كان حسام يتطلع إلي حياة أفضل ينتشل بها عائلته من هذا الفقر وكان يطمح أن يتخرج من أحد كليات القمة ويحصل علي وظيفة مرموقة تنقله إلي مركز اجتماعي راق إلا أن ظروف الأسرة المالية حالت دون ذلك واتجه إلي سوق العمل في سن مبكر. واضطر الي العمل في أي شيء يجلب له أموالا لكي يساعد والده في الانفاق علي الأسرة خاصة بعد تقدم والده في السن مما ضاعف المسئوليات علي كاهل حسام, سرعان ما شعر حسام أن أجره اليومي لا يكفي متطلبات المعيشه وتحولت حياته إلي قطعة من الجحيم دفعة إلي الاستدانة من القريب والبعيد يشتري كل شيء بالتقسيط فتراكمت عليه الديون وأصبحت تحيط به من كل جانب وطارده أصحابها في كل مكان مما اضطره إلي البقاء في المنزل وترك العمل هربا من مطالباتهم المتكررة التي تحرجه في كل مكان يذهب إليه فأصبح الديانة يطرقون عليه باب المنزل بين الحين والآخر مطالبين بالدين الذي اخذه منذ فترة ولم يسدده, سيطر الإحباط علي حياة حسام وأصبح سجين عجزه فلم يجد أمامه طريق سوي الاقدام علي الانتحار والتخلص من حياته البائسة إلي الأبد فقرر تناول مادة سامة لإنهاء حياته إلا أن القدر انقذه من الموت وتم نقله إلي مستشفي طما المركزي واخطرت النيابة وباشرت التحقيق. كان اللواء مصطفي مقبل مدير امن سوهاج تلقي إخطارا من العميد جلال ابو سحلي مأمور مركز شرطة طما يفيد بتلقيه بلاغا من الدكتور عصمت عبد السلام مدير مستشفي طما المركزي يفيد بوصول حسام21 سنة مصابا بحاله اعياء وقيي مستمر وتم اسعافه وحجزه تحت العناية المركزة نتيجة تناوله مادة سامة. وبانتقال الرائد أحمد صلاح, رئيس مباحث مركز طما, والعقيد ياسر صلاح, رئيس فرع البحث للشمال, والعميد ماجد مؤمن, رئيس مباحث المديرية بإشراف اللواء خالد الشاذلي, مدير إدارة البحث, لمكان البلاغ لكشف ملابسات الواقعة وبالفحص وبسؤاله قرر تناوله ماده سامة لمروره بضائقة مالية لتراكم الأقساط عليه وعدم قدرته علي السداد ولم يتهم أحدا بالتسبب في ذلك وكلفت إدارة البحث الجنائي بالتحري في الواقعة تم إخطار النيابة وباشرت التحقيق بإشراف المستشار أحمد حلمي المحامي العام لنيابات شمال سوهاج.