اعلم أن مثال القلب مثال الحصن والشيطان عدو يريد أن يدخل الحصن فيملكه ويستولي عليه, ولا يقدر علي حفظ الحصن من العدو إلا بحراسة أبواب الحصن ومداخله ومواضع ثلمه, ولا يقدر علي حراسة أبوابه من لا يدري أبوابه, فحماية القلب من وساوس الشيطان واجبة. وهو فرض عين علي كل عبد مكلف, وما لا يتم الواجب إلا به فهو أيضا واجب, ولا يتوصل إلي دفع الشيطان إلا بمعرفة مداخله فصارت معرفة مداخله واجبة. هذه الكلمات الحكيمة من كتاب شرح عجائب القلب وهو الكتاب الأول من ربع المهلكات من كتاب إحياء علوم الدين للإمام الغزالي الذي بدأنا مراجعته في العددين9526و9533و من الأهرام المسائي, حيث راجعنا ربع العبادات وربع العادات من ذلك السفر الجليل. يقول الغزالي عن ذلك: فرغنا من الشطر الأول من هذا الكتاب من النظر فيما يجري علي الجوارح من العبادات والعادات وهو العلم الظاهر, ووعدنا أن نشرح في الشطر الثاني ما يجري علي القلب من الصفات المهلكات والمنجيات وهو العلم الباطن, فلا بد أن نقدم عليه كتابين: كتابا في شرح عجائب صفات القلب وأخلاقه, وكتابا في كيفية رياضة القلب وتهذيب أخلاقه. ثم نندفع بعد ذلك في تفصيل المهلكات والمنجيات. سنتبع منهج الإمام وسنخصص مراجعة كتاب عجائب القلب ثم نتبعها بمراجعة كتاب رياضة النفس وتهذيب الأخلاق ومعالجة أمراض القلب وهو الكتاب الثاني من ربع المهلكات. هذا ضروري في السياق لأن للقلب كل الأمر, ولأنه هو المضغة التي لو صلحت صلح الجسم كله, ولو فسدت فسد الجسم كله. في البداية لابد من الإشارة الي أن تشخيصات وشروح الإمام الغزالي في هذا الكتاب متعددة الجوانب شاملة علوم الدين وطب وفلسفة وحكمة وعلم نفس, ونمذجة ومحاكاة. تأمل كلماته وهو يشخص القلب: استعد الإنسان للمعرفة بقلبه لا بجارحة من جوارحه, فالقلب هو العالم بالله. وهو المتقرب إلي الله, وهو العامل لله, وهو الساعي إلي الله, وهو المكاشف بما عند الله ولديه, وإنما الجوارح أتباع وخدم وآلات, يستخدمها القلب ويستعملها استعمال المالك للعبد, واستخدام الراعي للرعية والصانع للآلة: فالقلب هو المقبول عند الله إذا سلم من غير الله, وهو المحجوب عن الله إذا صار مستغرقا بغير الله, وهو المطالب وهو المخاطب وهو المعاتب وهو الذي يسعد بالقرب من الله فيفلح إذا زكاه, وهو الذي يخيب ويشقي إذا دنسه ودساه, وهو المطيع بالحقيقة لله تعالي, وإنما الذي ينتشر علي الجوارح من العبادات أنواره, وهو العاصي المتمرد علي الله تعالي وإنما الساري إلي الأعضاء من الفواحش آثاره, وبإظلامه واستنارته تظهر محاسن الظاهر ومساويه, إذ كل إناء ينضح بما فيه, وهو الذي إذا عرفه الإنسان عرف نفسه, وإذا جهل قلبه فهو بغيره أجهل. يفسر الإمام أن أكثر الخلق يجهلون قلوبهم وأنفسهم, وقد حيل بينهم وبين أنفسهم, فإن الله يحول بين المرء وقلبه. وحيلولته أن يمنعه عن مشاهدته ومراقبته ومعرفة صفاته وكيفية تقلبه بين إصبعين من أصابع الرحمن, وأنه