بمنظومة التعليم العالي.
ورغم استمرار مصطلح كليات القمة واتجاه الطلاب التقليدي نحو تفضيل كليات القطاعين الطبي والهندسي في المرحلة الأولي للتنسيق إلا أن نتائج تنسيق المرحلة الثانية التي أعلنها الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي أمس كشفت عن مفاجآت جاء علي رأسها تراجع واضح في رغبة الطلاب في الالتحاق بكليات الآثار التي تراجع الحد الأدني للقبول بها بصورة كبيرة عن الأعوام الماضية
حيث استمرالقبول بكلية آثار القاهرة التي كانت تستأثر بالشريحة الحاصلة علي مجاميع كبري حتي367.5 درجةبنسبة89.6% بينما تراجعت باقي كليات الآثار إلي حدود أدني أقل بكثير فقد توقفت آثار الفيوم عند362.5 درجة والأقصر عند355 أما كلية آثار جنوب الوادي فرع قنا فقد توقف الحد الأدني للقبول بها عند349.5 درجة بنسبة85.2% رغم البعد الأثري لتلك المنطقة.
انخفاض الحد الأدني الناتج عن تراجع مجاميع الناجحين في الثانوية العامة كان أكثر تأثيرا مع طلاب علمي رياضة في المرحلة الثانية للتنسيق حيث بلغ الانخفاض أكثر من11 درجة عن العام الماضي في كليات الهندسة التي استمر القبول بها حتي90.4% حيث فضل جانب كبير من الحاصلين علي أعلي مجاميع المرحلة الثانية الالتحاق بكليات الفنون التطبيقية علي كليات الهندسة ليتراوح الحد الأدني لكليات الفنون التطبيقيةحلوان وبنها ودمياط بين374 درجة و373.5درجة بنسبة91% بينما انخفض الحد الأدني لكلية التخطيط العمراني التي تأخرت هي الأخري عن كليات الفنون إلي370.5 درجة بنفس الحد الأدني للقبول بآخر كليات الهندسة هندسة الطاقة بأسوان
وعلي عكس تراجع رغبات الطلاب الواضح في القبول بما يسمي كليات القمة الهندسية والذي أدي إلي إحجام شرائح طلابية أخري عن كليات الحاسبات والمعلومات إلي358.5 بنسبة87.4% لمصلحة كليات نظرية أخري مثل الألسن والإعلام فقد تقدمت كليات حديثة النشأة بعضها يدخل التنسيق للمرة الأولي وبعضها لم يمر سوي عام واحد علي القبول بها مثل كليات الثروة السمكية وعلوم الإعاقة وتكنولوجيا الإدارة حيث توقف الحد الأدني للقبول بكلية الثروة السمكية عند369.5 بنسبة90.1% وكذلك توقف الحد الأدني لكلية علوم الإعاقة والتأهيل عند365 درجة بنسبة89% والقبول في كلية تكنولوجيا الإدارة ونظم المعلومات في بورسعيد بحد أدني361.5 بنسبة88.2% وهو مايؤكد نظر نسبة لابأس بها من الطلاب إلي احتياجات سوق العمل عند كتابة رغباتهم وعدم اتجاههم للتسجيل التقليدي للرغبات
وشمل ذلك تقريبا كافة الكليات الجديدة ومنها كليات المصايد السمكية والاستزراع المائي كذلك أظهرت نتائج المرحلة الثانية عودة تدريجية لبعض كليات الزراعة إلي الصورة حيث أغلقت كليتا زراعة الإسكندرية ودمياط أبوابهما عند326 درجة و324 درجةبنسبة79% بعد قبولهما الأعداد المقررة بهما علما بأن الحدود الدنيا لكليات الهندسة قد شهدت تراجعا كبيرا طوال العقدوالنصف الماضيين حيث وصلت في بعض السنوات إلي مرحلة قبول الحاصلين علي55%
ورغم تصدر كليات الطب البيطري رغبات الطلاب في المرحلة الثانية إلا أن كليات التمريض كان لها نصيب كبير من شريحة الحاصلين علي مجاميع كبري حيث أغلقت بعض كليات التمريض أبوابها أمام الطلاب الحاصلن علي90%
وفي سياق متصل سجلت نتائج تنسيق المرحلة الثانية بعض الظواهر الجديدة منها تراجع حالات التخلف واستنفاد الرغبات التي كانت تسجل أرقاما كبيرة في السنوات الماضية حيث تخلف1627 طالبا فقط عن تسجيل رغباتهم خلال الفترة المحددة ولاتزال أمامهم فرصة للتسجيل مع طلاب المرحلة الثالثة كما استنفد عدد46طالبا فقط لرغباتهم وهو مايشير إلي نجاح منظومة الرغبات التي تطبق للعام الثاني علي التوالي بزيادة عدد الرغبات المتاحة أمام الطلاب إلي60 رغبة بدلا من48 رغبة كما تشير النتائج إلي وفرة الأماكن المتاحة بالكليات الجامعية حيث تم ترشيح14 ألفا و655 طالبا فقط من إجمالي طلاب المرحلة البالغ عددها153 ألفا و237 إلي معاهد عليا خاصة وكل تلك المؤشرات تؤكد حرص الناجحين هذا العام علي أماكنهم بالجامعات الحكومية
من جانبه كشف الدكتور خالد عبدالغفار لأول مرة عماوصفه بظاهرة تزوير بعض شهادات الثانوية العامة مؤكدا تصدي الوزارة لتلك الظاهرة واتخاذ إجراءات قانونية حاسمة ضد مرتكبيها