الإدارة المحلية يسكنها الفساد منذ زمن بعيد. ولكن استشراء الفساد بلغ درجة لا يمكن السكوت عليها لان معني التزام الصمت واغماض العين لن يجعل المواطن يشعر بثمار المشروعات الاقتصادية التي يتم تنفيذها حاليا. وظهرت تجليات هذا الفساد بوجهها القبيح يوم الخميس الماضي عندما شهدت محافظة الاسكندرية ميل عقار مكون من13 طابقا علي العقار المقابل له. محافظ الاسكندرية معذور فهو رجل كان محافظ البحيرة ويدوب جاء للمحافظة منذ أشهر قليلة ولن يجرؤ علي فتح ملف مافيا الابراج المخالفة والتي يبلغ عددها27000 عقار وطبعا لا يخفي علي احد كيف تتمكن اعضاء هذه المافيا من ارتكاب جرائمها في بناء ابراجها المخالفة لكل القوانين والاعراف؟ انهم يشهرون سلاح المال في وجوه موظفين محدودي الدخل فيتم اغماض العيون عن جرائمهم. وهذا ما فضحه ميل برج13 دورا علي برج مقابل له في منطقة الازاريطة يقول رئيس حي وسط الاسكندرية اننا بحثنا في ملف العقارفوجدنا ان سكان العقار حصلوا علي انشاء ثلاثة طوابق فقط الا انهم ارتفعوا الي13 طابقا دون ان يتم معرفة المالك الحقيقي للعقار حتي الآن وأن الحي اصدر له قرار ازالة في عام2004 اي منذ13 سنة ولم يهتم احد بتنفيذها. المحزن انه تم تشريد اكثر من100 اسرة منها19 اسرة يسكنون في البرج المنكوب و81 اسرة في العقارات المجاورة وطبعا المحافظ مشغول بالبحث لهم عن شقق لايوائهم. يا ناس ياهوووه منذ اندلاع ثورة25 يناير استغلت مافيا الابراج المخالفة الفوضي التي اعقبتها لبناء الابراج المخالفة دون مراقبة الادارات الهندسية بالاحياء مما ادي الي وجود600 الف عقار مخالف في جميع محافظات الجمهورية منها27 ألفا في الاسكندرية وفي القاهرة80 ألفا. اذن ما الحل...؟ الحل هو مصادرة جميع العقارات المخالفة لصالح الدولة ويتم تشكيل لجان هندسية للتأكد من السلامة الانشائية لكل عقار وما تؤكد اللجنة سلامته يتم بيعه في مزاد عام لصالح خزينة الدولة وما تؤكد اللجنة عدم سلامته يتم ازالته فورا وتباع الارض ايضا لصالح خزينة الدولة. لابد أن يضطلع مجلس النواب بهذه المهمة القومية ويسن قانونا يعطي لاجهزة الدولة الحق في مصادرة الابراج المخالفة. لو تهاونت الدولة في هذا الامر فستزيد شراسة مافيا المخالفات لأنهم يشعرون بأن يد الدولة رخوة وضعيفة وانهم يأمنون العقاب فلابد ان يزيدوا في مخالفتهم. تخيلوا معي كم مليارا يدخل الخزينة العامة للدولة من قانون واحد يتحمس مجلس النواب لتشريعه علي وجه السرعة حفاظا علي هيبة وقوة الدولة ودعما لاقتصادها بمورد سهل بيعه مثل هذه العقارات بدلا من فرض مزيد من الضرائب. واذا كانت ايطاليا تفخر بأن لديها برج بيزا المائل أحد عجائب الدنيا السبع فاننا نخجل من ان لدينا برج الازاريطة المائل.