كيف يهوي مرة الي أسفل سافلين وينخفض إلي أفق الشياطين, وكيف يرتفع أخري إلي أعلي عليين ويرتقي الي عالم الملائكة المقربين. ومن لم يعرف قلبه ليراقبه ويراعيه ويترصد لما يلوح من خزائن الملكوت عليه وفيه, فهو ممن قال الله تعالي فيه: نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون, فمعرفة القلب وحقيقة أوصافه هي أصل الدين وأساس طريق السالكين. النفس والروح والقلب والعقل في البداية يشرح لنا الغزالي الأساسيات من مفاهيم ومعاني النفس والروح والقلب والعقل, شرح الفيلسوف الملم المتمكن من المنطق والفلسفة, ومن خلال فلسفته العميقة ونظرياته المعروفة.وذلك من خلال التشخيص وليس من خلال الكنه, وما هو المراد بكل اسم منها. يشرح الغزالي مقصده عن القلب أن المقصود به ليس قطعة اللحم التي لا قدر لها, والمودعة في الجانب الأيسر من الصدر, وهو من عالم الغيب والشهادة إذ تدركه البهائم بحاسة البصر فضلا عن الآدميين. أما الروح فهي لطيفة ربانية روحانية لها بهذا القلب الجسماني تعلق, وتلك اللطيفة هي حقيقة الإنسان, وهي المدرك العارف من الإنسان, وهي المخاطب والمعاقب والمعاتب والمطالب. يقول الغزالي: لها علاقة مع القلب الجسماني, وقد تحيرت عقول أكثر الخلق في إدراك وجه علاقتها, فإن تعلقها به يضاهي تعلق الأغراض بالأجسام والأوصاف بالموصوفات, أو تعلق المستعمل للآلة بالآلة, أو تعلق المتمكن بالمكان, وشرح ذلك ما نتوقاه لمعنيين: أحدهما أنه متعلق بعلوم المكاشفة, وليس غرضنا في هذا الكتاب إلا علوم المعاملة. والثاني أن تحقيقه يستدعي إفشاء سر الروح وذلك مما لم يتكلم فيه رسول الله صلي الله عليه وسلام فليس لغيره أن يتكلم فيه, والمقصود إذا أطلقنا لفظ القلب في هذا الكتاب أردنا به هذه اللطيفة وغرضنا ذكر أوصافها وأحوالها لا ذكر حقيقتها في ذاتها. يشرح الإمام المقصود بلفظ الروح فيقول: جسم لطيف منبعه تجويف القلب الجسماني, فينشر بواسطة العروق الضوارب الي سائر أجزاء البدن, وجريانه في البدن وفيضان أنوار الحياه والحس والبصر والسمع والشم منها علي أعضائها, يضاهي فيضان النور من السراج الذي يدار في زوايا البيت, فإنه لا ينتهي الي جزء من البيت إلا ويستنير به, والحياة مثالها النور الحاصل في الحيطان والروح مثالها السراج, وسريان الروح وحركته في الباطن مثال حركة السراج في جوانب البيت بتحريك محركه, والأطباء إذا أطلقوا لفظ الروح أرادوا به هذا المعني. والمعني الثاني هو اللطيفة العامة المدركة من الإنسان, وهو الذي أراده الله تعالي بقوله: قل الروح من أمر ربي, وهو أمر عجيب رباني تعجز أكثر العقول والأفهام عن درك حقيقته. يشرح الغزالي بعد ذلك معني لفظ النفس وأن المراد بها المعني الجامع لقوة الغضب والشهوة في الإنسان, والمعني الثاني أنها اللطيفة التي هي الإنسان بالحقيقة, وهي نفس الإنسان وذاته, ولكنها توصف بأوصاف مختلفة بحسب اختلاف أحوالها, فإذا سكنت وزايلها الإضطراب بسبب