فازت كارين هانديل مرشحة الحزب الجمهوري علي منافسها الديمقراطي جون أوزوف بعد حصولها علي52.1% مقابل47.9% من الأصوات في الانتخابات علي مقعد الدائرة السادسة بولاية جورجيا في مجلس النواب. الذي أصبح شاغرا بعد تعيين ترامب النائب السابق توم برايس في منصب وزير الخدمات الصحية والإنسانية. وفي خطاب النصر الذي ألقته وجهت هانديل الشكر بشكل خاص إلي الرئيس دونالد ترامب, الهزيمة الديمقراطية عمقت الجراح حيث لم تؤد عدم شعبية الجمهوريين, أو قدرة الديمقراطيين المعروفة علي حشد المسيرات وجمع الملايين, أو الهجوم علي نهج إدارة ترامب, إلي تغيير المحصلة النهائية لتلك الانتخابات, وهي أن الديمقراطيين, وبكل بساطة, خسروا مرة أخري. ووفقا لاستطلاع الرأي الذي أجرته صحيفة واشنطن بوست, وتليفزيون إيه. بي. سي. نيوز, هناك2% فحسب من الأمريكيين ممن صوتوا لترامب يندمون علي ما فعلوا, بينما هناك96% كاملة مازالت تعتقد أن قرارها كان صائبا. بمعني, لم ينجح الديمقراطيون في اجتذاب الناخبين الذين صوتوا لأوباما من قبل ثم صوتوا لترامب لاحقا. بل هناك28% فقط من الأمريكيين يعتقدون أن الحزب الديمقراطي قريب من هموم معظم الأميركيين حاليا, أي أقل بنسبة10% ممن يعتقدون الشيء نفسه تجاه ترامب. وخلال السنوات الثماني الماضية, كان الحزب الديمقراطي في حالة ركض مستمر, ولكن في الاتجاه الخطأ دائما. فمنذ الفوز المذهل الذي حققه باراك أوباما عام2008, تعرضت مسيرة الديمقراطيين التي حل بها الإنهاك لسلسلة من الهزائم السياسية المتتالية, نتج عنها فقدانهم لما يزيد علي1000 مقعد تشريعي. ومناصب حكام, في الولايات المختلفة, والآن الجمهوريون يسيطرون علي البيت الأبيض وغرفتي الكونجرس, كما ان المحكمة العليا, التي تفصل في القضايا الاجتماعية كافة أضحت أكثر محافظة. ويسيطر الجمهوريون أيضا علي ثلثي مجالس النواب المحلية في الولايات بحيث بات الديمقراطيون لا يسيطرون اليوم سوي علي ثلت مقاعد الهيئات التشريعية في البلاد.وبدلا من قيامهم بمراجعة حكيمة لمسيرتهم واستراتيجياتهم وتوسيع قواعدهم الحزبية أنفق الديمقراطيون جانبا كبيرا من جهدهم لتحطيم الرئيس ترامب والتشكيك في شرعيته. ويمكن فهم نكبة الديمقراطيين لاعتمادهم علي الرئاسة, وبدونها فإن الحزب فقد توازنه ولا زعيم يقود دفته في الاتجاه السليم. ودون الفرع التنفيذي من الحكومة أي الإدارة الأمريكية أو أحد مجلسي الكونجرس, تقطعت السبل بالديمقراطيين وسيظلون دون طريق محتمل ينقلهم إلي السلطة قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة. ان انتكاسة الحزب الديمقراطي, لم تؤد سوي لتفاقم التوترات الداخلية في صفوفه. حيث يري, الرئيس السابق باراك أوباما وآخرون إن استراتيجية الحزب الديمقراطي في المواسم الانتخابية الأخيرة كانت سببا في خسارة الانتخابات الرئاسية, لأنها فشلت في حشد الأصوات من المناطق الريفية. في حين يري البعض الآخر بأن التحدي الأكبر الذي يواجه الديمقراطيين, يتمثل في كيفية إدارة الصراع الداخلي بين اليساريين المتعصبين بقيادة كل من بيرني ساندرز وإليزابيث وارين المنادين بضرورة تبني أجندة شعبوية أكثر حدة ووضوحا, بينما يري الديمقراطيون المعتدلون أهمية الحفاظ علي رسالة وسطية بدرجة كبيرة, وإعادة بناء حلف فرانكلين دي روزفلت الذي كان مكونا من حلفاء ذوي توجهات متنوعة, والذي سيطر علي الكونجرس لمعظم سنوات القرن العشرين. ولا يبدو حتي الآن ان زعيم الأقلية الديمقراطي شو شومر من ولاية نيويورك, قد نجح في لم شمل الطرفين; لان التقدميين, متحفزون بالنجاح غير المتوقع للسيناتور بيرني ساندرز سنة.2016 خبير في الشئون السياسية والإستراتيجية