اتفق عدد من المؤرخين والمسئولين عن المؤسسات الثقافية علي أن تعدد جهات توثيق الثورة لايمثل عائقا, ولا يحدث أي التباس بين الجهود المختلفة, مؤكدين ضرورة هذه التعددية التي تتيح مساحة أكبر لجمع الوثائق من وجهات نظر مختلفة. يأتي هذا بعد إعلان الإدارة العامة للثقافة السينمائية التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة بأنها بصدد إعداد مكتبة لوثائق الثورة, داعية كل من لديه مادة فيلمية عن ثورة25 يناير, أن يهدي نسخة منها للإدارة بما يساعد علي توثيق الثورة, كما أعلنت دار الكتب والوثائق المصرية في وقت سابق عن تشكيل لجنة لتوثيق الثورة شكلها د. صابر عرب رئيس الادارة المركزية لدار الكتب والوثائق القومية, ويرأسها د. خالد فهمي رئيس قسم التاريخ بالجامعة الأمريكيةبالقاهرة وأستاذ التاريخ بجامعة نيويورك, وأمانة د. عبد الواحد النبوي مدير دار الوثائق القومية, وعضوية د. شريف يونس استاذ التاريخ الحديث بجامعة حلوان, ود.نيفين مسعد استاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة ود.إيمان فرج أستاذة العلوم السياسية ايضا بنفس الجامعة وأحمد غربية. وأكد د.صابر عرب أن التعدد مطلوب في جمع وثائق الثورة, لأن هناك فرقا بين جمع البيانات وعمل أرشيف للثورة يوضع في التاريخ, ويكون كل هذا ملكا للباحثين والمؤرخين في مرحلة لاحقة, وبين أساليب التوثيق الأخري, مشيرا الي أن التاريخ لايعترف في النهاية بالكتب التي تناولت الثورة في هذه المرحلة, لأنها حسب عرب لاهدف لها سوي الانتشار والترويج, ولايعتد بها, فبعد أن تستقر الاوضاع سيعتمد المؤرخون علي الجهات التي صنعت لها أرشيفا وثائقيا متنوعا, مضيفا أن تعدد الجهات الموثقة لايمثل تعارضا, فرغم أننا الأرشيف الرسمي للدولة إلا أنه لايوجد لدينا مانع بأن تقوم جهات أخري بالتوثيق أيضا, ربما يرون في الثورة مالم نره ويصبح التوثيق أكثر تكاملا. ومن جانبه قال الشاعر سعد عبد الرحمن رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة لا أري مانعا من تعدد جهات التوثيق,إلا أني كنت افضل أن يتم تنسيق الجهود, موضحا أن الفارق يكمن في أن عملية التوثيق يدخل بها شيء من الفن وهذا مايجعل الجهود المبذولة مختلفة ومتنوعة ولايؤدي لأي تعارض, لأن كل جهة لها هويتها الخاصة, مما يؤدي للاختلاف. وأكد عبد الرحمن أن التعدد مطلوب لأن ما أراه يمكن ألا يراه غيري والعكس صحيح, لكن يتبع هذا مرحلة غربلة لكل هذه المحاولات ليبقي الأفضل, خاصة أننا قريبون من الحدث وجزء منه, والمطلوب أن نقوم بهذا التوثيق بسرعة حتي لا تفلت منا اللحظة لافتا إلي أهمية أن تخضع هذه الوثائق في النهاية لأسلوب علمي, يعمل عليها عدد من الباحثين وأساتذة التوثيق لتحليلها ودراستها حتي يكون هناك رؤية متكاملة للحدث. وأضاف عبد الرحمن أن وسائل وأدوات التوثيق مختلفة وهذا سبب آخر لعدم التعارض, فهناك توثيق بالصورة, وآخر كتابي, وهناك من يوثق للشعارات, وغيره من يوثق للأعمال الأدبية, كل من الزاوية المهتم بها. فيما أكد د. محمد عفيفي أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر في كلية الآداب جامعة القاهرة أن تعدد الجهود والجهات الموثقة يعطي إثراء لعملية الجمع والتوثيق والتأريخ, ويمثل وقاية من أن يتم تناول الحدث من وجهة نظر واحدة, فعندما تنفرد إحدي الجهات بالتوثيق أوالجمع لحدث يمكن ان تجمع كل الوثائق في اتجاه واحد هي تراه وتهمل باقي الجهات لذا التعددية مطلوبة خاصة بعد ثورة25 يناير. ومن جانبه يقول د. خالد فهمي أن المهمة ليست سهلة, فجمع شهادات الناس أمر ليس سهلا, إذ إن تنقية وتدوين الروايات الشفاهية سيحتاجان الي مجهود ووقت كبير ولابد من الاستعانة بمتطوعين لجمع تلك الشهادات علي أن تحدد شروط قبولهم وفق معايير خاصة.