وضعت القائمة التي أصدرتها الدول المقاطعة لقطر, التي تضمنت59 عنصرا من10 جنسيات, نظام تميم بن حمد في مأزق جديد, وفرضت عليه طوقا أكثر ضيقا من العزلة التي يتكبدها نظامه منذ إعلان مصر والسعودية والإمارات والبحرين مقاطعة الدولة الحاضنة للإرهاب. وفيما مارس الأمير القطري دور اللامبالاة حينا والتحدي حينا آخر, والارتماء في أحضان إيرانوتركيا, التي صدقت علي إرسال قوات لدعمه حينا ثالثا, دعا مراقبون ومحللون ومعنيون بشأن الإسلام السياسي, النظام القطري إلي طرد قيادات الإرهاب وعلي رأسهم عناصر جماعة الإخوان الإرهابية, واغتنام ما رأوه الفرصة الأخيرة للعودة إلي الصف العربي, وما يتوجب عليه من وقف تمويل ودعم قيادات الجماعة الإرهابية في مخططاتهم لإثارة الفوضي في الدول العربية وعلي رأسها مصر, التي أنهت عام حكمهم فيها بثورة شعبية أطاحت بمحمد مرسي وإخوانه. وقال الدكتور ثروت الخرباوي القيادي الإخواني المنشق عن الجماعة, الخبير في شئون الحركات الإسلامية, في تصريحات خاصة لالأهرام المسائي إن ترحيل الإخوان من قطر يعتبر نجاحا للمقاطعة وفشلا جديدا لجماعة الإخوان الإرهابية وتنظيمها الدولي وفشلا لتركيا والإخوان ودليلا علي أنهم يسيرون في منظومة فشل, أما نحن فننتقل من نجاح إلي نجاح مشددا علي أن ترحيل قيادات الإخوان من قطر اعتراف منهم بخطورة الوضع ومحاولة لتخفيف الضغط الدولي والعربي علي قطر ورفع الحرج عنها. وأوضح الخرباوي أن أبرز إنجازات مقاطعة قطر هو إجبارها علي التراجع والتوقف عن تمويل الإرهاب بالمنطقة لأن قطر تعتبر أكبر محرك للصراعات ووقف التمويل سوف يوقف تحركات الإرهابيين سواء في مصر وليبيا وسوريا وغيرها من دول الصراعات, مؤكدا أن إصرار أمير قطر علي العناد والارتماء في أحضان تركياوإيران خيانة. قال مختار نوح, عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان, القيادي السابق في جماعة الإخوان الإرهابية: إن ترحيل الإخوان من قطر هو بادرة للصلح تقدمها قطر في محاولة لتخفيف حدة الانتقادات الموجهة إليها من الدول العربية وأمريكا لأن البند السابع في طلبات المملكة العربية السعودية والثاني عند مصر هو طرد الإخوان من قطر وتوقفها عن تمويل الجماعات الإرهابية وخطوات التخفيف وترحيل الإخوان هو نصيحة من الكويت التي تسعي للصلح وتخفيف حدة الخلافات, أما إعلان الإخوان عن ترحيل قياداتها فهو نتيجة اتفاق سياسي بين قطر والإخوان لحفظ الكرامة وماء الوجه مشددا علي ضرورة توفير البدائل المتمثلة في إحياء المشروع التنويري. وأشار إلي أن قطر سوف تضطر لإعادة النظر في كثير من سياساتها تجاه الإخوان وتمويل الإرهاب لتجنب توابع حصارها ولن تقوم قطر بالتصعيد لأنها تعلم جيدا توابع هذا القرار. ومن جانبه قال الدكتور حسن وجيه, أستاذ العلوم السياسية والتفاوض الدولي: إنه لا شك أن طرد الإخوان وترحيلهم من قطر سببه هو الضغط الدولي والمقاطعة لها, موضحا أن الحصار المفروض علي قطر سوف يدفعها للتراجع فوزير خارجية ألمانيا قال: إن دولته لن تشارك في كأس العالم علي أراضي دولة تمول وتدعم الإرهاب. وشدد علي أن الهدف من قطع العلاقات هو إيجاد ضغط ومحاولة لتغيير السلوك الخطأ لو أرادت الدولة المعزولة عودة المصالح وقطع العلاقات يعتبر ضغطا اقتصاديا كبيرا, أما بالنسبة للتنظيم الدولي فمشروعه فاشل ويتعرضون لضغوط كبيرة وكل المواقف المصرية وما قالته قيادات مصر تحقق وهذا التنظيم في مأزق كبير وما يحاول إنقاذه هو الأيادي التي أوجدته لتحقيق أهدافها.