معارضة الشهوات سميت النفس الأمارة المطمئنة, وإذا لم يتم سكونها, ولكنها صارت مدافعة للنفس الشهوانية ومعترضة عليها سميت النفس اللوامة, لأنها تلوم صاحبها عند تقصيره في عبادة مولاه. وإن تركت الاعتراض وأذعنت وأطاعت لمقتضي الشهوات ودواعي الشيطان سميت النفس الأمارة بالسوء. يعرف لنا العقل, فيقول: إنه قد يطلق ويراد به العلم بحقائق الأمور, فيكون عبارة عن صفة العلم الذي محله القلب, والمعني الثاني أنه قد يطلق ويراد به المدرك للعلوم فيكون هو القلب أعني تلك اللطيفة. يخلص الغزالي إلي وجود القلب الجسماني, والروح الجسماني, والنفس الشهوانية, والعلوم. فهذه أربعة معان يطلق عليها الألفاظ الأربعة, ومعني خامس: وهي اللطيفة العالمة المدركة من الإنسان, والألفاظ الأربعة بجملتها تتوارد عليها, فالمعاني خمسة, والألفاظ أربعة, وكل لفظ أطلق لمعنيين. يقول الغزالي: وحيث إنه ورد في القرآن والسنة لفظ القلب, فالمراد به المعني الذي يفقه من الإنسان ويعرف حقيقة الأشياء, وقد يكني به القلب الذي في الصدر, لأن بين تلك اللطيفة وبين جسم القلب علاقة خاصة, فإنها وإن كانت متعلقة بسائر البدن ومستعملة له ولكنها تتعلق به بواسطة القلب, فتعلقها الأول بالقلب وكأنه محلها ومملكتها وعالمها ومطيتها. جنود ظاهرة وباطنة للقلب يشرح الإمام بعد ذلك جنود القلب الظاهرة والباطنة, وخاصية قلب الإنسان, ومجامع أوصاف القلب وأمثلته. يقول إن للقلب جنديين: جند يري بالإبصار وجند لا يري إلا بالبصائر, وهو في حكم الملك والجنود في حكم الخدم والأعوان, فهذا معني الجند. فأما جنده المشاهد بالعين فهو اليد والرجل والعين والأذن واللسان وسائر الأعضاء الظاهرة والباطنة, فإن جميعها خادمة للقلب ومسخرة له, فهو المتصرف فيها والمردد لها, وقد خلقت مجبولة علي طاعته لا تستطيع له خلافا ولا عليه تمردا, فإذا أمر العين بالانفتاح انفتحت, وإذا أمر الرجل بالحركة تحركت, وإذا أمر اللسان بالكلام وجزم الحكم به تكلم, والأجفان تطيع القلب في الانفتاح والانطباق علي سبيل التسخير, وكذا سائر الأعضاء, وإنما افتقر القلب الي هذه الجنود من حيث افتقاره إلي المركب والزاد والسفر الذي لأجله خلق, وهو السفر الي الله سبحانه وقطع المنازل إلي لقائه, فلأجله خلقت القلوب, وإنما مركبه البدن وزاده العلم, إنما الأسباب التي توصله الي الزاد وتمكنه من التزود منه هو العمل الصالح, وليس يمكن العبد أن يصل إلي الله سبحانه ما لم يسكن البدن ولم يجاوز الدنيا, فإن المنزل الأدني لا بد من قطعه للوصول إلي المنزل الأقصي, فالدنيا مزرعة الآخرة وهي منزل من منازل الهدي. يخلص الغزالي في حديثه عن جنود القلب, فيقول: جملة جنود القلب تحصرها ثلاثة أصناف: صنف باعث ومستحث: إما الي جلب النافع الموافق كالشهوة, وإما الي دفع الضار المنافي كالغضب, وقد يعبر هذا الباعث بالإرادة. والثاني هو المحرك للأعضاء الي تحصيل هذه المقاصد, ويعبر عن هذا الثاني بالقدرة: