يجذب المريدين إليه بعلمه وحتي قبل وفاته سنة899 هجرية في مقامه بسوهاج.. تذكر العديد من المصادر أنه قام بحركة تصحيحية لمسيرة التصوف التي كانت حصيلة سنوات من التعلم والسفر بين الحواضر العلمية في العالم الإسلامي و اعتبر العديد من المؤرخين أنها أظهرت التصوف كمنهج حياة متكامل وفق الكتاب والسنة وبمرور السنين نسي الناس اسمه أحمد بن زروق واشتهر بين العالمين.. ب سيدي العارف نسبة إلي معرفته وعلمه, وأنه صاحب الشروحات المعتمدة عند المالكية, ومن أهم من اعتني بجانب التربية والسلوك في الكتابات الإسلامية.. ولد فيأحمد بن زروق الرابع من ذي القعدة سنة724 هجرية بتلمسان بالمملكة المغربية وحفظ القرآن الكريم في السابعة من عمره, وكان عالما في علوم الفقه والحديث والسنة وتوفي في الثاني من رجب سنة795 هجرية. ورحل زروق إلي مصر والتقي مع الشيخ أبي العباس الحضرمي وأخذ عنه الطريقة وصار شيخه في السلوك وانتسب إليه ولازمه.. واشتغل في مصر بعلوم اللغة العربية وأصول الفقه فدرس علي الجوجري وغيره من العلماء, وقرأ بلوغ المرام ودرس علم الاصطلاح علي الحافظ السخاوي وتأثر به. وكانت له شهرة كبيرة في أرض مصر فكان يدرس في الجامع الأزهر وكان يحضر درسه ما يزيد علي6 آلاف مستمع. وتولي إمامة المالكية وصار المرجع في المذهب وانتفع علي يديه خلق كثير.. وكان من نصيب أهالي سوهاج الطيب أن استقر بها بعد رحلاته من بلده في المغرب.. ويحرص الكثير من أهالي سوهاج علي الذهاب لمسجد العارف بالله بمدينة سوهاج لأداء الصلوات الخمس وفي شهر الصوم تتجلي روحانيات صلاة التراويح والتهجد والجمعة وإحياء ليالي شهر رمضان المبارك في المسجد العتيق الذي يرجع تاريخ إنشائه إلي القرن الثامن الهجري وهو من أشهر المساجد بالصعيد حيث أعيد بناؤه عام1968 وتم تجديده عام1993 م ويوجد به ضريح سيدي العارف بالله احمد بن زروق وهو من أصحاب العلم ومن رجال الدين المعروفين في عصره.. والضريح موجود بجناح ملحق بالمسجد الذي تبلغ مساحته بالساحة ما يزيد علي سبعة الآف متر مربع. يقول الشيخ عبد الرحمن اللاوي مدير إدارة المساجد بمديرية الأوقاف إن مسجد العارف بالله له مكانة كبيرة في قلوب أهالي سوهاج ولكنه يشهد إقبالا كبيرا من المصلين خلال شهر رمضان المبارك لصلاة التراويح في مسجد العارف بالله الذي يزدحم بالمصلين ليس من مدينة سوهاج فقط بل من أهالي القري المجاورة كما تقام بساحة المسجد الجنوبية العديد من موائد الرحمن في رمضان ويقصده البسطاء من أهالي القري لزيارة المسجد وقراءة الفاتحة لصاحب المقام لاعتقادهم بالتبرك به. وقال اللاوي أن المسجد يشهد إقبالا متزايدا من المصلين- في غير أيام رمضان بشتي مراكز المحافظة خاصة في أيام الجمعة و الاحتفالات الدينية ومنها الاحتفال بالمولد النبوي الشريف وليلة الإسراء والمعراج وليلة النصف من شعبان وليلة القدر. يضيف عبد الفتاح عباس من المحامدة القبلية- أحرص علي القدوم من قريتي لأداء صلاة التراويح بمسجد العارف بالله حيث أشعر بجو روحاني مهيب داخله لا أجده في غيره من المساجد علي الرغم من كونها جميعا بيوت الله إلا أن هذا المسجد له خصوصية جعلتني في حالة إيمانية عالية كما يتميز مشايخه بالفكر الوسطي البعيد عن التعصب والتشدد وهذا ما نلمسه خلال إلقائهم للخطب الدينية التي تفصل بين صلاة التراويح.