قراءة في أوراق طالب ثانوي.....! أمامك من الوقت ساعتان عليك فيهما أن تختصر حياتك كلها و تحفر لنفسك طريقا للمستقبل, ليس من حقك أن تتوتر أو تنتابك مخاوف و انتبه إلي أنك مراقب حتي فيما تفكر فيه, اعمل ما تبقي من أشلاء عقلك المتخم بما حشرته فيه كي تنجو من ذلك المأزق, لا تفكر في أن الأمر سوف تنقشع ظلمته في لحظات خاطفة تفيق بعدها مذعورا و أنت تبسمل و تحوقل من ذلك الكابوس المرعب و تطس وشك بشوية ميه و كان الله بالسر عليم. ركز.. تلك ورقة بيضاء عليك أن تكتب فيها شيئا تنجو به فليس ما أنت فيه غفوة منام و لكنه واقعك القادم....! مضي من الوقت بضع منه و أنت مازلت تائها عيناك زائغتين, تلهث في ثنايا ذهنك تبحث عن شيء ما, لعل هذا, أو ذاك, أو ربما تلك.. يد غليظة تطبق عليك من الخلف يصاحبها صوت مرعب ينخلع له قلبك, بص قدامك و إياك أن تلتفت يمينا أو يسارا, تتعالي ضربات القلب و تهرول بين السطور تحاول أن تفهم ماذا يريدون.....! مازالت تلك الراية السوداء تتراقص من بعيد كأنها تقف حاجزا بينك و أن تزل قدمك في الغريق و تنتهي إلي الأبد, أنت لم تبرح الشاطيء بعد.. لابد و أن تسبح دون أن تبتل و اقرأ صفحات البوكليت جيدا, تبين من حروفها الغائرة في السواد أي نقاط بيضاء تلتمس بها الطريق, ها هو الأفق خلفها يستضيء و تشرق شمس الأمل, الأمواج المتلاطمة تتعالي من أمامك كألسنة الهب تحرق في طريقها ما كان في قلبك من أمل.. تخبو و تسكن من أمامك, لقد عرفت سرها أخيرا و استطعت بعد جهد جهيد أن تحل شفرتها, تقدم إذا و اشحذ زمام عقلك و ما حفظت و اكتب ذلك السر الغامض و احصل علي مفتاح ال بخط يدك.....! توقف الزمن, و تجمدت نبضات القلب, و صوت ينطلق في الآذان بوقع الرصاص تتلاحق طلقاته خاطفة حتي تستقر مكانها و تغلق باب الأمل من جديد, انتهي الوقت.......! تتلاحق أيدي المراقبين تجمع الأوراق تتساقط منها الأحلام و قطرات دموع تغلفها بالخوف و تتواري النقاط البيضاء في ظلمة ما سطرته في البوكليت و لكن الراية السوداء لم تعد تتراقص و لم يعد هناك فاصل بين الشاطئ و الغريق, تجمدت الراية في مكانها و تجمدت معها القلوب انتظارا للنتيجة. خ. ا [email protected]