نجح الأسلوب الجديد لامتحانات الثانوية العامة الذي طبق لأول مرة هذا العام,ويطلق عليه اسم البوكليت في أن يحقق الهدف منه بالنسبة للدولة وهو تأمين امتحان الثانوية من التسريب ومنع الغش داخل اللجان, نظرا لضيق الوقت من ناحية عدد الأسئلة الكبير من ناحية آخري بما لا يسمح للطالب بالبحث عن محاولات الغش, إلا أن هناك أصواتا أخري تري أنه نظام فاشل, وأنه طبق فجأة دون تدريب الطلاب عليه,وأنه كان علي الوزارة أن تبدأ تطبيقه علي طلاب الصف الأول الثانوي, كما أن هناك أصواتا تنادي بإلغائه من العام القادم لأنه حمل ثقيل علي الطالب. غير أن هذه الأصوات تبدو لي غير منطقية وغير محقة في مطالبها, هذا لأنه شكل جديد وليس نظاما جديدا, فالنظام يكون مبنيا علي دراسات ويصاحبه تغير في الشكل والمضمون معا ويعتمد علي مناهج جديدة,خاصة أن لكل منهج جديد طرق التقويم المتعلقة به, أما الشكل فيمكن أن يعتمد علي تغيير إطار وأسلوب ورقة الامتحان ومواصفاتها دون تغيير في المضمون أو طريقة الامتحان ذاتها. واعتقد أنه بعد مرور الأسابيع الماضية من الامتحانات دون حدوث أي تسريبات يجب أن نستمرعلي هذا المنوال لحين تطبيق النظام الجديد للثانوية العامة الذي كان مقررا له أن يبدأ من الصف الأول الثانوي, وذلك لضيق الوقت وإعداد الدراسات التي لم تنته ويستحيل معه التطبيق ولتجنب الأخطاء والتخوفات من البوكليت والذي نجح في رسالته الأساسية لابد من عدة اجراءات. أولا: أن يتم تنفيذ امتحانات صفوف النقل بالثانوية العامة علي الشكل الجديد, ويتم تدريب الطالب عليه من امتحانات الشهر او امتحان مع نهاية كل شهرين من الفصلين الدراسيين مما يساعد الطالب علي استيعاب أسلوبه ويكون شكل الامتحان لمرحلة الثانوي وليس امتحانا للثانوية العامة فقط, وإذا نجح التعليم في ذلك فسوف يتم القضاء كلية علي كل تخوفات الطالب والمعلم والمدرسة وولي الأمر, وهذا يتطلب الكثير من الاخلاص وعدم مهاجمة النظام, فضلا علي العمل علي تدريب الطلاب وعدم دفعهم نحو الاعتراض. وثانيا: أري من الضروري أن يفعل هذا المعلمون أنفسهم, وهناك معلمون متميزون ومتمكنون من أدواتهم وهم الغالبية العظمي من معلمي مصر, لأن تطوير التعليم لن يتم إلا بالمشاركة الحقيقية للمعلمين فهم الأدري بواقع التعليم وما يحتاجه الطالب من المنهج والمدرسة, وإلا فلن يحدث تطوير حقيقي بدون المعلمين. وثالثا: علي الوزارة توفير كل الامكانات المالية والعملية للمدرسة لإجراء الامتحان بنظام البوكليت, وكذلك توفير الجوانب الفنية,واطلاع المدرسة علي أي تغيير في نمط الامتحان حتي يكون التدريب حقيقيا. واقع الحال أنني عندما أتحدث عن ضرورة توفير كل الإمكانيات فذلك راجع في ظني إلي سبب آخر وهو عدم تكرار حتي ما حدث في الامتحان التجريبي الذي فشل نتيجة عدم توفير أوراق طباعة الامتحان وتحملها المعلمون ومديرو المدارس من قوت أولادهم,علي إثر تراجع المجتمع ومجالس الأمناء عن تنفيذها أو ايجاد بنود للصرف علي الامتحان, فيما اكتفت الوزارة بإرسال فلاشة بها نموذج الامتحان, ويكفي ما يحدث من فشل الأفكار الجيدة بحجة عدم توافر الأموال في الوقت الذي تنفق فيه المليارات علي أمور وهمية. والحقيقة أن استمرار نظام البوكليت ونجاحه سوف يؤدي الي استقرار نظام الامتحان وسيعمل علي انحسار مشكلات امتحانات الثانوية العامة, المهم أن يبدأ المسئولون الآن وليس غدا بتسجيل كل الأخطاء والمشكلات التي وقعت في أول عام التطبيق لتجنبها في الأعوام القادمة. وللحديث عن البوكليت بقية.