تحولت الساحات والأرصفة والأماكن الشاغرة أمام ماكينات الصرف الآلي إلي مكان للدعاء والتفكر والمكوث ساعات طويلة في حالة من التبلد وحرقة الدم حسب الأهالي وفي مقدمتهم الموظفين ممن لا سبيل لاستلام رواتبهم سوي الماكينات الصامتة وأصحاب المعاشات من كبار السن. وتبدأ رحلة العذاب مع نهاية أو بداية كل شهر لمدة تزيد عن7 أيام ويضطر الموظفون وكبار السن للوقوف لساعات يوميا في طوابير أمام جميع ماكينات الصرف التابعة للبنوك والبريد لساعات وأيام آملين في الحصول علي رواتبهم ومعاشهم ويستعين الضعيف بالقوي للحصول علي الراتب مقابل20 جنيها يدفعها المحتاج لكل جنيه في راتبه أو معاشه- علي أمل التحصل علي الراتب أو المعاش والسلام.. وذلك لأسباب متنوعة رصدها التحقيق التالي. يقول محمود فؤاد- موظف بالتربية والتعليم-: عدد ماكينات الصراف الآلي في بني سويف أصبح يعد علي الأصابع ولا يكفي الموظفين المتواجدين والراغبين في الحصول علي رواتبهم مع أول كل شهر وهو ما يتسبب في حالة الزحام الرهيب الراهنة, خلاف أعطال تلك الماكينات غير المهيأة للعمل طوال اليوم دون توقف وأضاف: الغريب أن الأهالي يفاجئون بفراغ تلك الماكينات من النقود بسرعة, وعدم قيام البنوك بتغذيتها أولا بأول خاصة في الفترة المسائية. تؤكد جملات سيد- بالمعاش- أنها لا تستطيع أن تحصل علي المعاش ببطاقات الائتمان عبر ماكينات الصرف الآلية بسهولة بسبب الزحام الرهيب والتكدس والشجار الدائم أمام الماكينات مضيفة: قد أستمر ثلاثة أيام كل شهر مصطحبة معي نجلتي تارة ونجلي أو أحد أحفادي تارة أخري في انتظار كل يوم لأكثر من6 ساعات في سبيل الحصول علي معاشي. توضح نجاح علي- بالمعاش أن قلة عدد الماكينات في المحافظة يعرض العديد من الموظفين وأصحاب المعاشات لأمور محرجة من وجهه نظرها فالعديد منهم يحتاج لدفع إيجار سكنه أو إطعام أبنائه أوحتي دفع أقساط جمعيته مرورا بدفع فواتير مستحقة.. وكثير من هؤلاء الموظفين يذهب لتلك الماكينات ويعود مكسور الخاطر لعدم وجود المال أو تعطلها ولسيطرة- الأقوياء- علي طوابير الصرف بجانب استعانة العديد من الأهالي من كبار السن ببعض المرتزقة من القادرين علي خرق الطوابير والحصول علي الرواتب مقابل20 جنيها لكل راتب. وناشد محمد عبد الجواد- موظف المسئولون بسرعة تزويد الهيئات والمصالح الحكومية بالمحافظة بماكينات صرف آلية وعلي الأقل ماكينة واحدة بكل هيئة حكومية وأن تلغي المصرفات الإدارية مقابل الصرف من الصراف الآلي الخاصة بالبنوك غير المتواجد عليها حساباتنا وأن تلتزم البنوك بتوفير النقود بكل فئاتها بشكل دائم داخل تلك الماكينات.. بجانب وجود صيانة فورية للماكينة التي تتعطل حتي يتسني للكل الحصول علي راتبه. من جانبه أكد أحمد النعماني رئيس فرع أحد البنوك القومية ببني سويف ل مراسل الأهرام المسائي أن سبب الزحام الشديد الذي تشهده تلك الماكينات يرجع إلي الزيادة الكبيرة في عدد العملاء وهو أمر طبيعي ناتج عن الزيادة السكانية ويجب علي البنوك أن تعمل علي زيادة عدد الفروع والماكينات وإنشاء تلك الفروع في أماكن وعلي مساحات تستوعب المترددين علي البنوك بخطط ثلاثينية وخمسينية لاستيعاب المعاملات المستقبلية أيضا.