وهي جنود مبثوثة في سائر الأعضاء لا سيما العضلات منها والأوتار. والثالث: هو المدرك المتعرف للأشياء كالجواسيس: وهي قوة البصر والسمع والشم والذوق واللمس, وهي مبثوثة في أعضاء معينة, ويعبر عن هذا بالعلم والإدراك, ومع كل واحد من هذه الجنود الباطنة جنود ظاهرة وهي الأعضاء المركبة من الشحم واللحم والعصب والدم التي أعدت آلات لهذه الجنود, فإن قوة البطش إنما هي بالأصابع, وقوة البصر إنما هي بالعين, وكذا سائر القوي. والمدرك ينقسم إلي ما قد أسكن المنازل الظاهرة وهي الحواس الخمس: أعني السمع والبصر والشم والذوق واللمس والي ما أسكن منازل باطنة: وهي تجاويف الدماغ وهي أيضا خمسة, فإن الإنسان بعد رؤية الشيء يغمض عينه فيدرك صورته في نفسه وهو الخيال, ثم تبقي تلك الصورة معه بسبب شيء يحفظه وهو الجند الحافظ, ثم يتفكر فيما لاحفظه فيركب بعض ذلك الي البعض, ثم يتذكر ما قد نسيه ويعود اليه, ثم يجمع جملة معاني المحسوسات في خياله بالحس المشترك بين المحسوسات, ففي الباطن حس مشترك وتخيل وتفكر وتذكر وحفظ.. فتلك القوي أيضا جنود باطنة وأماكنها أيضا باطنة, فهذه هي أقسام جنود القلب. مداخل شيطانية للنفس الإنسانية يقول الغزالي: مداخل الشيطان وأبوابه صفات العبد وهي كثيرة, ولكننا نشير الي الأبواب العظيمة الجارية مجري الدروب التي لا تضيق عن كثرة جنود الشيطان. يعد الإمام تلك الأبواب ويحصيها, ومنها أبواب الغضب والشهوة ويصف الغضب بأنه غول العقل وإذا ضعف جند العقل هجم جند الشيطان, ومهما غضب الإنسان لعب الشيطان به كما يلعب الصبي بالكرة. ومن أبوابه العظيمة الحسدوالحرص, فمهما كان العبد حريصا علي كل شيء أعماه حرصه وأصمه.ونور البصيرة هو الذي يعرف مداخل الشيطان فإذا غطاه الحسد والحرص لم يبصر فحينئذ يجد الشيطان. ومن أبوابه العظيمة الشبع من الطعام وإن كان حلالا صافيا, فإن الشبع يقوي الشهوات, والشهوات أسلحة الشيطان. ومن أبوابه العظيمة الطمع في الناس. ومن أبوابه العظيمة العجلة وترك التثبت في الأمور. ومن أبوابه العظيمة الدراهم والدنانير وسائر أصناف الأموال من العروض والدواب والعقار. ومن أبوابه العظيمة البخل وخوف الفقر, فإن ذلك هو الذي يمنع الإنفاق والتصدق ويدعو الي الإدخار والكنز والعذاب الأليم وهو الموعود للمكاثرين. ومن أبوابه العظيمة التعصب للمذاهب والأهواء والحقد علي الخصوم والنظر إليهم بعين الازدراء والاستحقار, وذلك مما يهلك العباد والفساق جميعا فإن الطعن في الناس والاشتغال بذكر نقصهم صفة مجبولة في الطبع. ومن عظيم حيل الشيطان أن يشغل الإنسان نفسه بالاختلافات الواقعة بين الناس في المذاهب والخصومات. ومن أبوابه سوء الظن بالمسلمين, فمن يحكم بشر علي غيره بالظن بعثه الشيطان علي أن يطول فيه اللسان فيهلك أو يقصر في القيام بحقوقه أو يتواني في إكرامه وينظر إليه بعين الاحتقار ويري نفسه خيرا منه. يشرح لنا الإمام بعد ذلك ما يؤاخذ به العبد من وساوس القلوب