مرت 65 عاما علي حدث غير ملامح الخريطة المصرية. خلع المصريون ثوب الاستعباد وارتدوا ملابس الحرية.. إنها الثورة... ثورة23 يوليو عام1952 كبرت ونجحت وأتت ثمارها التي جناها الشعب المصري وظل ذاكرا لها عبر السنين. تخمرت الفكرة في عقول رجال في صفوف الجيش المصري أطلقوا علي أنفسهم الضباط الأحرار.. فما هي حكاية الثورة ومشاهدها؟ لم تستخدم كلمة ثورة كمصطلح سياسي واجتماعي بمعني التغيير الجذري, وتعاقب الحكومات والدول في دورة لا يمكن للبشر تبديلها وتغييرها إلا في العصر الحديث. وعندما وصل إلي مسامع الملك الفرنسي لويس السادس عشر من رسوله ليانكورت نبأ سقوط سجن الباستيل في باريس وتحرير بضعة سجناء منه, وتمرد القوات الملكية قبل وقوع الهجوم الشعبي, قال أي الملك: إنه تمرد, فرده رسوله بقوله: كلا يا صاحب الجلالة.. إنها ثورة. الباحث والمؤرخ الأمريكي كرين برينتن يقول في كتابه تشريح الثورة إن الثورة من الكلمات التي تتصف بالغموض, وقائمة الأحداث والأفعال المرتبطة بهذه الكلمة غير محدودة, وصارت مرادفا لكلمة تغيير.. وقال آخرون إنها المساعي التي تهدف إلي إيجاد تغييرات في بنية المجتمع, وعادة ما يكون تغييرا أساسيا وعميقا.. الثورة باختصار كما يراها الباحثون هي إعلان عن أن مسار التاريخ بدأ من جديد فجأة, وبأن قصة جديدة تماماعلي وشك أن تظهر. وثورة23 يوليو1952 بدأت من الجيش الأدري بالأمور المشينة والمسيئة للنظام الملكي, وساندها الشعب الذي كان يسدد فاتورة هذا الفساد من دمه وماله وكرامته وأرضه, بل ومن حياته علي وجه العموم.. وعندما تنفس الشعب نسمات الحرية دعم الحركة المباركة التي لم ينزف فيها وريد ولا شريان, وساند قادته الجدد بالعمل والإخلاص والثقة المتناهية, فكانت الإنجازات في المجالات السياسية والتعليمية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية, علي المستوي المحلي في مصر, والإقليمي والعالمي. وكانت ثورة23 يوليو المصباح المنير للقارة الإفريقية السمراء, الذي أضاء سموات الحرية بشعاع الأمل والحياة الكريمة البعيدة كل البعد عن مظاهر الفساد والتآمر والخيانة والتخلف. والثورة البيضاء بعد مرور65 عاما علي أحداثها تبقي خالدة في عقول وقلوب من عاصروها وعاشوها وشهدوا عليها, وأيضا الذين قرأوا عنها من كتب المؤرخين من أعطاها حقها منهم, ومن هضمها وظلمها وأهال التراب عليها.. هي في ذاكرة الجميع تعني بداية عهد مصري جديد بلا ذل ولا عبودية ولا تخلف ولا جهل, مهما شهدت التجربة من أخطاء وتجاوزات, لذا ظلت نبراسا نهتدي به كلما أظلمت الدنيا علينا.. ونحن إذ نحتفل بذكري هذه الثورة من خلال عرض سطورها وأحداثها وخباياها, وما لها وما عليها نؤكد أننا أصحاب تاريخ كبير وعظيم, وأننا أصحاب قيادة وريادة عندما كان غيرنا يعيش في أقبية التخلف, وأنه لا أحد يستطيع التنكيل بهذا الشعب الواعي إلي ما لا نهاية, وأن ماضينا هو جزء من مستقبلنا ويجب أن يكون حاضرا في الذاكرة.. جيلا بعد جيل مهما يحاول أعداء الأمة والخائفون من نهضتها أن يشغلوهم عن