في ذكري30 يونيو أستمع لرائعة حافظ إبراهيم; مصر تتحدث عن نفسها, التي تغنت بها كوكب الشرق أم كلثوم, ويتردد في ذهني مقطع صاغه الشاعر بتوفيق كبير, إذ يقول علي لسان تاج الشرق ودرة العروبة مصر: ما رماني رام وراح سليما من قديم عناية الله جندي صحيح, لولا أن تداركت العناية الإلهية مصر في الوقت المناسب, بأن قيض لها الزعيم, الذي سيكتب التاريخ اسمه بحروف من ذهب يتلألأ في النور, عبدالفتاح السيسي, ومن معه من رجال القوات المسلحة, فوقف بجانب ثورة الشعب العظيم, حمل رأسه علي كفه وواجه ميليشيات الجماعة الإخوانية ومن والاها من تكفيريين وجهاديين وإرهابيين, فكان بيان3 يوليو تتويجا لثورة الشعب, واستعادة البلاد لأهلها, وإعادة الأمور إلي نصابها الحقيقي. لولا عناية الله لدخلت مصر في نفق الإرهاب المظلم, كما دخلته بلدان عربية شقيقة, استعرت فيها الحرب الأهلية, التي دمرت البني التحتية لهذه البلاد, وأوقفت عجلة الإنتاج, وما استفادت الشعوب في هذه البلاد البائسة إلا القتل والأسر لدي التكفيريين, واغتصاب النساء وبيعهن في سوق الجواري كما لو كنا في عصور ما قبل المدنية والحضارة, والتهجير من أراضيهم, واللجوء إلي حدود الدول الأوروبية, بعد أن خاضوا غمار البحار علي متن قوارب مطاطية أو مراكب آيلة للغرق, وقطعوا الصحاري الحارة في شمال إفريقيا, والقفار المتجمدة في أوروبا, واستقر بهم المقام في معسكرات غير آدمية, لا تتوافر فيها إلا أقل مقومات الحياة, وأدني درجات الكرامة الإنسانية. لولا عناية الله لاجتاح الخريف العربي مصر, ولقسمها إلي طوائف متحاربة, وأقاليم متنازعة, ولقضي علي جيشها وأدخله في دوامات حرب أهلية, ولعاش الناس في ظل حكم ظلامي, يعتمد الدسائس والمؤامرات ليسيطر علي مقومات الحياة, ولطمع العدو من الجهة الشرقية والجار في الجنوب والغرب في أرض مصر, ولسيطرت عليها الميليشيات, وقسمتها إلي ولايات متنازعة متقاتلة تغرق في الدم والقتل. إنها عناية الله التي قيضت جيش مصر العظيم, وشرطتها الوطنية, وقضاءها الشامخ, وإعلامها الرائد, وكل مؤسسات الدولة, التي تصدت للإرهابيين, وواجهتهم في طول مصر وعرضها, وقضت علي عقولهم المفكرة, ورءوسهم الممولة المخططة, وألجأتهم إلي الاختباء في جحورهم, ومن يظهر منهم فمصيره إلي المحاكمة العاجلة الناجزة لينال جزاءه الذي يستحقه, فإن رفع السلاح في وجه أبناء مصر فستحصد رءوسهم قوات إنفاذ القانون, وتخلص البشرية من شرورهم. إنها عناية الله التي وفقت القيادة السياسية إلي البدء في عملية تنمية شاملة, بإقامة مشروعات قومية كبري, نحصد نتائجها ونجني ثمارها نحن وأبناؤنا وأحفادنا, وعلي رأسها مشروع قناة السويس الجديدة, الذي يعد إعجازا تاريخيا في التخطيط والتنفيذ, ومشروع تنمية قناة السويس, وتعبيد وتطوير آلاف الكيلومترات من الطرق التي تسهل حركة النقل بما يخدم الاستثمار والصناعة, واستصلاح المليون ونصف المليون فدان, لتوفير آلاف الفرص للأيدي العاملة لتقليل حدة البطالة, وتوفير احتياجات المصريين من المنتجات الزراعية حتي لا نضطر لاستيرادها بالعملة الصعبة مما يحسن الميزان التجاري ويصب في مصلحة الاقتصاد المصري. إنها عناية الله التي هيأت لمصر تنفيذ مشروعات ضخمة في مجال الطاقة, كانت حصيلتها توفير الكهرباء بقدرات أكثر من احتياجات المواطنين والصناعات, فلم نعد نري الكهرباء المقطوعة علي المواطنين في حر الصيف أو في ليالي الشتاء, لم تعد المصانع والشركات تتعطل لانقطاع التيار الكهربائي, لا نشاهد الآن طوابير السيارات تقف علي محطات البنزين بالساعات, وقريبا ستدخل الخدمة محطة الضبعة النووية لتنتقل مصر إلي عهد جديد في مجال إنتاج الطاقة. إنها عناية الله التي تحرس مصر من قديم الزمان, منذ فجر التاريخ وإلي أن يرث الله الأرض ومن عليها, وتحيا مصر.