وهمها وخواطرها وقصودها وما يغفي عنه ولا يؤاخذ به, فيقول: اعلم أن هذا أمر غامض, فقد روي عن النبي عليه السلام أنه قال عفي عن أمتي ما حدثت به نفوسها ما لم تتكلم به أو تعمل به, والحق عندنا في هذه المسألة فنقول: أول ما يرد علي القلب الخاطر, كما لو خطر له مثلا صورة امرأة وأنها وراء ظهره في الطريق لو التفت إليها لرآها. والثاني هيجان الرغبة إلي النظر وهو حركة الشهوة في الطبع وهذا يتولد من الخاطر الأول ونسميه ميل الطبع ويسمي الأول حديث النفس.والثالث حكم القلب أن هذا ينبغي أن يفعل أي ينبغي أن ينظر إليها. الرابع التصميم علي الالتفات وجزم النية فيه وهذا نسميه هما بالفعل ونية وقصدا. فههنا أربعة أحوال للقلب قبل العمل بالجارحة: الخاطر وهو حديث النفس, ثم الميل, ثم الاعتقاد, ثم الهم. فنقول: أما الخاطر فلا يؤاخذ به لأنه لا يدخل تحت الاختيار وكذلك الميل وهيجان الشهوة لأنهما لا يدخلان تحت الاختيار, وهما المرادان بقوله عليه الصلاة والسلام: عفي عن أمتي ما حدثت به نفوسها.. فحديث النفس عبارة عن الخواطر التي تهجس في النفس ولا يتبعها عزم علي الفعل, فأما الهم والعزم فلا يسمي حديث النفس, وأما الاعتقاد وحكم القلب أنه ينبغي أن يفعل فهذا ترددان أن يكون اضطرارا أو اختيارا, والأحوال تختلف فيه فالاختياري منه يؤاخذ به والاضطراري لا يؤاخذ به. وأما الهم بالفعل فإنه مؤاخذ به, إلا أنه إن لم يفعل نظر فإن كان قد تركه خوفا من الله تعالي وندما كتبت له حسنة, لأن همه سيئة وامتناعه ومجاهدته نفسه حسنة. يختم الإمام الغزالي كتاب عجائب القلب بتوضيح سرعة تقلب القلب وانقسام القلوب في التغير والثبات, فيقول: والقلوب في الثبات علي الخير والشر والتردد بينهما ثلاثة: قلب عمر بالتقوي وزكا بالرياضة وطهر عن خبائث الأخلاق تنقدح فيه خواطر الخير من خزائن الغيب ومداخل الملكوت, فينصرف العقل إلي التفكر فيما خطر له ليعرف دقائق الخير فيه ويطلع علي أسرار فوائده فينكشف له بنور البصيرة وجهه, فيحكم بأنه لا بد من فعله فيستحثه عليه ويدعوه إلي العمل به... القلب الثاني هو القلب المخذول المشحون بالهوي المدنس بالأخلاق المذمومة والخبائث, المفتوح فيه أبواب الشياطين, المسدود عنه الملائكة. ومبدأ الشر فيه أن ينقدح فيه خاطر من الهوي ويهجس فيه فينظر القلب الي حاكم العقل ليستفتي منه ويستكشف وجه الصواب فيه, فيكون العقل قد ألف خدمة الهوي وأنس به واستمر علي استنباط الحيل له وعلي مساعدة الهوي, فتستولي النفس وتساعد عليه فينشرح الصدر بالهوي وتنبسط فيه ظلماته لانحباس جند العقل عن مدافعته. القلب الثالث قلب تبدو فيه خواطر الهوي فتدعوه الي الشر فيلحقه خاطر الإيمان فيدعوه إلي الخير فتنبعث النفس بشهوتها إلي نصرة خاطر الشر فتقوي الشهوة وتحسن التمتع والتنعم, فينبعث العقل إلي خاطر الخير ويدفعه في وجه الشهوة ويقبح فعلها وينسبها إلي الجهل, فتميل النفس إلي نصح العقل. [email protected]