لم يعد هناك مجال للشك في أن بطولة الدوري الممتاز أصبحت علي كف عفريت, وأنها قاب قوسين من الإلغاء إن لم يكن بسبب الحرب العلنية بين الأهلي والزمالك التي فتحت نيران غضب الأندية المهددة بالهبوط خاصة الجماهيرية منها. وهو ما يعني أن قرار استئناف المسابقة بعد ثورة25 يناير عشوائي, إذ كيف تقام مسابقة بهذه المنافسة الشديدة في مدة زمنية قصيرة ليست فيها مساحة لتأجيل مباراة مع أن البلاد تمر بظروف صعبة وتحول الدواعي الأمنية دون الحفاظ علي الجدول المضغوط كما هو! ومن سوء طالع اتحاد كرة القدم أن الدرع هذا الموسم لن تكون مثل المواسم السابقة تذهب للأهلي وحده دون غيره وبالتخصص كواحدة من بطولاته المفضلة, وإنما يشاركه الصراع الزمالك والإسماعيلي وربما تأتي الأسابيع المقبلة بمنافسين آخرين, وهو ما يعني أن التحكيم الذي أهملوه في السنوات الأخيرة سيدفع وحده الفاتورة الباهظة, وسيشعل الإعلام الفتيل في ظل غياب الردع وعدم وجود الضوابط الأخلاقية والقانونية, وكلها أشياء تؤكد أن أضرار استئناف النشاط الرياضي أكبر من فوائده وأكثر تأثيرا من إلغائه, ولكن المصالح الخاصة هي التي دفعتهم لأن ينقلوا صورة غير واقعية إلي الحكومة المشتاقة إلي حياة طبيعية تعيد الاستثمارات الخارجية إلي سابق عهدها! والنتيجة أنه الآن لا الاستثمارات عادت, ولا المسابقة نجحت, ولكن الأخلاق ضاعت, ولم نعد نسمع إلا صوت الاتهامات والبذاءات والخروج علي القيم والمبادئ, بل وأصول التربية, والأخطر ما هو قادم فيما هو مقبل من مباريات وما يسبقها من أحداث بعد أن أعلن الزمالك عدم تفريطه في حقه, وبعد أن اعترف اتحاد الكرة ممثلا في رئيسه بوقوع مخالفات تحكيمية في مباراة الزمالك والمقاصة, وبعد أن أعلنت الجماهير البيضاء عن وقفة احتجاجية! وليس أمامنا إلا إلغاء المسابقة حفاظا علي الأمن وحفاظا علي الصورة الجميلة للثورة بعد أن فشل المجلس القومي للرياضة واتحاد الكرة بكل لجانه عن إدارة المسابقة.. و إلا ما هو التفسير لقرار رئيس اتحاد الكرة بإحالة الحكم ياسر محمود إلي التحقيق, فيما قال رئيس اللجنة إنه لن يوقفه بينما أعلن الحكم أنه لن يمثل للتحقيق وسيكون الاعتزال هو خياره الوحيد ؟! مطلوب التحقيق المحايد فيما جري من أحداث, ليعرف الجميع سر إسناد هذه المباراة المهمة والحساسة التي أثارت الأقاويل قبلها بأيام إلي هذا الطاقم الغريب.. وإلغاء المسابقة ليس مصيبة مالية كما يخيلون إلينا.. ومن شاهد نهائي دوري أبطال أوروبا مساء أمس بين برشلونة ومانشستر يونايتد لا شك يعرف أننافي جنازة حارة! [email protected]