منذ اندلاع ثورات الربيع العبري في بلداننا العربية والهدف الحقيقي منها هو تفكيك الجيوش العربية.. فحين ينهار الجيش تنهار الدولة ويتشرد شعبها وتصبح أرضها نهبا للجماعات المسلحة كما هو الحال الآن في بعض الدول العربية المجاورة.. وهو ما لم يستطع المتآمرون تحقيقه في مصر التي ظلت صامدة في وجه العاصفة بفضل جيشها العظيم الذي بذل أبناؤه دماءهم وأرواحهم فداء للحفاظ علي أمنه وسلامته ووحدة أراضيه.. هذا الجيش الذي لا تزال دماء جنوده تروي أرض الوطن لم يفرط أبدا في حبة رمل واحدة ولن يفرط في أي شبر من أرضه.. فعقيدة الجيش المصري لا تتغير بتغير الحكام والأنظمة فهي عقيدة ثابتة وراسخة في قلب ووجدان كل جندي من جنوده.. فلو أن الرئيس السيسي الذي خلص مصر من براثن عصابة الإخوان الإرهابية باع شبرا واحدا من أرض مصر كما يدعي العملاء والمأجورون لكان الجيش المصري هو أول من يتصدي له.. فمن حافظ علي الدولة المصرية من مؤامرة التقسيم لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يبيع أي جزء منها كما يشيع المرتزقة الذين لا هم لهم سوي إثارة الفتن وإشاعة الفوضي والتشكيك في الرئيس السيسي الذي طالبته جموع الشعب بالترشح للرئاسة لإنقاذ مصر.. حقيقة لا يستطيع تزييفها هؤلاء المرتزقة الذين باعوا مصر مقابل حفنة دولارات من قبل.. فكيف لأي عاقل أن يصدق أن من حرق الوطن وأساء إليه وسبه واستعدي الدول الغربية عليه ويتمني الهجرة منه ليل نهار قد اصبح وطنيا هكذا فجأة وحريصا علي أرضه أكثر من جيشه الذي صانها من التقسيم ولا يزال.. وكيف لشعب ذاق ويلات إرهاب جماعة تري الوطن حفنة من التراب العفن أن ينساق وراء أكاذيبها الآن حين تدعي حرصها علي عدم التفريط في أرض مصرية.. إن من خان الوطن سابقا ليس مستغربا منه أن يدلس الآن ويزيف الحقائق لكي يحقق مآرب العدو الذي يحرك خيوط المؤامرة في الأصل.. نفس الوجوه القبيحة التي تطل دائما علي المشهد لتهتف ضد جيش مصر وتطالب بسقوطه لتنفيذ ذات المخطط الذي فشلوا في تنفيذه من قبل.. ألا وهو إسقاط المؤسسة العسكرية لإسقاط الدولة المصرية نفسها وهو ما لم يستطيعوا تحقيقه منذ بدء تنفيذ المؤامرة في مصر وهو أيضا ما زادهم غلا وحقدا علي الجيش المصري الصخرة التي تحطمت عليها أطماعهم.. فتارة تعلو أصوات هؤلاء المأجورين لتعترض علي تسليح الجيش بحجة الأزمة الاقتصادية, وتارة أخري ترتفع حناجرهم البغيضة بتخوينه واتهامه بالتنازل عن أرض مصرية وما هي بمصرية.. فالقوات المسلحة المصرية إذن هي المستهدفة لأنها صمام أمان هذا الوطن وحصنه الحصين.. وهو ما يؤرق الصهيونية العالمية التي خططت لتقسيم المنطقة وأغدقت الأموال علي عملائها بها, لكي ينفذوا كل ما تمليه عليهم من أوامر في سبيل تحقيق أهدافها التي وأدتها الدولة العميقة في مهدها وحولتها إلي انتصار جديد من انتصاراتها علي العدو الصهيوني الذي استشاط غضبا هو الآخر من اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية.. الأمر الذي يجب أن يجعل كل مصري عاقل يتيقن من أن من يشككون في الجيش المصري ما هم إلا عملاء للصهاينة.. فالمزايدة علي وطنية الجيش في حد ذاتها خيانة عظمي تستحق المحاكمة العسكرية.. فالخونة الذين باعوا الوطن سابقا لن يشتروه الآن.. والجيش المصري الذي صان أبناؤه الوطن بدمائهم يقينا لن يفرطوا في أرضه أبدا كما يدعي المأجورون من عملاء بني صهيون.