جاءت زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلي برلين والتي تمت بناء علي دعوة من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل; لحضور قمة مصغرة حول المشاركة والاستثمار في مستقبل القارة الإفريقية, باعتبار ألمانيا هي الرئيس الحالي لمجموعة العشرين, في أجواء من الزخم والدفء في العلاقات بين مصر وألمانيا, فقد التقي السيسي وميركل6 مرات في العامين الماضيين, وآخرها أثناء زيارة ميركل للقاهرة في مارس الماضي, حيث تسعي ألمانيا إلي تنمية التعاون مع مصر في مختلف المجالات, بالإضافة إلي حرصها علي التنسيق والتعاون الوثيق مع مصر في الملفات الساخنة والتحديات والقضايا الإقليمية. وتأت مشاركة الرئيس ضمن مجموعة من رؤساء دول وحكومات الدول الإفريقية, منها تونس والسنغال وغانا ومالي والنيجر, وألقي الرئيس كلمة أمام القمة حول الرؤية المصرية للتحديات التي تواجهها القارة السمراء, وقد غلب الجانب الاقتصادي علي الزيارة, حيث قدم الرئيس عرضا للفرص الاستثمارية في مصر أمام الشركات الألمانية الكبري, خاصة في منطقة قناة السويس, وفي مجالات الكهرباء والطاقة, وأكد الرئيس جهود الحكومة المصرية في توفير مناخ جاذب للاستثمارات الأجنبية, وحرصها علي وضع القوانين الملائمة للعملية الاستثمارية. وقد أشاد الرئيس بالدور الألماني الكبير, والجهد المبذول خلال رئاسة ألمانيا لمجموعة الدول العشرين, ورحب بمبادرة الرئاسة الألمانية لتعزيز الشراكة مع إفريقيا, ومساعدتها علي دفع جهود التنمية, مؤكدا حرص مصر علي التعاون مع ألمانيا في هذا المجال, وقد أشاد الرئيس خلال لقائه مع المستشارة الألمانية بما تشهده العلاقات الثنائية بين مصر وألمانيا من تطور متزايد, مؤكدا حرص مصر علي مواصلة العمل علي تعزيز علاقات التعاون بين البلدين علي كل الأصعدة وفي جميع المجالات. وقد أشادت المستشارة الألمانية بدور مصر الكبير والرائد في مجال مكافحة الإرهاب, مؤكدة استعداد ألمانيا للتعاون مع مصر في هذا المجال, وفي مجال مواجهة الهجرة غير الشرعية, وأكد الرئيس ضرورة تكثيف الجهد الدولي في مواجهة الدول التي تقوم بتمويل الإرهاب وتوفر غطاء سياسيا وأيديولوجيا له, مشيرا إلي ضرورة توجيه رسالة حازمة وقوية لهذه الدول, وذلك إذا ما كان المجتمع الدولي تتوافر لديه الإرادة للقضاء علي الإرهاب واجتثاثه من جذوره بالكامل. وقد حفل جدول الرئيس خلال الزيارة بالعديد من اللقاءات, أبرزها مع وزير الخارجية الألماني زيجمار جابرييل, والداخلية توماس دي مازيير, والاقتصاد والطاقة بريجيتا سيبريس, وعدد من رؤساء الشركات الألمانية الكبري, كما أجري الوفد المرافق للرئيس عددا من اللقاء والمباحثات مع نظرائهم الألمان, وعرض الفريق مهاب مميش فيلما تسجيليا عن المنطقة الصناعية ومحور قناة السويس وفرص الاستثمار المتاحة. والتقي الرئيس السيسي الأنبا دميان أسقف الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في ألمانيا, وأكد له أن مصر ستظل وطنا لجميع أبنائها دون تمييز, كما أنها تعتز بأبنائها المقيمين بالخارج باعتبارهم سفراء للوطن يعكسون ما تحمله الشخصية المصرية من قيم أصيلة, وأشار الرئيس إلي قوة النسيج الوطني, موضحا أن ضربات الإرهاب لن تنجح في ضرب الوحدة الوطنية, وأن مصر تواجه الإرهاب بكل عزم وقوة, وأن المصريين واعون تماما لخطر الإرهاب, ولأهمية توحدهم في مواجهته. وأعرب الأنبا دميان عن سعادته بلقاء الرئيس السيسي, مشيدا بدوره في استعادة الاستقرار وفرض الأمن والأمان في ربوع مصر خلال الأعوام الماضية, كما أكد قيام الكنيسة القبطية في ألمانيا ببذل الجهد والتواصل مع المجتمع الألماني, ونقل الصورة الحقيقية لما يحدث في مصر من استقرار وتحديث وتطوير للمجتمع, بهدف تصحيح الصورة الخاطئة, ومواجهة الدعاية السوداء التي تبثها وسائل الأعلام الموالية للجماعة الإرهابية.