سيطرت علي سيد حالة نفسية سيئة بعد أن تمكن منه الاكتئاب بسبب ظروفه المعيشية السيئة وعجزه عن الإنفاق علي أسرته الصغيرة ومتطلبات الحياة الأخري بعد أن حاول مرارا وتكرارا تعليم أبنائه الصغار حتي لا يواجهوا نفس الظروف التي عاشها والتي ذاق خلالها جميع أشكال الفقر والحرمان فحاول بقدر المستطاع الذود عن أبنائه بقدر المستطاع. تنقل سيد بين الحرف بمنطقة سكنه ببولاق الدكرور إلا انه لم يستمر في اي منها سوي بضعة أشهر ثم يعود إلي البطالة من جديد مما اضطر إلي الاستدانة من بعض معارفه لتدبير نفقات المنزل التي تتزايد يوما بعض الآخر حتي تكالبت الديون علي كاهله وعجز عن سدادها فهجر مكان إقامته بعد أن أقنعه أحد معارفه الذي يتشابه معه في الظروف والأوضاع بالانتقال للقاهرة الجديدة للبحث عن عمل في حراسة الفيلا. لم يأخذ سيد وقتا طويلا في التفكير حيث أقنع زوجاته وأولاده بالانتقال للإقامة معه في تلك المنطقة الهادئة لتدبير الأموال اللازمة للمعيشة وبالفعل تحقق له ما يريد بعد أن وجد ضالته في العمل في حراسة إحدي الفيلا بالتجمع الخامس. مرت الأيام تتبعها الشهور علي سيد فرحا بالعمل الجديد وما يدره عليه من مال يكفي احتياجات أسرته.. إلا أنه بعد فترة سيطرت عليه الأطماع بزيادة دخله حالما بحياة أفضل إلا انه عاد بذاكرته إلي قدراته وإمكاناته المحدودة لا تؤهله لذلك. بدأ سيد ينظر بعيون الحقد علي أصحاب الفيلا المجاورة حيث سيطرت علي جميع حواسه الثراء السريع بدون مجهود أو تعب وبدأت الأفكار الشيطانية تتمكن منه وقادته إلي مراقبة أحد الأثرياء الذي يقيم بفيلا ملاصقة للفيلا التي يحرسها حيث لاحظ مدي ثرائه الفاحش وامتلاكه سيارتين وان مفاتيحهما بحوزة الغفير فاختمرت في رأسه الصغير فكرة سرقتهما ومساومة مالكهما علي استردادهما مقابل مبالغ مالية إلا انه تخوف من افتضاح أمره وانكشاف فعلته فقرر الاستعانة بشابين صغيرين لمساعدته في مخططه الاجرامي لكي يبعد عن نفسه الشبهات..عرض سيد فكرته علي الشابين اللذين لم يبديا معارضة ووافقا علي الفور وبدأ الثلاثة تقسيم الأدوار فيما بينهم. كان اللواء محمد منصور مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة قد تلقي إخطارا من اللواء احمد الالفي مدير المباحث الجنائية يفيد بورود بلاغ إلي المقدم عمرو الوكيل رئيس مباحث قسم شرطة التجمع الخامس من السيد عبد العال36 سنة سائق وخفير بالفيلا الكائنة بكمبوند غرب الجولف ومسقط رأسه محافظة الفيوم بأنه أثناء وجوده بالفيلا محل عمله وسكنه فوجئ بشخصين ملثمين يقتحمان عليه الغرفة التي يقيم بها وبحوزتهما سلاحان أبيضان كزلك وقاما بتوثيقه من القدمين والساقين وتعصيب عينيه واستوليا منه علي هاتفين محمول ومبلغ1600 جنيه و مفاتيح تشغيل السيارتين أرقام ع ر ه759 وع ي أ386 والخاصين بمالك الفيلا محمد سمير73 سنة مهندس ميكانيكا وصاحب مصنع جلود وفرا هاربين بالسيارتين. تم تشكيل فريق بحث اشرف عليه اللواء هشام لطفي نائب مدير الإدارة العامة للبحث الجنائي باشره العميد سامح الحميلي رئيس مباحث قطاع القاهرة الجديدة والعقيد إيهاب الشبكشي مفتش الفرقة ضم ضباط مباحث التجمع الخامس بقيادة المقدم عمرو الوكيل رئيس المباحث لكشف غموض الواقعة. وبتكثيف التحريات تبين أن وراء ارتكاب الواقعة سيد أحمد49 سنة خفير بالفيلا المجاورة لحراسة المبلغ غرب الجولف ومقيم ببولاق الدكرور جيزة والسابق اتهامه في القضية شيك ونادر جلال17 سنة قهوجي ومقيم بالقطامية ومحمود محمد15 سنة عامل بمحل جزارة ومقيم بذات عنوان المتهم الثاني. عقب تقنين الإجراءات وبإعداد الأكمنة اللازمة بأماكن ترددهم أسفرت أحدها عن ضبطهم وبمواجهتهم اعترفوا بارتكاب الواقعة وأضاف الأول بأنه نظرا لمروره بضائقة مالية وعلمه بثراء مالك الفيلا حراسة المجني عليه وأن مفاتيح السيارات بحوزة المجني عليه خطط لارتكاب الواقعة, حيث استعان بباقي المتهمين لتنفيذ مخططه بقصد الاستيلاء علي السيارتين ومساومة مالكها علي إعادتها مقابل مبلغ مالي..تم بإرشادهم ضبط السيارتين بمكان إخفائهما بدائرة قسم شرطة القطامية والسلاح المستخدم والمبلغ المالي بحوزة المتهم الثالث, والهواتف المستولي عليها بحوزة المتهم الثاني. بمواجهة المتهمين الثاني والثالث أمام العقيد إيهاب الشبكشي مفتش الفرقة أيدا ما جاء بأقوال الأول واعترفا بأنهما من قاما بتهديد المجني عليه وتوثيقه وعقب تعصيب عينيه حضر المتهم الأول وتمكنوا من الاستيلاء علي المسروقات.. بعرض المتهمين علي المجني عليه اتهمهم بسرقته بالإكراه. تم تحرير محضر للمتهمين وبإخطار اللواء خالد عبد العال مساعد أول الوزير لأمن القاهرة أمر بإحالتهم للنيابة التي تولت التحقيق.