كنت في طائرة.. قامت من شرم الشيخ استعدادا للعودة بها إلي القاهرة.. وكنت أنا وقتها.. مراسل حربي لجريدة الأهرام في المبني القديم, وكنت انتهيت من مهمتي, وكنت علي علاقة صداقة ومعرفة صادقة مع اللواء عبد المنعم خليل, كان ذلك عام 1967 قبل أن يصل إلي رتبة الفريق. وقمت بتحية الصديق اللواء عبد المنعم خليل بعد أن أنهيت مهمتي بشرم الشيخ كمراسل حربي يرتدي الملابس العسكرية الخاصة بالمراسل الحربي.. الذي لا يحمل سلاحا.. ولا يمكن إطلاق نار منه أو عليه من أي جندي حتي لو كانوا أعداء عليهم ألا يطلقوا نارا علي المراسل الحربي, وهو يلبس ملابس عسكرية وعليها إشارات مكتوبة يحملها مراسل حربي منعا من إطلاق النار علي أي مراسل حربي سواء كان في مهمته.. أو محارب بلا إشارات.. مراسل حربي!! وطبعا أخذت في سفري طائرة الأطعمة الخاصة للقوات المسلحة ذهابا وإيابا.. وأنا معي حقيبة جلدية وأحمل كاميرا تصوير. انطلقت الطائرة من شرم الشيخ في طريقها إلي القاهرة, وكان سائق الطائرة.. هو نفس سائق الطائرة التي ذهبت معه إلي شرم الشيخ.. وكنت أجلس بالكرسي الذي بجواره.. والطائرة في طريقها من شرم الشيخ إلي القاهرة. فجأة.. قال لي قائد الطائرة.. بعد أن تركنا شرم الشيخ أنه شعر بأن هنا طائرات إسرائيلية.. تتجه إليه.. فأسرع بإخبار قادته بأنه سيبطء الطائرة بعد سطح الماء بعيدا عن الطائرات الإسرائيلية التي تطير عكس طائراتنا.. وفجأة أطلقت الطائرتان الإسرائيليتان ذخيرتهما علي طائرتنا فسقطت طائرتنا واندلعت فيها النيران وحدث التدمير الذي شعرت به.. أني أحترق.. ووقعت وحيدا بعيدا عن الطائرة وهي تنفجر وتحترق ووجدت نفسي نائما وسط الرمال.. بعد مرور الطائرتين.. وانفجار طائرتنا تماما.. وأنا مذهول!! وبعد قليل ظهرت سيارة قادمة من المدينة.. وأعلنوا وفاتي.. وأنا في وسط الرمال!! وعلمت مصر كلها.. بموتي.. وانتقل الخبر إلي زوجتي وزملائي في الجريدة.. والأصدقاء والعائلة كلها وبدأ مشواري الجديد الذي عشت فيه. وإلي لقاء.. مع مشواري الطويل!!