أمجادهم بكل ما هو مضر ورخيص. البيان من اللواء أركان الحرب محمد نجيب القائد العام للقوات المسلحة إلي الشعب المصري: اجتازت مصر فترة عصيبة في تاريخها الأخير من الرشوة والفساد وعدم استقرار الحكم. وقد كان لكل هذه العوامل تأثير كبير علي الجيش وتسبب المرتشون والمغرضون في هزيمتنا في حرب فلسطين. وأما فترة ما بعد هذه الحرب فقد تضافرت فيها عوامل الفساد وتآمر الخونة علي الجيش وتولي أمره إما جاهل أو خائن أو فاسد حتي تصبح مصر بلا جيش يحميها. وعلي ذلك فقد قمنا بتطهير أنفسنا وتولي أمرنا في داخل الجيش رجال نثق في قدرتهم وفي خلقهم وفي وطنيتهم ولا بد أن مصر كلها ستتلقي هذا الخبر بالابتهاج والترحيب.أما من رأينا اعتقالهم من رجال الجيش السابقين فهؤلاء لن ينالهم ضرر وسيطلق سراحهم في الوقت المناسب. وإني أؤكد للشعب المصري أن الجيش اليوم كله أصبح يعمل لصالح الوطن في ظل الدستور مجردا من أية غاية وأنتهز هذه الفرصة فأطلب من الشعب ألا يسمح لأحد من الخونة بأن يلجأ لأعمال التخريب أو العنف لأن هذا ليس في صالح مصر وأن أي عمل من هذا القبيل سيقابل بشدة لم يسبق لها مثيل وسيلقي فاعله جزاء الخائن في الحال. وسيقوم الجيش بواجبه هذا متعاونا مع البوليس. وإني أطمئن إخواننا الأجانب علي مصالحهم وأرواحهم وأموالهم ويعتبر الجيش نفسه مسئولا عنهم والله ولي التوفيق. كلمة السر كان قائد الحركة التي سميت فيما بعد بالثورة هو اللواء محمد نجيب, والواقع أنه تم اختياره من قبل الضباط الأحرار كواجهة للثورة; لما يتمتع به من سمعة حسنة داخل الجيش, وكان اللواء الوحيد في التنظيم, وكان سبب انضمام الكثير من ضباط الجيش للضباط الأحرار, وكان أحد أهم عوامل نجاح الثورة. أعضاء مجلس القيادة هم أعضاء الهيئة التأسيسية لتنظيم الضباط الأحرار الذي تأسس عام1948 بالإضافة إلي محمد نجيب الذي تولي القيادة مع قيام الثورة وهم: محمد نجيب جمال عبد الناصر محمد أنور السادات عبد الحكيم عامر جمال سالم صلاح سالم زكريا محيي الدين حسين الشافعي عبد اللطيف البغدادي كمال الدين حسين خالد محيي الدين حسن إبراهيم جمال حماد كاتب بيان الثورة, وهو لم يكن من أعضاء مجلس قيادة الثورة لكنه من تنظيم الضباط الأحرار. و أضيف إلي هؤلاء الأعضاء ضباط شاركوا في حركة الجيش وهم: يوسف صديق عبد المنعم أمين الحكم تولي مجلس قيادة الثورة الحكم إلي جانب مجلس الوصاية الملكي من1952 إلي1953, وانفرد بالحكم بعد إلغاء الملكية في مصر.. وتولي اللواء محمد نجيب رئاسة المجلس من عام1952 إلي1954, ثم تولي رئاسته جمال عبد الناصر من عام1954 إلي..1956 وانتهي حكم مجلس قيادة الثورة عام1956 بانتخاب جمال عبد الناصر رئيسا للجمهورية. الصحف في الثورة الأهرام الجيش يقوم بحركة عسكرية سلمية.. اعتقال عدد كبير من الضباط وحماية المرافق العامة. المصري اللواء نجيب يقوم بحركه تطهيريه في الجيش حل مجلس البلاد وتسليمها لممثلي الشعب.. السماح بقيام الأحزاب.. ومجلس الثورة لا يؤلف حزبا.. ورئيس الجمهورية تنتخبه الجمعية التأسيسية