وفقا لإحاطته أمام مجلس الأمن الدولي عن الوضع في اليمن قال المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ, أن اليمن يواجه أزمات متعددة الوجوه والأبعاد وانه لا يشهد أزمة طارئة واحدة, إنما مجموعة أزمات متعددة الوجوه والتي تؤثر, لغاية اللحظة, علي ما يزيد علي20 مليون شخص وتأثيرها سيبقي طويلا حتي بعد انتهاء الحرب. تصريحات المبعوث الدولي صحيحة لدرجة كبيرة تؤكدها الأوضاع الميدانية من غذاء ودواء والذي وصفه المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية بأن منظمات الإغاثة الدولية تتخلي تقريبا عن خطتها في بدء حملة للعلاج الجماعي بالأمصال المضادة للكوليرا في اليمن لأن الوباء تفشي علي نطاق واسع للغاية. بالفعل فإن الوضع في اليمن لا يزال حرجا جدا, وأن حدة الصراع تزداد يوما بعد يوم للعام الثالث علي التوالي, وتتضاعف معها مأساوية الوضع الإنساني. فقد أوضح ولد الشيخ أن ثمة14 مليون يمني يعانون من انعدام الأمن الغذائي و7 ملايين هم عرضة للمجاعة, كما أن داء الكوليرا يتفشي بسرعة ويصيب الأطفال والمسنين والفئات المستضعفة في مناطق مختلفة وهناك ما يزيد علي300 ألف حالة معرضة لهذا الداء وأكثر من1700 شخص لقوا حتفهم بسببه. ما أوصل اليمن إلي هذا الوضع المأساوي ليس صدفة, ولكن نتيجة تحركات إقليمية هدفها التقسيم وكانت الأداة الجاهزة لدي إيران, صاحبة المصلحة الأولي في هذه الفوضي, هم الحوثيون الذين لا يتوارون عن فعل ما يأمرهم به الحرس الثوري الإيراني لتحقيق أهدافه. ازدادت حدة النزاع بين الأطراف المتحاربة في محافظات حجة ومأرب والجوف وتعز, إلي جانب خطورة الوضع الأمني جراء العمليات التي تشنها الجماعات المتطرفة الأخري مثل القاعدة, والنتيجة تأتي بمئات القتلي من المدنيين. ناشد ولد الشيخ قوات التحالف العربي واطراف النزاع دعم مقترح استئناف الرحلات المدنية من والي مطار صنعاء, موضحا أن توقف الرحلات المدنية فرض عبئا إضافيا علي اليمنيين وفاقم من سوء الأزمة الإنسانية. وذكر المبعوث الأممي أنه يقوم بالتحضير لدعوة ممثلين عن أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام للبدء بمناقشة المقترحات التي طرحها مسبقا لمجلس الأمن من أجل التوصل الي اتفاق بشأن فرص السلام في اليمن. وتتمحور مقترحات ولد الشيخ حول منطقة وميناء الحديدة وتهدف لتأمين وصول المواد الأساسية والتجارية عبر الميناء ووضع برنامج عمل لجباية الضرائب والعائدات واستعمالها لدفع الرواتب وتأمين الخدمات الأساسية بدل تمويل الحرب.