احتفلت مصر منذ أيام بذكري عظيمة في تاريخها, وهي العيد ال65 لثورة شعبية كان لها اكبر الأثر في حياة ومصير ومستقبل شعبها وبقية الدول المتخلفة أو المستعمرة والساعية لنيل حريتها وإستقلالها, ثورة شعبية كان لها اكبر الاثر بمصر وخارجها, بالفعل حدث بشأنها خلاف..هل كان للإخوان دور فيها وما حجم هذا الدور, ولماذا أكلت أبناءها؟ ماهو حقيقة دور اللواء محمد نجيب فيها تحديدا وعلاقته بالإخوان, وهل هذا كان السبب وراء عزله عن السلطة.. أسئلة كثيرة اثيرت وستظل تثار كلما هلت علينا ذكراها, لا نستبعد ان يكون وراء من يشككون فيها بقايا من الاخوان أو من إقطاع ذراعي او ذيول لرأسمالية كانت مستغلة للأوضاع السياسية والإجتماعية وقتئذ وسياسيون فسدة, او حتي نظم سياسية تسببت تلك الثورة في إزاحتها عن عروشها وفقدانها لمستعمراتها.. هناك الكثير والكثير رغم ذلك فإنها ثورة بمعني الكلمة سواء أكانت حركة من بعض الضباط ثم إنضمت إليها الجماهير حين أمنت بمبادئها ورسالاتها, أو بدأت بغرض تصحيح أوضاع سياسية فاسدة بالبلاد حادت بمصر عن الطريق الليبرالي, كانت ثورة حقيقية, محليا... فقد أقامت قلعة صناعية ضخمة ومتنوعة ومتكاملة أغنت مصر عن الإستيراد من الخارج لمعظم إحتياجاتها من المأكولات والملابس والسلع المعمرة, إستصلاح ضخم للاراضي الزراعية التي كانت تعاني البور والجفاف وخاصة بعد إقامة أكبر سد عالي مائي بالتاريخ وقتئذ, مد شبكة المياه والكهرباء والصرف الصحي لمعظم مدن ومراكز وقري مصر, إتسع نطاق وعدد المنخرطين في التعليم الإلزامي المجاني ببناء الالاف المدارس الحكومية التي كانت تلتزم بسياسة تعليمية تربوية متكاملة أفرزت جيلا تحمل مسئولية البلاد فيما بعد في فترة تراكمت فيها عليها الأزمات السياسية والعسكرية الخارجية, أقامت نهضة إسكانية وصحية ضخمة بالتوسع في إقامة المستشفيات الحكومية التي تعالج المواطنين بالمجان وبتخصصات متكاملة, قضت علي التفاوت الطبقي بين الشعب وأعطت الفرصة للجميع لينال ما يستحقه بقدر عمله او إحتياجاتها مع الإهتمام بالرعاية الإجتماعية للأسر المحتاجة وتقديم الرعاية الكاملة للأم. أقامت جيشا وطنيا قويا مكنها من أن تتصدي للمؤامرات الخارجية ضدها, أقامت قلعة القطاع العام الصناعية والتجارية التي سندت ظهر مصر من السقوط عقب عدوان76 أقامت العديد من الجامعات ومدينة البعوث الإسلامية لتعليم كل راغب علم من الأخوة الأسيويين والأفارقة, هذه هي ثورة عبد الناصر الذي لا تزال الجماهير ترفع صوره في الأزمات السياسية, لولاها لما أصبحت الملايين من عامة الشعب في اماكنها العلمية والوظيفية والإجتماعية التي هي عليها الأن فزادت الطبقة الوسطي بعد ان كانت متلاشية فعليا,أما خارجيا.. فقد اشعلت شرارة التحرر الوطني من الإستعمار التقليدي بأفريقيا وأسيا وأمريكا اللاتينية, حاربت الأحلاف العسكرية وأقامت منظمة عدم الإنحياز ومنظمه الدول الأفريقية, فتحت ابوابها لكل طالب علم بالأزهر من الدول الأفريقية والأسيوية.. يكفي ان الغرب وزعماء الدول الرجعية في ذلك الزمان كانوا يتطلعون لخطاب عبد الناصر بقلق, فقد كان كفيلا بهز عروشهم, اعتبروه محمد علي الجديد الذي إذا تركوه بحريته لإرتفع بمصر لمكانة تهدد نفوذهم, لذا فقد اجتمعوا علي تحطيمه بالحروب العسكرية وفشلوا فإبتدعوا وسائل جديدة, افشلوا وحدة سوريا ومصر والتي كانت نواة لوحدة عربية شاملة. ولقد كان الإحتفال هذا العام علي مستوي مصر ما بعد ثورة03 يونيو المجيدة, فلم نكتف بعرض فيلم رد قلبي وحكاية علي وانجي, بل كان بإفتتاح قاعدة محمد نجيب العسكرية أكبر قاعدة عسكرية متكاملة ومستقلة ذاتيا بالشرق الأوسط.